Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ماذا لو ؟ بقلم: فوزي بن يونس بن حديد
دام برس : دام برس | ماذا لو ؟ بقلم: فوزي بن يونس بن حديد

دام برس:

نحتفل بالسنة الهجرية كل سنة، ونقيم الاحتفالات الدينية والمحاضرات والدروس عن الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلوات وأزكى التسليم، ونأخذ إجازة يستمتع من خلالها الكبار والصغار، هذا ما درجت عليه الدول الإسلامية منذ زمن، واطمأنّت النفس بعد أن تغيّر كل شيء في حياة المسلم من تاريخه إلى لباسه إلى ثقافته إلى حضارته، رأى أن كل شيء يسير عاديا في الحياة.

ماذا لو تغيّر الأمر، وصارت نظرية التاريخ الهجري أقرب للواقع، وتبدّل التاريخ الميلادي بالتاريخ الهجري، فالهجرة النبوية الشريفة أصّلت  لتاريخ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ورسمت بداية حقيقية للمسلمين أحسّوا من خلالها بحرّيّتهم وعدم تبعيّتهم للآخر، فضّلوا أن تكون قبلتهم في الصلاة مخالفة لأعدائهم فجاءهم الرد "فولّ وجهك شطر المسجد الحرام"، وفضّلوا أن يبدأوا العمل من بعد صلاة الفجر فتجسّد ذلك من خلال قوله صلى الله عليه وسلم :" بوركت أمتي في بكورها" وأرادوا أن يستقلوا بتاريخهم ففضّلوا أن تكون هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بداية لعامهم وتميزوا بذلك إلى عهد قريب.

ماذا لو احتسب المسلمون التاريخ الهجري في معاملاتهم كيف يكون حالهم؟ هل فعلا سيتأثرون بالآخر؟ أم أن الآخر هو من يتأثر بنا حقا؟ فللتاريخ الهجري متعة خاصة ونبض جميل يجعل المسلمين في أصقاع الأرض متحدين يتعاملون وفْقَه، ولعل العالم الآخر سيتبعنا لأن له مصالح مشتركة معنا فيضطر ربما إلى تغيير تاريخه واستراتيجيته في الحياة، ماذا لو جعل المسلمون في أقصى الأرض إلى أقصاها تاريخهم يبدأ من محرم وينتهي في ذي الحجة؟ كيف يكون العالم حينئذ؟

لقد استطاع الغرب أن يطمس هوية المسلمين، وبغزوه الثقافي والاستعماري غيّر وجه العالم الإسلامي، فبعد أن كانت جل الأعمال تقضى من بعد صلاة الفجر أضحى المسلمون نائمين في هذه الأوقات بدعوى أن الجسم يحتاج فعلا إلى الراحة والاطمئنان، وبعد أن كانت جلّ حساباتهم بالأشهر القمرية أوهمهم الغرب أن هذا التاريخ لا يصلح للحسابات وإنما قال لهم: اتركوه لصيامكم وأعيادكم وانسوه في باقي الأيام، ولذلك فقد نسيه كثير من المسلمين خاصة في بلاد المغرب، يحسبون الأشهر الميلادية ويعلّمونها أبناءهم ولا يذكرون الأشهر القمرية إلا قليلا، بل أكاد أجزم أن أغلب الشباب المغاربي لا يعرف الأشهر القمرية كلّها وعلى الترتيب المعروف لدينا، والسبب الاستعمار الذي فتك بكل شيء، فتك بهويتنا التاريخية، وكل ما هو متعلق بالثقافة الإسلامية.

ماذا لو أصبحنا نحسب الأيام والشهور بالتاريخ الهجري، ماذا لو تركنا التاريخ الميلادي، وأصبحنا ندرّس أبناءنا ونتقاضى رواتبنا وتكون أعمالنا بالتاريخ الهجري، هل فعلا نستطيع أم أن الأمر به عقبات كثيرة، أو أنه يستحيل أن يكون لنا التاريخ نفسه الذي كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون من بعدهم، إنها نظرية جديدة في المعرفة الإسلامية جديرة بالاهتمام لأنها توجد مجتمعا جديدا، مجتمعا يتمسك بتاريخه الأصيل الذي أراده سيد المرسلين، واحتسب به المسلمون كل ما يأتون وما يذرون، لماذا لا يطرح العلماء المسلمون هذه القضية على مجمع الفقه الإسلامي ويناقشون الفكرة ويطرحون الرؤى ويبيّنون أسباب الرفض أو القبول؟ لماذا لا يكون للمسلمين تاريخهم ولماذا لا يفكّون قيود التبعيّة  للغرب في معاملاتهم اليومية؟

ماذا لو تحقق الأمر، هل فعلا الوقت مناسب للحديث عنه؟ أم أن الأمر يحتاج إلى دراسة عميقة ويحتاج إلى النظر في الجوانب الفنية والإيقاعية، بل لا بدّ من التعمق في السلبيات والأضرار الكبيرة أو الصغيرة التي قد تنجم عن استقلالنا بالتاريخ الهجري عن العالم الغربي، هل نستشيره؟ أم نباغته؟ أم نفرض عليه رأينا؟ تساؤلات ترجعنا قليلا للوراء عندما كان المسلم فعلا يعتزّ باستقلاله عن الغرب في كل شيء حتى في مأكله ومشربه وملبسه ولكن للحياة ضرورات.
 

الوسوم (Tags)

المسلمين   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   التقويم الميلادي أقدم واكثر عالمية
ولكن ياسيدي اليوم اصبح العالم قريه صغيره وتواصله امر محتوم ولابد ان يتعامل الناس على اساس تقويم عالمي فلا يمكن ان يخضع العالم بهذا المعنى لتقويم المسلمين ولعددهم الذي يعادل السبع ١/٧ من عدد سكان العالم
سوري للعضم  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz