دام برس:
لعل من أبشع الأشياء التي تصادف الإنسان المهتم والباحث والمتابع والمختص بموضوع ما. بأن لا يجد مقاربة واحدة يستند إليها في عملية التحليل السياسي بين ما تعلمه ودرسه في عالم السياسة منذ أقدم العصور حتى الآن، وفي مختلف إشكاليات أنماط المجتمعات السياسة القديمة والمعاصرة. بمعنى لا يمكنه الاستناد إليها بين ما أدركه كحقيقة وضرورة في علم السياسة وبين ما هو وهم وغير واقعي ولا يمت بصلة بألف باء علم السياسات العامة بما فيها أنظمة الحكم السياسية ومكوناتها والفاعلين فيها من قوى سياسية وأحزاب منافسة أو معارضة بالمفهوم الايجابي صاحبة الرؤى والمشاريع السياسية والاقتصادية ناهيك على دور الرأي العام والمؤسسات الإعلامية في تنمية المجتمع، وما هو حاصل مع ما يسمى المعارضة السورية لدرجة يمكننا إطلاق عليها كل التسميات عدا هذه التسمية، والسبب هنا بسيط هو نقص المناعة الوطنية المكتسبة، والدليل على ذلك وعلى مدى ثلاثة سنوات تقريباً من عمر الأزمة السورية، لم نجد من خلال عملية المراقبة والمتابعة والتحليل لمجمل مجريات الأحداث والتطورات للسلوك الصادر عن ما يسمى "بالمعارضة السورية الخارجية" لا على المستوى ولا على على المستوى الجزئي "افردها" أيضاً فتجدهم لا يتحدثون بخطاب سياسي واضح المعالم لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا اجتماعياً، وهم لا يجدون التكلم غير لغة التكفير والترهيب والتخريب والتدمير للبنى التحتية الاقتصادية والثقافية والمجتمعية، والأبشع من ذلك امتزج من يدعي فيها مثقفاً إن وجد أصلاً مع مجاهلها وما أكثرهم، ناهيك عن مسألة في منتهى الخطورة من حيث التركيبة اللاواقعية وغير المنطقية والعقلانية لأنها مقدمات خاطئة جملة وتفصيلاً، وليس من ناحية النتيجة لأن هذا هو الأمر الطبيعي لمثل هكذا حالة أن يكون المولود غير شرعي من جراء نكاح غير مشروع أصلاً بين من يدعون العلمانية واليسارية مع قوى يمينية متطرفة وإرهابية من جهة، مع من يدعون الليبرالية والانفتاح مع الراديكاليين من جهة أخرى، من كل ما ورد سينتج حتماً معارضة لديها نقص المناعة الوطنية المكتسبة،
وهنا لا بد لنا من التأكيد على هناك نقاط أو روابط أساسية متكاملة يرتبطبها كل إنسان ولا يمكن الفصل بينها بأي شكل من الأشكال، وهذه الروابط هي التي تحدد جملة وتفصيلاً سلوكه وأفعاله، وبمعنى آخر فقدان أي منها يعني فقدان جمعيها،وهي:
1.
علاقة كل فرد بوطنه وانتماءه له وعشقه له.
2.
الحفاظ على وطنه والدفاع عنه في الشدائد.
3.
الالتزام بالوحدة الوطنية والعمل على تعميقها والحفاظ عليها.
ومن هنا كل من يعمل غير ذلك فهو ليس منا وهذا ما نجده عندا "المعارضة السورية" ويمكننا إدراك هذه الحقائق من خلال الفحص السريري الدقيق لنجد الحالة المرضية للعميل والخائن للوطن وأي وطن سوريا الحبيبة لنقول من لديه تلك الحالة ليس منا بشئ ، ومن أهم من هذه الأعراض جملة الاعتبارات التالية:
1.
من يصنع في الخارج وبأيادي إسرائيلية وأمريكية لا يمكن لنا تسميته حتى في عالم الأعمال بأنه منتج وطني.
2.
من يجد في حضن أعداء الوطن والأمة المكان الدافئ ويخون تراب وطنه لا يمكن أن يكون سوري ولا يمكننا تسميته سوى بالخائن والعميل للوطن.
3.
من يطلب التدخل الخارجي و يعمل على استجرار القوى الاستعمارية لتدمير بلده لا يمكن أن يكون وطني. لا يمكننا إلاّ تسميته بالعميل الرخيص.
4.
من يتآمر ويقتل شعبه من خلال دعم الإرهابيين وإرسال التكفيريين على سوريا لا يمكن أن يكون وطني.
5.
من يؤيد العدوان الإسرائيلي بالطائرات الحربية على سورية أكثر من مرة وليرتفع صوته بالتكبير بدل الرفض والإدانة لا يمكن أن يكون وطني وسوري.
6.
من ينتظر بفارق الصبر الضربة العسكرية من قبل الولايات المتحدة على سوريا لا يمكننا القول عنه سوى بأنه هو الخائن الأكبر.
7.
من يرى في الكيان الصهيوني قبلته للصلاة لا يمكن أن يكون له علاقة بالإسلام والعروبة بشيء.
وأخيراً لن أختم أكثر من خلال التذكير بمسالة هامة "لهتلر" الذي غزاالعالم، وسئل في مؤتمر صحفي سؤالاً من هم أحقر الناس...؟ أجاب بالحرف الواحد هم من سمحوا لي باحتلال بلادهم.