دام برس:
قـرار منـع القنـوات الفضـائيــة غيـر السورية مـن البث المبـاشـر للعمليـات العسكـريـة قبـل الحصـول علـى إذن مـُســبق قـرارا صـائبــا وجـاء فـي وقــتــه , وهـو ليس مـوجهـا بالضـد مـن احــد بقـدرمـا هـو للحفـاظ علـى ســريــة تحـركـات قطعـات القـوات المسلحــه والقـوات المتجحفلــه معهـا , خـصـوصـا وإنَ بعـض مـراسلي هـذة القنـوات قــد جعلـوا مـن انفسهـم قـادة اسـتراتيجيين ومحـنكيـن مـيدانيين , واخذوا يتحـدثـون عـن امـور اكبـر مـن حجمهـم وخـارجه عـن نطـاق حقهـم المهنـي بالتغطيـة الصحفيـة ونقـل المعلـومـة , بـل إنَ البعـض منهـم لـلأسـف قـد خـدم الجمـاعات الارهـابيـة وغـرف استخبـارات داعميهـا فـي الخـارج مـن خـلال نقلهـم لتحـركـات الجيش وطـرق تعـزيـزاتـه وحجـم قـواتـه , وهنـا لا نقـول بصـوره مقصـوده بل عفـويـــة , ولكنهـا بالنتيجـة النهـائيـة جـاءت بفعـل سلبي علـى طبيعـة المعـارك وامنهـا العسـكري , وعلى الذيـن يريـدون استغـلال هذة القـرار لتشـويـة صـورة ســوريـة او التشكيـك فـي قـرارتهـا السيـاديـة , عليـهم ان يتذكـروا ان امريكا في حربهـا على افغانستان والعراق لم تسمح الا لمراسلي قنواتها الحربيين والمرتبطين بجهدها الاستخباراتي والعسـكري لتغطية اعمالها الحـربيـة بصورة مباشـرة ومـرافقـة جهـدهـا القتـالـي , وكفـى استهتـار بالدم السوري والمتاجره بارواح ابناءه والتسلق على اجساد شهداءه مـن اجـل بنـاء امجـاد شخصيــه وهـالات صحفيـة , وتــذكـروا أنَ ســوريـة بجيشهـا وقيـادتهـا إنمـا تـخـوض معـركـة مصيـر وتحـدي لا مثيـل لـه عبـر التـاريـخ , وكـل شيء فيـها محـسـوب حـتى لـو كـان فـي تقـديـرات البعض صغيـرا , لكنه فـي الحسـابات العسكـرية والنـتائـج المترتبـة كبيـرا وجـوهـريـا في بعض الاحيـان , ورحـم الله مـِنْ عـرف قــدر نفســـه .
al_asadi@aol.com