دام برس:
مانراه اليوم على ارض الواقع وفي الوضع الدولي الجديد السائد لا سيما حقارة ووقاحة أمريكا في دعم الارهاب والارهابيين في سورية - يؤكد بمالايدع مجالا للشك بان العولمة ليست سوى مرادف للامركة انطلاقا من هيمنة امريكا الاقتصادية في العالم التي تتاثر بما يجري في امريكا وذلك بالنظر لضخامة الاقتصاد الامريكي وابعاده الكونية وسيطرة راس المال الامريكي على مشروعات واقتصادات في كل ارجاء المعمورة خاصة وان الدولار الامريكي اصبح وسيلة التبادل واداة التسوية الرئيسية لمعظم دول العالم اضافة لسيطرة امريكا على الانشطة الاقتصادية الحساسة والمهمة مثل صناعة المعلومات والبرمجيات والخدمات والتحويل حيث تحولت امريكا الي اكبر سوق لاستثمار رؤوس الاموال الاجنبية
ولعل ما يؤكد كلامي هذا ما قاله فوكوياما بان التاريخ انتهى وحسمت الراسمالية الصراع وتفوقت امريكا ووصلت الي الواحة وان الراسمالية مصير الشعوب علما ان هذه تبشير ايديولوجي لا يصمد امام متغيرات الواقع وهو مصادرة للمستقبل لايمكن القبول بها لكن فوكوياما حر ان يقول مايشاء لكن امريكا ارتكزت في سياستها العولمية الي عدة امور واشياء هي :
· بناء القوة العسكرية الضاربة والمحدثة بافضل الوسائل التقنية
· تنمية عجلة الاقتصاد وتكوين راس مال انتاجي في كل القطاعات
· استغلال اضخم الاجهزة الاعلامية ومراكز البحث العلمي لتعميم ثقافتها وعولمتها
· انتاج الايديولوجية الليبرالية بهدف احتواء الشعوب والسيطرة عليها
· استخدام كل الوسائل غير الشرعية مثل الحروب كحربها على العراق وليبيا وسورية وغيرها
· استخدام العضلات السياسية وخنق المنظمة الدولية واجهزتها لتعمل لمصلحة امريكا فقط
· الكذب على العالم والنفاق وتشويه الديموقراطية
ان ما فعلته امريكا اليوم يتطابق مع قول الرئيس الامريكي الاسبق روزفلت (((((قدرنا هو امركة العالم تكلموا بهدوء واحملوا عصا غليظة عندئذ يمكن ان تتوغلوا بعيدا )))) وهاهي تطبق ايضا نظرية المركز والاطراف وان المركز هو الذي يعطي الاطراف ولايمكن للاطراف ان تدخل وتصبح مثل دول المركز وان امريكا هي مركز العالم والاقمار الصناعية والكمبيوتر والانترنت تؤكد ذلك حيث اكثر من 95 % من مواقع الا نترنت اجنبية وباللغة الانكليزية
كما تستخدم امريكا العامل الثقافي لتكريس التبعية والهيمنة الامريكية على العالم فقد عمدت امريكا الي جملة من الخطوات لربط الدول الاخرى بها سياسيا وثقافيا واقتصاديا ومن اهمها :
· السيطرة على المنافذ البحرية والجوية والفضائية
· تخصيص 300 مليار دولار سنويا لتعزيز قوتها العسكرية
· استخدام وسائل الضغط الاقتصادي على الدول غير الموالية لها او التي لا تخضع لها
· اقامة نظام اقتصادي عالمي يرتكز على سياسات مجموعات الضغط الدولية التي تتحكم هي بها وهي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية
· فتح اسواقها الداخلية للدول الحليفة لها
· عدم السماح لاي قوة عالمية اخرى ان تنافسها عسكريا
· احتكارها للسلاح النووي في العالم واحتفاظها بقوات امريكية في كل قارات العالم
· استخدام القوة العسكرية لتصفية اسلحة الدمار الشامل في العالم كما تفعل اليوم حيث لن تسمح لايران بامتلاك السلاح النووي ولا الطاقة النووية السلمية
· عدم السماح لاوربة في الاستقلال في مجال الامن
· اعلانها بعد احداث 11ايلول 2001 من ليس معنا فهو من الارهاب
· احكام القبضة على منابع النفط وفرض القرار الامريكي الكوني العولمي على اوربة واليابان والصين والعالم
اذا هذه هي سياسة امريكا الوقحة
هذه السياسة الامريكية التي اعتمدت القوة والعنف والظلم والعدوان والنفاق والكذب من اجل تحقيق الحلم الامبراطوري والتفرد بالعالم والتفرد في قمة العالم ومن اجل ذلك ايضا اوجدت مجموعة من المفاهيم تساعدها في التغلغل العالمي مستخدمة القوة والحروب وكل ما يخالف القانون الدولي
فهي اليوم تتغنى بالديموقراطية كما هو الحال في لبنان
وفي سورية تعتمد لغة الدفاع عن حقوق الانسان وكم تحب هي هذا الا نسان ؟!!!
وهاهي تريد ان تمنع ايران من امتلاك السلاح النووي لان ايران تعادي اسرائيل والصهيونية لكنها ماذا تقول للعالم ان ايران خطر على الاستقرار والسلم والامن في العالم !!!!
تطلب من الدول الاسلامية تطوير المناهج التربوية بحيث نقول ان اليهود احبابنا وان الصهاينة مظلومين لان الا سلام والمناهج الحالية هي سبب الارهاب وليس قتل الشعوب واحتلال اراضيها وتشريد الشعوب الامنة ؟؟؟!!!!!
اذا كما نلاحظ ان العولمة الحالية هي اعادة صياغة العالم وفق المقاييس الامريكية حيث تعتبر امريكا نفسها مسؤولة عن العالم ومن حقها السيطرة عليه وتوزع شهادات حسن السلوك للدول والشعوب لكننا نقول للامركيين الذين يعيشون عقدة التفوق الامريكي ان هذه الادارة خطرة عليكم وعلى الشعب الامريكي وعلى العالم لان ما تفعله يقود البشرية الي التصادم والحروب الفناء
وعلى امريكا ان تكف عن الترويج للعصر الامريكي وان لاتعاقب كل دولة تخرج عن طوعها ولاتتهم بالارهاب من يدافع عن حقه وشعبه وان لا تتدخل بشؤون الغير لان كل ذلك مقدمات لانهيار العصر الامريكي الذي نرجو ان لايطول ويظهر عصر جديد هو عصر التنظيم الدولي العادل القائم على التوافق والاحترام المتبادل والذي يعيش فيه جميع الشعوب بامان وسلام وتعاون الجميع لمصلحة البشرية
وهكذا نرى في ضوء ما كتبنا وحللنا ان العولمة هي امركة وان العولمة تشكل خطرا كبيرا بجانبها السلبي المعتمد امريكيا القائم على الهيمنة والتبعية المفروضة على شعوب العالم وان هذه الهيمنة اوجدتها مجموعة قوى واطراف تمثلت بمدير العالم وادارة العالم عن طريق فرض نماذج ثقافية وسياسية مدارة من قبل تلك الاجهزة ومع ذلك علينا ان لا نتجاهل الجانب الايجابي القائم على التفاعل الحضاري على مستوى العالم
وكذلك تفرض العولمة بوسائلها المتنوعة جملة حقائق منها :
· سقوط سلطة الدولة تحت ضربات امتداد سلطة الراسمال العالمي
· تهميش الدولة اقتصاديا وعدم الغائها لان الدولة ضرورية للعولمة
· العولمة تفرض ظاهرة السيطرة الثقافية الهادفة الي عملية تذويب الخصوصيات وتفريغ الثقافات الوطنية من قيمتها
لكن علينا فهم العولمة لتجنب الخلل وعلينا سد منافذ عبور مشكلات العولمة وعلينا استخدام عدة عمل جديدة هي نفس العدة التي تعمل بها امريكا من اجل البقاء والدفاع عن مصالحنا في عصر الامركة وعصر العولمة الي ان ياتي عصر جديد احسن وافضل
عبد الرحمن تيشوري
ABDALRAHMANTAYSHOORI
من اجل ادارة مهنية احترافية تنفذ مشروع الرئيس التحديثي التطويري