Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 18 نيسان 2024   الساعة 01:15:57
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
لماذا سورية الدولة الأكثر أعداء في العالم ؟ بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | لماذا سورية الدولة الأكثر أعداء في العالم ؟ بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:
من المؤسف أن سوريا اليوم هي من البلدان الأكثر أعداء في العالم، ويكاد أن يتمركز أعداء سوريا كدول  في محيطها العربي والإقليمي ولا ينحصر أعداءها في محيطها الخارجي فقط , بل نجد أعداءها يعيشون على ترابها ويحملون جنسيتها  وبعضهم يعيشون من خيراتها ويسكنون دول أخرى، فبدل أن تبادر الدول العربية وحلفائها من الغرب، إلى تقديم أفكار إيجابية تسهم في حل الأزمة السورية وتوقف النزيف الدموي، ذهبوا إلى الحدود القصوى في التهيئة لتقسيم وتجزئة سورية الذي يفضي إلى سقوطها في قبضة الإحتلال الغربي، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ماذا يريدون من سورية؟ هل يريدون إستعادة ماض غير مشرّف، كنّا نراهن على تجاوزهم له؟ هل يريدون تحقيق الإصلاح وإقامة الديمقراطية، وهم وراء  دماء ملايين الشهداء في العراق وفلسطين ولبنان واليمن والمصفقين بوقاحتهم للهمجية الصهيونية والرافضة لأبسط حقوق الشعب الفلسطيني؟ هل يريدون الرفاه للشعب السوري وقد رأينا بأم العين رفاه الويلات والمآسي لعشرات السنين الذي قدموه للشعب العراقي ؟
في الحقيقة إن سياسة الرئيس الأمريكي أوباما تبدو باحثة عن تعويض لما لحق من خزي في التدخلات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط منذ العام 2003 في العراق وأفغانستان، وفي هذا الوقت الضائع يتوافد على البلدان العربية وخاصة سوريا جماعات شتى من الإسلاميين والجهاديين وقصدهم ولا شك التحضير لتقويض سوريا وهز إستقرارها ونشر الفوضى فيها.
اليوم أرى إن السيناريو يعاد صياغته من جديد تجاه سوريا، ولا زال أزلام تدمير العراق  هم ذاتهم  الذي يتزعمون المسرح السوري، ومن تفاهة الأمر إن السيناريو يعاد صياغته وكأنه (قص ولصق ) كما يقولون بلغة الكمبيوتر ... من تزعم من العرب زعزعة إستقرار العراق  وتآمر عليه ، ومهد البنية التحتية لغزو العراق هم ذاتهم الذي يمهدون البنية التحتية لتدمير سوريا .
وفي سياق متصل إن سوريا ليست بلداً هامشياً، فهي ليست ليبيا، وليست اليمن، إذ إنها بلد محوري في المنطقة، سواء لثقلها التقليدي الإستراتيجي، أم بسبب تماسّها مع العدو الصهيوني، ووجود جزء من أراضيها محتلاً من قبل ذلك العدو، وكان من الطبيعي تبعاً لذلك أن تدخل على خطها العديد من القوى العربية والإقليمية والدولية، وخلال العقدين الماضين قد أصبحت سوريا محوراً إستراتيجياً لإيران في المنطقة، شاركت معها في إجهاض مشروع الغزو الأميركي للعراق، ما إن بدأت العسكرة في الأزمة السورية حتى بدأت ملامح الإستراتيجيات العربية والإقليمية والدولية تتضح شيئاً فشيئاً من سوريا، فرسم الكيان الصهيوني رؤيته على نحو يجعل من سوريا محطة للتخلص من بلد مزعج، في ذات الوقت الذي يجعله محطة لضرب ربيع العرب، مع جعله أيضاً محطة إستنزاف لقوى أخرى مزعجة أو من النوع الذي يهدد مصالحه، وفي إطار ذلك لم يمارس الكيان الصهيوني دوراً مباشراً في الأزمة السورية، لكنه عبر سيطرته على القرار الأميركي الذي دفع في اتجاه إطالة أمد الحرب بكل الوسائل الممكنة، فقد دفع لإتخاذ موقف سياسي لصالح الأزمة من قبل أميركا والغرب، و ذلك في ظل معادلة تعني أن هناك قوى تدعم النظام، مقابل أخرى تدعم المعارضة، ولكنها مقيَّدة في إمدادها بسلاح يكفي للصمود وليس لحسم العركة.
فالحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين أن أمريكا تهدف من وراء عدوانها على سورية تركيعها والتخلص من ترسانتها العسكرية وإضعاف مقدرة الجيش العربي السوري ضمن محاولات فك التحالف الاستراتيجي الذي يربط سورية مع إيران وحزب الله ضمن مخطط يضمن لأمريكا تأمين أمن اسرائيل وتأمين مرور الغاز الخليجي عبر الأراضي السورية الى أوروبا وتمرير خط المياه من تركيا الى إسرائيل، مع رغبته بعقد إتفاقية سلام تربط سورية بإسرائيل والتوصل لحلول يضمن بقاء الجولان السوري تحت الهيمنة والقبضة الإسرائيلية، وهو بهذا يضمن أمن حليفه الاستراتيجي إسرائيل ويمكنّها من بسط هيمنتها وسيطرتها على المنطقة.
وإني فعلاً أتساءل لمصلحة من كل هذا العداء لسوريا ولمصلحة من إضعاف جيشها ؟ و لمصلحة من إقامة القواعد الأمريكية في دول الخليج ؟ يأتي إضعاف الجيش العربي السوري وإلهائه بمعارك جانبية بدلاً من دعمه ودعم صموده للحفاظ على قوته الوحيدة المتبقية لمواجهة العدو الصهيوني وتجنيد الجهاديين من جميع دول العالم لإضعافه بدلاً من الإتحاد والتوجه لتحرير القدس والأقصى، الهدف الأمريكي واضح وينفذ بأيدي عربية مشبوه وأيضاً بأيدي جهاديين مضللين لتغير إتجاه البوصلة العربية والإسلامية من تحرير فلسطين والقدس للإقتتال الداخلي العربي -العربي والإسلامي –الإسلامي، وخلق الفتن والدسائس والمؤامرات لإضعاف أي دولة عربية لها وزنها مثل مصر وسوريا لتقسيمها إلى دويلات ضعيفة متناحرة على أساس عرقي اثني وديني طائفي تستعطف بقائها من العدو الصهيوني.
وأخيراً ربما أستطيع القول إنه يجب على جميع الدول العربية أن تعي وتفهم بان مصلحتها ليست مع الغرب وأكبر دليل على ذلك تركيا التي رفضت أوروبا ضمها إليها برغم تنفيذ جميع أوامرهم بإعتبارها خادما لمصالح أوروبا، بل مصلحتهم التحالف والتكتل والحفاظ على قوة بعضهما البعض وإعتبار قوة أي دولة هي لمصلحة العرب والمسلمين، وأن سياسة التخبط والتردد التي إتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية فشلت في هزيمة الشعب السوري من خلا ل توجيه بوصلة حب الوطن ضد كل ما تقوم به واشنطن ومحاصرة كل مغامرة تؤدي الى ضرب هذه الوحدة وزعزعة السلم الأهلي، فالحل السياسي يبنى على المصالحات الداخلية والحوار الوطني لحقن الدماء وعودة الأمان والمهجرين وقطع الطريق على المؤامرات الخارجية التي تستهدف سوريا وشعيها.
Khaym1979@yahoo.com
 

الوسوم (Tags)

سورية   ,   العربية   ,   الحرب   ,   الشهداء   ,   في العالم   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-07-19 10:07:20   الدولة الوحيدة
سوريا الدولة الوحيدة المعادية للدول الاجنبية " اسرائيل " المضرة بالمصالح القومية للبلاد
يمان حديدي  
  2014-07-19 10:07:56   فلسطين
ان القواعد المادية للثورة العربية في المشرق و المغرب هي التي ستمنكننا و تمكن قضية فلسطين من ان تخرج من اطارها العاطفي الى اطارها العملي حتى يتحققق التحرير الفعلي لفلسطين لان قضية فلسطين اليوم دخلت في قضية عرب و يهود بل حركة عربية ثورية ضد قوى الاستعمار بلا تعصب عنصري
فارس غنوم  
  2014-07-19 10:07:40   التاريخ سيسجل
" من واجب المناضل اما ان يكون واقفا على قمة الجبل و إما ممتدا على تبن زنزانة مظلمة "
بتول سمور  
  2014-07-19 10:07:02   تامروا علينا
لاننا ضد اسرائيل !!!! و لانننا بلد المقاومة و جيش صنديد جيش حرب تشرين التحريرية تامروا علينا
هند كزبور  
  2014-07-19 10:07:42   من اله عز وجل
لان النصر كان النصر دائما حليف سوريا من الله عز و جل
كنانة الهبج  
  2014-07-19 10:07:00   سوريا
سوريا هي بلد و مهد الحضارات و الديانات و الثقافات على مر العصور و بلد المقاومة و المممانعة و بلد الانتصارات و لانها البلد الوحيد التي لم تخضع للغرب و لاسرائيل ارادو اغراقها في الوحل
كميت نجوم  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz