Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
داعش المحبوبة الملعونة .. بقلم: فوزي بن يونس بن حديد
دام برس : دام برس | داعش المحبوبة الملعونة .. بقلم: فوزي بن يونس بن حديد

دام برس:

عندما كانت سوريا آمنة ذات يوم، كان المتآمرون عليها يعدّون الخطط لاكتساحها من أي جهة، فاخترعوا فكرة درعا والكل شاهد تلك المجموعات التي بدأت تطالب النظام السوري بتحسين المعيشة، وكانت تمثيلية أولى وتذكرة عبور للجماعات المسلحة التي كانت على أهبة الاستعداد للدخول إلى سورية من جميع الجبهات وتستقطب الإرهابيين من كل الدول، كان الغرب وأمريكا وتركيا من المتحمسين لهذه المعركة المصيرية، وبدأت الحرب واشتعلت على الجبهة السورية التركية ومنها انتقلت الى الحدود مع لبنان والأردن اللذين كانا محايدين نوعا ما، لأن لبنان قد تلظى بنار الحرب وبقي الأردن يتوجس خيفة مما يحصل على الجبهة السورية.

سهّلت تركيا الطريق للمسلحين الذين يتوافدون عليها من كل صوب وحدب للعبور إلى ساحة المعركة ضد الجيش السوري، كما مدّت أمريكا الإرهابيين السلاح بكافة أنواعه بكل وقاحة، وأفاد الغرب بالدعم اللوجستي، واحتدمت المعركة وظهرت تنظيمات عدة كلّها تعبر عن معارضتها للنظام السوري، وظلت تستعطف أمريكا وإسرائيل وتستجديهما لطلب العون ومدها بالسلاح والعتاد، والمارد الغربي يتلوّن حسب الصراع على الأرض، وصارت هذه التنظيمات يُطلق عليها "ثوارا"، وكانت القنوات الإعلامية وعلى رأسها الجزيرة والعربية وغيرهما من القنوات قد سارعت الى الإعلان عن الثورة السورية ونقلت أخبارا مزيفة أحيانا وأخرى جرائم ارتكبتها التنظيمات السرية التي دخلت سوريا لتشويه صورة النظام السوري عند الشعب وإثارة الرعب في نفوس الآمنين، وأظهرت هذه القنوات ما يسمى المعارضة وهي تتسابق نحو الكراسي، وحدث بين الأعضاء صراع مرير حول من يمسك بطرف الحبل حتى لا يسقط على الرؤوس فيحدث رجّة كهربائية تصعق كل من لمسه أو مرّ بجانبه، مرة معاذ الخطيب وأخرى أحمد الجربا وتارة إدريس وأخرى إبليس، كل ذلك صنعة قطرية أدّت بالشعب السوري نحو المجهول.

وفي ظل هذا الصراع المرير ظهر تنظيم يسمّى " داعش" اختلط عليّ في البداية تشكيل المسمى ثم سرعان ما ظهر لي بعد ذلك فحواه فهي كلمة مختصرة لجملة مفيدة وهي دولة العراق والشام الإسلامية، من تبناها؟ وما هي أسسها؟ وما هي أهدافها؟ كل ذلك نجهله، نحن نعرف أنها تنظيم إسلامي متشدد ولكن عندما نشاهد تصرفاتها البشعة نخرجهم من الملة ونقول إنهم مرتزقة أمريكا وإسرائيل في المنطقة العربية، تنظيم غريب، مجهول الهوية، لقيط، لا يسعى إلا لإثارة الرعب والفوضى، جنود إبليس في الأرض، أو هم ممن أعطتهم كونداليزا رايس الإشارة للانطلاق، ولعل ما نراه اليوم من دمار وخراب وتدمير للبنى التحتية دليل واضح على صحة نبوءة هذه المرأة السوداء التي جابت البلدان العربية واحدة واحدة تنشر سمومها، وتحذر من يعارضها من سوء العاقبة.

داعش اسم ظهر جليا في سوريا ولم تعتبره أمريكا آنذاك تنظيما إرهابيا بل ظلت تمارس معه سياسة المراوغة واللعب على الحبلين، فلا تمده بما يريد كاملا ولا تحاصره أوتضايقه، وظل هذا التنظيم يصول ويجول في سوريا لسنوات عدة منذ بدء الحرب ظانا أنه سيحقق مكاسب على الأرض، واستمرت القنوات الفضائية الكبيرة القطرية والسعودية والأمريكية وحتى الأوروبية تتعمد إجهاض الحدث وإظهار صورة بشعة لما يحدث في سوريا على وجه الحقيقة، وفعلا صدّق الناس أن هناك ثورة في سوريا وأن الشعب يطالب بإسقاط النظام، وتحولت سوريا إلى ركام من الدمار الهائل نتيجة الحرب الضروس التي حصلت، والكل يدعي شرقا وغربا أن الحل الوحيد هو الحل السياسي، فاستنفرت الأمم المتحدة قوتها لتعيين الأخضر الإبراهيمي وقبله كوفي عنان لإيجاد حل مناسب للقضية السورية فلم يفلحا، لأن الشرط الأساسي لتوقف الحرب هي إقالة الدكتور بشار الأسد، وأكاد أجزم أنه لو حصل الأمر ما استطاعت الأمم المتحدة ولا أمريكا ولا أوروبا إيقاف الحرب في سوريا لأنهم لم يفهموا ما يجري حقيقة في سوريا من حرب على كل ما هو عربي مقاوم.

كانت داعش الحركة المحبوبة عند الجميع، حتى عند أمريكا، كما كان الحال مع طالبان أيام الغزو السوفياتي لأفغانستان، بل إن إسرائيل الوجه القبيح والشيطان الرجيم استطاعت أن تحرك السواكن وتؤجج الصراع حتى تجعله على أشده في أشد أنواع الصراعات، وتستقبل المجاهدين على أراضيها وتطعمهم من سمّها  الناقع، كانت داعش يوما الصديق الودود حتى استقبلت جون مكين في معاقلها تفاخرا بعلاقتها بأمريكا ولكن يبدو أنها نسيت تجربة طالبان، فهي اليوم أصبحت العدو اللدود بعد أن اكتسحت مدنا عدة في العراق فانقلب السحر على الساحر، وصارت هذه الجماعات منبوذة حتى من تركيا التي فتحت لها ذراعيها وأكرمتها، فها هي اليوم تعلن أنها خطر على تركيا بعد أن فر الجيش العراقي الهزيل من ضرباتها، وهي التنظيم الذي فرّ أيضا من ضربات الجيش السوري المتتالية وألحق بها خسائر كبيرة واستعاد الجيش السوري هيبته على الأرض، لأنه يدافع عنها بكل قوة ويرى في هذا التنظيم أنه مغتصب يجب طرده من البلاد، وهي الحقيقة التي يعترف بها الغرب اليوم، اهتز كيانه ولم يفرّق بين الصاحب والعدو بل صار في حيرة من أمره مذبذبا، لا يدري أي الطريق يسلك وأين تبرز مصلحته.

داعش اليوم صارت مخيفة ومرعبة للجميع، وهي التي تمتلك السلاح، فمن أين يأتيها السلاح؟ ومن يمولها؟ هل هو تنظيم القاعدة؟ أم غيره من التنظيمات؟ أم يقف وراءها الموساد الصهيوني؟

الوسوم (Tags)

سورية   ,   النظام   ,   السوري   ,   داعش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz