Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 23 نيسان 2024   الساعة 20:18:56
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
عائلة آل سعود .. خوف على الطائفة أم على المصير ؟! بقلم : حسين ملاح- لبنان
دام برس : دام برس | عائلة آل سعود .. خوف على الطائفة أم على المصير ؟! بقلم : حسين ملاح- لبنان

دام برس:

لماذا تتصرف السعودية هكذا ؟ ولماذا كل هذا التعنت حيال ملفات المنطقة ؟والى أين تريد ان تصل الرياض في سياستها حيال ايران وسورية ومصر وتركيا وحتى امريكا....الخ؟؟؟؟

الاجابة عن هذه الاسئلة وغيرها ممن تُطرح حول السلوك السعودي خاصة فيالسنوات الاخيرة في ضوء التغيرات التي شهدها العالم العربي يُوصِلنا الىنتيجة ان الاسرة الحاكمة في المملكة تعيش اقل ما يقال "مرحلة قلق لا سابقلها منذ توليها الحكم".

بين الداخل والخارج

داخلياً تتهيأ المملكة الى بدء مرحلة نقل الحكم من ابناء عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة الى احفاده في ظل تقدم الملك عبدالله في السن وكذلك وليعهده سلمان بن عبد العزيز ، وهذا الامر خلق ما يُشبه حالة تراخي في قبضة الملك لصالح عدد من الامراء بينهم رئيس الاستخبارات بندر بن سلطان ووزيرالخارجية سعود الفيصل.

واقع اعطى دفعاً "لصقور المملكة" على حساب البقية وهو ما تُرجم من خلالهاتعاطي الرياض مع الازمات المشتعلة في الشرق الاوسط. وأول من دفع ثمن"سياسة الصقور التشددية" شعوب المنطقة الذين يسقطون منهم يومياًالعشرات في ساحات العراق وسورية واليمن وربما لبنان..

 

جميع البلدان هذه تعيش ضمن تعدد طائفي ومذهبي منذ عشرات السنين وتُوجد فيها جماعات مسلحة وسياسية ممن يدين بالولاء الى الرياض بفعل الترسانة المالية الضخمة التي تتملكها المملكة بفعل عائدات النفط وبهذا المالوجدت الاخيرة موطىء قدم لها في لبنان والعراق واليمن فضلاً عن سوريةومصر ، وسعت عبر المال ايضاً الى تسخير تلك الجماعات لمنع حصول قيادة قوية في البلدان المذكورة تخالف الحكم السعودي.

طائفية ام مصالح

مع بلوغ التوتر الطائفي والمذهبي وحتى القبلي أقصاه في بعض من البلدانالعربية والاسلامية من باكستان وصولاً الى المغرب العربي حاول الساسةالسعوديون اظهار انفسهم كما يدافع عن غالبية المسلمين اي السُنة في البلدانالتي يوجد فيها تنوع مذهبي كالعراق وسورية ولبنان ، ولعبت بعض الاطرافالمحلية في هذه البلاد على الوتر المذهبي للتجييش فقط لافتقادها لاي طرح سياسي او قومي او حتى اسلامي جامع.

فالورقة المذهبية وجدت فيها الرياض فرصتها للنيل من الجمهورية الاسلاميةالايرانية وحلفاءها في المنطقة سورية حزب الله عبر تصويرهم كوحش طائفي يريد ابتلاع المنطقة ، وصرفت المملكة ولاتزال مليارات الدولارات للجماعات الموالية لها فضلا عن تسخير ماكنة اعلامية ضخمة تضم عشرات القنوات التلفزيونية والصحف ومواقع الانترنت خدمة لتحقيق هدفها في اضعاف ايران وتفتيت العراق وضرب سوريةوحزب الله وحتى عزل المقاومة الفلسطينية.

ولا بد من الاعتراف ان السعوديين حققوا نجاحاً جزئياً عبر خلق شرخ بين العراقيين سنة وشيعة واكراد وبين السوريين علويين وسنة ودروز ومسيحيينفيما ينتظر لبنان دوره في حال نجح مخطط الرياض في بغداد ودمشق وطبعاًلا ننسى هنا اليمن والبحرين.

تذرع السعودية بالعامل المذهبي للامعان في سياستها تناقضه الحقائقالتاريخية والبراهين الواقعية ، فحكام المملكة ومنذ النشأة لم تكن خشيتهم علىالمسلمين أو العرب رغم تمويلهم لجماعات دينية اتخذت منحاً متشدداً دفعتبلادنا ثمنه الان ، وانما الخوف السعودي كان منصباً دائماً علىالمصالح ومنع قيام قيادة عربية مركزية والشواهد التاريخية كثيرةفي هذا الاطار وهي بدأت مع "العداء" الذي رافق العلاقاتالسعودية – المصرية ابان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

واحدى ساحات هذا العداء كانت حرب اليمن حيث دعم السعوديون حكمالامامة الزيدي لمواجهة الجيش المصري وحلفاءه اليمنيين ، كذلك استدعى بعض قادة الخليج بينهم السعودية الاميركيين الى المنطقة للتصدي الى الجيش العراقي في عهد صدام حسين والذي كان على وشك اجتياح الاراضي السعودية ، كما شهدت العلاقات السعودية - الليبية (عهد معمر القذافي)خلافات وصلت الى حد التراشق الاعلامي بين كبار مسؤولي البلدين ..

اللافت ان هولاء الحكام جميعاً ينتمون الى الطائفة الاسلامية السنية وهو مايؤكد ان ما خلاف الرياض هو على المشاريع السياسية وليست على "المذاهب"فكيف يمكن تفسير حالة الهدوء بين السعودية ونظام الشاه في ايران ( ذات الغالبية الاسلامية الشيعية) والذي كان له اليد المطلقة غربياً في منطقة الخليج قبل الثورة الاسلامية عام 1979...!

وما يعزز هذا الاعتقاد رد السعودية على تطورات الازمة المصرية الاخيرة منذعزل الرئيس محمد مرسي حيث كان الملك السعودي اول المرحبين "بالتغييرالجديد" و"الاطاحة" بمرسي المنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين . فالرياضرأت في اهداف الجماعة خطراً قد يطال حكمها في يوم ما ، وانسحب هذاالسلوك على تعامل المملكة مع تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية الذي يُوصفه بانه الداعم الابرز لحكم الاخوان المسلمين في المنطقة.

 

من هنا فان ترويج بعض المقربين من الحكم السعودي بأن الاخير يسعى لوقف"المد الشيعي القادم الشرق اي ايران" تدحضه الوقائع الانفة الذكر لكن ذلكلا يعني ان المسلمين في بعض المناطق لم يسقطوا في فخ فتنة عمياء كما يحصل الان في سورية والتي تُمنع عنها التسوية بهدف انهاكها اكثر لا حباًفي شعبها او دفاعاً عن حريته المنشودة بل درءاً للاخطار التي قد تهب علىالرياض.

السعودية وسورية...النزف والمستمر

في الحالة السورية ارتكزت المملكة على سلاح المذهبية للنيل من طهرانودمشق في اعتقادها ان التجييش الطائفي اسهل الطرق لتحقيق المبتغىورغم النجاح الجزئي في تأجيح الصراع السوري الا ان الرياض فشلت حتىالان في اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد خاصة وان التطورات الميدانية حسمت الى حد بعيد هذه مسألة.

فشل رفع منسوب التوتر السعودي الى حدوده الاقصى وانعكس ذلك فيتصريحات مسؤولي المملكة الذين بدأوا بالترويج الى ان "استمرار النزيف السوري سيستمر ما لم يتم تقديم دعم غربي نوعي للجماعات المسلحة" كماقال مؤخرا رئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل ، وتوقع الكاتب والمحلل السياسي جوني منير لموقع المنار ان تستمر السعودية في تسعير الازمة السورية ورفض الحلول السياسية لان تسليم الرياض بالواقع الموجود سيؤدي الى اضطرابات داخل المملكة التي خلقت جو من التعبئة الطائفية حيال ايران وسورية لا يمكن التراجع عنه بسهولة ، في ظل وجود ثلاث تيارات قوية داخل العائلة الحاكمة ، كما يقول الكاتب.

منير يستشهد بكلام كان ابلغه رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطانالى المسؤولين الفرنسيين ومفاده ان حكومته لا تستطيع مجاراة الاميركيين فياستدارتهم سواء حيال ايران او سورية "لان الشارع محتقن ويُلزِمنا بالذهاب ابعد في المواجهة".

المعطيات السياسية والميدانية تخلص جميعها الى ان الادارة السعودية ستكمل في نهجها التصعيدي حيال سورية وايران وحزب الله وكل من يحاول انيقف في صفهم لان هناك قول ان العائلة الحاكمة في السعودية لاتستطيع المحافظة على استقرارها دون ايجاد عدو خارجي للهروبمن مشاكل الداخل ، وحقائق التاريخ والمستقبل تشهد على ذلك....     


 

الوسوم (Tags)

آل سعود   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   يد بالفتنة
لآل سعود يد في كل فتنة تحل بالدول العربية
ياسر  
  0000-00-00 00:00:00   احتجاجات شعبية
تشهد المملكة اضطرابات داخلية واحتجاجات شعبية تزداد وتيرتها وتقابل بالقمع
قصي صولو  
  0000-00-00 00:00:00   عملاء الصهيونية
آل سعود عملاء للصهيونية ويجب القضاء عليهم والتخلص من رجسهم
عماد كريم  
  0000-00-00 00:00:00   فرض الوهابية
السعودية تريد فرض الوهابية التكفيرية على الدول العربية
اسماعيل برهوم  
  0000-00-00 00:00:00   آلاف الأرواح
آلاف الأرواح السورية والعربية زهقت على أيادي آل سعود
فاتن سبع  
  0000-00-00 00:00:00   ضغوط
يشهد آل سعود ضغوطا" داخلية وخارجية
قاسم  
  0000-00-00 00:00:00   تعيش الأسوء
السعودية تعيش أسوء أيامها مع تخلي أميركا عنها وفشلها في سورية
مهاب  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz