Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 18 نيسان 2024   الساعة 01:15:57
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
السعودية والهجرة المعاكسة لمقاتلي القاعدة والدولة الاسلامية .. بقلم: عبد الباري عطوان
دام برس : دام برس | السعودية والهجرة المعاكسة لمقاتلي القاعدة والدولة الاسلامية .. بقلم: عبد الباري عطوان

دام برس:
عندما اصدرت السلطات السعودية قانونا بتجريم كل من يذهب الى الجهاد في سورية، ووضعت تنظيمي الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهه النصرة ضمن عدة جماعات اسلامية اخرى على قائمة “الارهاب”، فانها كانت تتخذ اجراءات وقائية لتحصين جبهتها الداخلية، وليس من منطلق الحرص على سورية من حيث اضعاف هذه الجماعات المتشددة لمصلحة نظيراتها “المعتدلة” والجيش السوري الحر الذراع العسكري للائتلاف الوطني الذي تدعمه ورئيسه.

فأصحاب القرار في المملكة، افاقوا “متأخرين” الى ظاهرة خروج آلاف من الشباب السعودي من اجل “الجهاد” في سورية بتحريض من دعاة سلفيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بل والقنوات التلفزيونية الرسمية والخاصة المملوكة لامراء سعوديين، وبتمويل من جمعيات خيرية عبر قنوات سرية، وبموافقة شبه ضمنية من اجهزة الدولة الرسمية.

السلطات السعودية، وعندما اوعزت لآلتها الاعلامية الجبارة، وخاصة قناتي “العربية” و”ام بي سي” واخواتها، بمهاجمة هؤلاء الدعاة بشراسة، وتحميلهم مسؤولية “التغرير” بالشباب السعودي، والدفع بهم الى الموت وتوعدت بمعاقبتهم بالسجن لاكثرمن عشرين عاما، كانت تخشى من عودة هؤلاء الى المملكة مسلحين بايديولوجية تنظيم “القاعدة” وخبرة قتالية ميدانية عالية جدا في الميادين كافة.

النجاح الكبير الذي حققته قوات الامن السعودية في القضاء على عناصر “القاعدة” في المملكة في اواخر التسعينات واوائل الالفية الثالثة، وبعد احداث الحادي عشر من سبتمبر على وجه الخصوص، لم يكن هذا النجاح عائدا فقط الى كفاءة القوات الامنية السعودية واجهزة استخباراتها فقط، وانما ايضا الى ضعف خبرة هذه العناصر، وبدائية وسائل التدريب والاعداد الذي حظيت به وقياداتها في افغانستان.

***

بمعنى آخر، السعوديون الذين ذهبوا الى سورية انضم معظمهم الى تنظيمي الدولة الاسلامية وجبهة النصرة اللذين حققا معظم الانتصارات العسكرية الميدانية والاستيلاء اثر ذلك على العديد من المناطق بعد دحر القوات السورية، ويعود ذلك الى تدريبات قتالية حديثة، ومتطورة، على ايدي خبراء جاءوا من العراق حيث حاربوا القوات الامريكية، وبعدها القوات العراقية، الرسمية العسكرية والامنية والميليشيات التابعة لها لاكثر من عشر سنوات، وتفوقوا في اعمال تجهيز السيارات المفخخة، والتفجير عن بعد، علاوة على المواجهات الميدانية التي انهكت حكومة نوري المالكي العراقية واغرقتها في حرب استنزاف دامية لم تستطع الخروج منها حتى الآن.

واذا كان خطر المقاتلين السعوديين العائدين من سورية، والذين تقدر بعض الاوساط الميدانية عددهم بحوالي عشرة آلاف مقاتل انخرطوا في العمليات العسكرية على مدى السنوات الثلاث الماضية، كبير فان البيان الذي اصدرته الدولة الاسلامية في العراق والشام وتوعدت فيه بـ”التمدد بجزيرة العرب” قريبا يعتبر اكثر خطورة في رأينا ويجب ان يؤخذ على محمل الجد لما يمكن ان يترتب عليه من تداعيات مستقبلية.

الفرق بين تنظيم الدولة الاسلامية من ناحية وجبهة النصرة من الناحية الاخرى، ان التنظيم الاول تنظيم “عابر للحدود” ومعظم مقاتليه من العرب والمسلمين غير السوريين، بينما التنظيم الثاني يتسم بطابع المحلية، اي انه يحصر انشطته العسكرية والسياسية على الارض السورية فقط، ومعظم مقاتليه من السوريين، ولهذا يحظى بدعم دول خليجية يتردد ان قطر من بينها، مثلما يحظى ايضا بدعم بعض الجماعات المقاتلة السورية الاخرى مثل الجبهة الاسلامية، ولواء الاسلام وجيش المجاهدين، واحرار الشام، والجيش الاسلامي والجيش السوري الحر وغيرها، وانعكس هذا الدعم بوضوح اثناء اشتراك الجميع في جبهة موحدة لتصفية قواعد ومقرات الدولة الاسلامية في الشمال السوري في ادلب واعزاز وبعض مناطق ريف حلب شمالا ودير الزور شرقا، وحققوا مجتمعين انتصارا كبيرا.

بيان تنظيم الدولة الاسلامية قال “انشاء الله التمدد لجزيرة العرب بات قريبا، وسيكون بخطة محكمة، وقوية ستذهل العراعير (في اشرة للشيخ العرعور) الاغبياء، وان اللبنات الاخيرة للتمدد اوشكت على الانتهاء.. فالمفاجأة القادمة، ان نغزوكم ولا تغزونا سيلتحم جند العراق مع جند الشام، ويلتقون قريبا بجند اليمن، وتفتح جزيرة العرب وبعدها فارس″.

***

وربما يعتقد البعض بان هذا التهديد هو من قبيل الحرب النفسية، وكرد فعل على تراجع وجود الدولة وقواتها في مناطق سورية بسبب ضربات التحالف المذكور آنفا، ويحظى معظمه بدعم السلطات السعودية، وهذا الاعتقاد قد يكون صحيحا جزئيا، ولكن لا يجب التقليل منه، واهميته، وخطورته، فتنظيم الدولة الاسلامية يضم الآلاف من المقاتلين السعوديين، ويملك قاعدة قوية جدا في العراق على الحدود الشمالية للمملكة، كما ان له امتدادات في اليمن على حدودها الجنوبية ايضا، وقد يتوحد على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره المحافظات الجنوبية اليمنية.

الهجرة المعاكسة اي عودة المقاتلين المتشددين الى الجزيرة العربية قد تكون وشيكة، خاصة بعد تضعضع مكانة الجماعات الاسلامية التي تحمل فكر القاعدة وايديولوجيتها في ميادين القتال السورية اثر استعادة القوات النظامية مناطق استراتيجية مثل يبرود والقصير والقلمون واخيرا قلعة الحصن، وهذه المناطق تعتبر من المعاقل الرئيسية لتنظيمي الدولة الاسلامية وجبهة النصرة، حتى ان الاخيرة تحدثت عن “خيانات” تعرضت لها وادت الى خسارتها لها، وخيبة امل المقاتلين الاجانب من اعمال الاقتتال الداخلي بين الجماعات الاسلامية المسلحة، ومغادرة اعداد كبيرة منهم لسورية وعودتهم الى بلادهم.

نحن على اعتاب عملية انتقام لحالة الخذلان التي تعرضت لها هذه الجماعات المتشددة في ميدان القتال في سورية حسب ما تقول ادبياتها، قد تنعكس في هجمات انتحارية وسيارات مفخخة، وربما مواجهات عسكرية مباشرة في جزيرة العرب، تماما مثلما حدث للمجاهدين الافغان العرب في اواخر الثمانينات من العام الماضي، ولكن بصورة ربما اكثر خطورة ودموية.

الدولة الاسلامية قالت انها ستغير اسمها في الايام القليلة المقبلة، ولا نستبعد ان يصبح اسمها الجديد “الدولة الاسلامية في العراق والشام والجزيرة العربية” لتأكيد توجهاتها الجديدة التي احتواها بيانها. والله اعلم

راي اليوم

المقال يعبر عن رأي كاتبه

الوسوم (Tags)

السعودية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   الجيش والإرهابين
انتصار الجيش على الإرهابين جعلهم يعدون النظر في تواجدهم في سوريا زتوصلوا أن بقائهم لم يجدي نفع فمن الأفضل أن يعودا
حنين  
  0000-00-00 00:00:00   ليس هنا
إرهابين آل سعود قد عرفوا أن في سوريا ليس لديهم أي احتمال في النصر فقرروا العودة إلى الديار عسى يتحقق حلمه في بلدهم
قاسم عبد  
  0000-00-00 00:00:00   تستحق أكثر من هذا
من حفر حفرة لأخيه وقع فيها الظاهر أن السعودية لم تسمع بهذا القول قبل أن تقوم بعملها وترسل الإرهابين إلى سوريا فعندما إرسلتهم ظنت بأن هم وذهب عنها ولم تتوقع مجرد توقع بأنه سيعود إليها
حيان سومر  
  0000-00-00 00:00:00   المملكة الإسلامية الجهادية
عودة الإرهابين إلى السعودية سيكون يوم انهاء ما يسمى مملكة آل سعود وتصبح المملكة الإسلامية الجهادية
غسان  
  0000-00-00 00:00:00   تتحمل المسؤولية
الإرهابين التكفرين في سوريا الذين يقاتلون باسم الله تم إرسالهم وتدريب من أجل القتال في سوريا وكان للمملكة العربية السعودية الأفضل الأكبر في إرسال هؤلاء الإرهابين الحثالة والآن فلتتحمل مؤولية رجعوهم إليها
جميل السيد  
  0000-00-00 00:00:00   بعيد عن الجهاد
الجهادين الذين اتوا إلى سوريا قد ضربوا باسم الجهاد الحقيقي الذي من المحتم أن يكون في فلسطين وليس في سوريا الثقافة التي يحملونها من بلدهم ثقافة القتل والذبح والاغتصاب لا تنتمي للجهاد بصلة
هادي  
  0000-00-00 00:00:00   السقوط الحتمي
السعودية إرسلت إلينا مجرمين التي اطلقت سراحهم من سجونهم إلى بلادنا وقد حاربهم الشعب والجيش السوري لكن إن حدث هذا في بلد ضعيف مثل السعودية لكانت انهارت من أول لحظة
دلال زكي  
  0000-00-00 00:00:00   السعودية أحق
على السعودية أن تسحب قذارتها من سوريا وتعيدهم من حيث ما اتوا وليمارسوا هواية الجهاد في بلادهم
جوزيف حداد  
  0000-00-00 00:00:00   حان الموعد
حان موعد رحيل هؤلاء الين خربوا بلادنا ولوثوا أرضها الطاهرة ودنسوا ترايها حان موعد التطيهر وبقيى لديهم خيران أما العودة من حيث ما أتوا أو السحق تحت أقدام جيشنا
زاهر صفدي  
  0000-00-00 00:00:00   الانسحاب خوفا&quot
المجاهدين أو بأحرة الإرهابين المتواجدين في سوريا اصبحوا خائفين من الجيش وعرفوا مصيرهم إن بقيوا هنا ورجعوهم إلى بلدهم يخيف حكوماتهم
داني نعمة  
  0000-00-00 00:00:00   السحر والساحر
انقلاب السحر على الساحر هذه الجملة ستمثل ما سيحدث بآل سعود ومملكتهم بعودة الإرهابين إليهم ليخربوا مملكتهم المزعومة
هاشم الصاجي  
  0000-00-00 00:00:00   مملكة الجهاد
مملكة آل سعود وحكامها هم من قاموا بتدريب الإرهابين أحسن تدريب وامدوهم بأحدث أنواع الأسلحة وبعد كل ذلك إرسلوهم إلى سوريا ليقاتلوا ويقتلوا على يد الجيش العربي السوري
علاء قدري  
  0000-00-00 00:00:00   واجب العودة
على الإرهابين العودة إلى السعودية بل أيضا" واجب عليهم ليردوا شيء من جميل المملكة السعودية عليهم
طارق خشاب  
  0000-00-00 00:00:00   استفهام ؟؟؟؟
من المتوقع جدا" عودة الإرهابين إلى السعودية ولكن السؤال هنا هل تستطيع السعودية الوقوف في وجه الإرهاب يوم واحد فقط بالمقارنة مع سوريا التي تحارب الإرهاب منذ ثلاث سنوات
مأمون العيد  
  0000-00-00 00:00:00   ما هذا الجهاد
ما هذا الجهاد الذي على الأرض السورية وبأي قاموس مسجل وتحت أي راية والجهاد لا يكون بقتل الأبرياء
نزار حنا  
  0000-00-00 00:00:00   الجهاد
إرسالوا الإرهابين إلى سوريا ليتخلصوا منهم ويخلوا سجنهم من تواجدهم واقنعواهم بفكرة الجهاد
مضر شمار  
  0000-00-00 00:00:00   لازم يذهبو
ذهابهم الى الجزيرة العربية او بلاد الخليج او الحجاز ،،،،،شىء منطقي فهم يعودون الى بلادهم ،بلاد العنصرية والجهل والقتل والنقاب الأسود والحقد الأعمى وبلاد الغزوات بأسماء متعددة وبلاد الذي يقتل فيه الأخ اخوه من اجل ان يأخذ زوجته ،،هذه هي عاداتهم ،،بلاد النكاح الجهادي ،،والحرام حلال والحلال حرام ،،،وكل جاهل ومجرم وتاجر مخدرات يكون جهادي معهم ،،شلة مرتزقة ،،،اتمنى ان يعود الكل الى الخليج ولت بداء هناك دول الجهل وكفى بلاد الشام الحقد العربي والذي دام ١٤٥٠عام ،،،وفهمكم كفاية
عربي قرفان  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz