دام برس:
المتتبّع لما حدث في بلادنا منذ عامين ونصف أيقن كم كنّا خلف أسوار العقول والتفكير،اذ اجاد المحرّضون ،وتفوّق الشامتون في ايقاع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد على اختلاف مذاهبه وأديانه،وصرنا نتمنى بل وندعو ان يعقد مؤتمر جنيف2 وكأنه المخلّص والمنجي من الكارثة التي أحكم خيوط شركها كلّ من كره ويكره سورية وشعب سورية ،بل يكره ويحقد على العروبة التي كانت سورية اخر قلاعها ، حيث كانت قلعةً بشعبها العظيم الذي لم يكن على مرّ التاريخ الا في المقدمة شجاعةً وتماسكاً وكرماً وحرصاً ومحبة.....
والمتتبّع لشريط الاحداث ، الذي أتلف العقول وأعمى البصائر ، أدرك تمام الادراك ان الحاقدين على هذا الوطن و الساعين لخرابه وتدميره هم من يماطلون في عودة البسمة الى شفاه اطفال هذا البلد وعودة الفرح الى الارض الطاهرة لتنبت حُبّاً وتسامحاً وخيراً ، فهم يتلذذون في عقابنا ويشربون الانخاب سعادةً بدمائنا التي روّت الارض، وجثثنا التي انتشرت على مساحات الوطن الغالي.
ولكل من ينتظر مؤتمر جنيف 2 ،ولكلّ من يتفاءل بمقررات هذا المؤتمر نقول :
هل سيعيد هذا المؤتمر آلاف الشهداء الذين لو سقطوا في غير هذه المحنة لكانت لنا أراضٍ وأوطان فرحنا بعودتها؟
هل بفضل هذا المؤتمر سنعود الى حقول الوطن التي كانت ممتلئة وغارقة بأزهار المحبة والوحدة والأمان ؟
هل سيعيد مؤتمر جنيف2 روح التّسامح والتعاون والألفة والثّقة التي خُلعت من قلوبٍ تعبت بغرسها في حناياها .
المؤتمرات لا تعيد أحباباً فقدناهم ، ولا تكبح يداً حاقدة عن البطش بمقدّرات الوطن وقتل الأبرياء.
والمؤتمرات لاتعيد وردةً وئدت يوم ولادتها ،ولا تردّ لصيادٍ شباكه التي سرقتها أمواج البحر ، ولا تسمح لعاشقٍ أن يقول لمعشوقته "أحبك" لأنه أصبح بلا شفاه .....
المؤتمرات هي كارثة وجريمة ودمار كما يخطّط لها أعداء الوطن وعملاؤهم .
ما الحل اذاً؟!
الحل هو أن نضمّد الجراح
أن نمدّ الأيادي لبعضنا البعض
أن نتسامح ،أن نصفح
أن نتواضع ، أن نتوحّد
عند ذلك سننجح ، وسنحطّم الأسوار التي كنّا خلفها بعيدين عن العقول.....
فمازال في الزمن بقيّة .....