Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 25 نيسان 2024   الساعة 10:36:56
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الأقصى الشريف.. انتهاك الحرمة وعربدة على بواباته... والعرب نيام .. بقلم : الدكتور خيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | الأقصى الشريف.. انتهاك الحرمة وعربدة على بواباته... والعرب نيام .. بقلم : الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:

إن ضعف الموقف العربي، ونسيان القضية الفلسطينية من قبل معظم العرب، والالتفاف الى أمور جانبية أخرى جعل من الكيان الصهيوني قوة مستفردة لا تخشى البيانات والإدانات ولا ردود الأفعال، ومستقوياً على الأمة العربية بسبب دعم بعض الأنظمة العربية له ووقوفها معه، وهو ما أدى الى قيام العدو الصهيوني بإنتهاك حرمة المقدسات وتهويد القدس الشريف بالرغم من الصيحات والمناشدات السابقة الصادرة عن كافة الجهات العربية والدولية، إلا ان التعنت الصهيوني أبى ذلك وإستكبر إلا وينتهك ويدّنس المسجد الأقصى من قبل العصابات الصهيونية.
في ظل التحولات التي تشهدها الساحة العربية، تأتي القضية الفلسطينية بمثابة الحاضرة الغائبة عن الأجندة السياسية لمعظم تلك الدول التي اهتمت بالأمور الداخلية ونهضة شعوبها التي تظل تطالب بإقرار الحرية والعدالة الاجتماعية وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة، كما ينشغل العرب اليوم في هموم كثيرة بعضها ذو عناوين سياسية ترتبط بتطورات الشرق الأوسط في ظل ما يسمى بالربيع العربي، والبعض الآخر يدخل في دائرة الهموم الاقتصادية والاجتماعية متناسين حماية الأقصى الشريف من دنس العدو الصهيوني الغاصب، ووقف كل الانتهاكات من قبل عصاباته للقدس ومقدساته.
تماشياً مع متطلبات العقيدة الصهيونية المتعطشة لسفك الدم وإزهاق أرواح الأبرياء من المدنيين العزل وإمعاناً في تنويع وتحديث وتطوير الوسائل والأدوات الصهيونية لطرد الشعب الفلسطيني من أرضه ، مارست العصابات الإرهابية الصهيونية بحق هذا الشعب أبشع صور التعذيب والتنكيل، ودأبت تلك الزمر الإرهابية على اقتحام البلدات والقرى الفلسطينية والقيام بتدمير ونسف وإحراق المنازل والأسواق، ولأن المسجد الأقصى المبارك الذي يعتبر أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بالنسبة الى المسلمين فإنه لم يسلم من إرهابهم الذي يعتبر من أولويات اهداف التغيير عندهم  والتي اتخذت أشكالاً مختلفة منها العبث بمحيطه وباطن أرضه وجدرانه.
كما اعتمدت إسرائيل بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في فلسطين المحتلة فضلاً عن حفريات القدس التي تتوازى مع التمدد الاستيطاني ومحاولات السيطرة على العقارات في البلدة القديمة، والتي تهدف الى إزالة معوقات الآثار أمام إدارة حائط المبكي لتوسيع الساحة التي تقع أمام حائط البراق، وهي أكثر الحفريات تأثيراً في الهوية الثقافية العربية للقدس، بالرغم من أن هذه البلدة توجد على لائحة التراث العالمي للمواقع التاريخية.
إن عمليات اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى والصلاة فيه من قبل المحتلين الإسرائيليين تجاوزت كل الخطوط الحمراء، إذ لا تقتصر على مجموعات دينية متطرفة تدخله تحت حراسة قوى الأمن الإسرائيلية، بل تأخذ طابعاً رسمياً كمحاولات حبس لردود الأفعال الفلسطينية والعربية والإسلامية، تمهيداً لهدمه وبناء  الهيكل المزعوم مكانه، وقد يكون العام 2020م، هو الموعد المحدد لذلك، إن لم يكن قبل هذا الموعد وذلك تبعاً للمتغيرات الجارية في الشرق الأوسط، ولا ننسى  كيف دخل شارون الأقصى الشريف في أيلول عام 2000م، وما تبع ذلك من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، حيث تسارعت الأحداث ليعلن في 4 أيلول من هذا الشهر وزير الإسكان الإسرائيلي بمناسبة رأس السنة العبرية  "إن المسجد الأقصى هو المكان الأقدس لليهود ويجب أن يكون مفتوحاً لهم".
هنا يجب أن ندرك حجم التهديد الذي تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصى، فقد تم رصد حوالي43 اقتحاماً للأقصى على مدار السنة المنصرمة، وهذا دليل أن هناك زيادة مستمرة في عدد وحجم ونوعية هذه الاقتحامات الهمجية التي تقوم بها السلطات المحتلة، كل هذا يهدف الى ترويض الوعي العربي والإسلامي ليتقبل حقيقة دخول الصهاينة للمسجد والصلاة فيه فضلاً عن تطويع هذا الوعي وتعويده على تقبل وجدود الصهاينة في المسجد كأمر عادي ومقبول.
ومع كل يوم يمر تقترب إسرائيل من تحقيق حلمها التوراتي المتمثل بهدم المسجد الأقصى وإقامة ما يسمى هيكل سليمان مكانه، وذلك عن طريق حفر الانفاق وتفريغ الأرض تحت المسجد حتى يسقط من تلقاء نفسه، وعند ذلك تمنع الفلسطينيين من بنائه من جديد، وفي إطار ذلك فإن المحللون السياسيون المهتمون بقضية فلسطين يحذرون ويستغيثون وسط سمع وبصر العرب والمسلمين، المنشغلين بهمومهم الداخلية متناسين قولتهم الشهيرة" إن القدس هي قضية العرب الأول" في حين نشاهد المستوطنين اليهود يتراقصون على أبواب المسجد الأقصى بحماية الجيش الإسرائيلي.
تتواصل الإجراءات التعسفية الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى والقدس وكل الفلسطينيين في ظل استمرار الخلاف الفلسطيني – الفلسطيني وحالة الانقسام والتشرذم بين من يفترض أن يكونوا في جبهة النضال ضد العدو الإسرائيلي.
وبين النسيان وضياع العرب وتشتت الفلسطينيين تضيع القدس التي لم يكن فيها أي صهيوني قبل عام 1967م، أما اليوم فإن أكثر من 6% من سكانها يهود وهم في تزايد مستمر والهجرات التي ما زالت مستمرة من حين الى اخر، والفلسطينيون في تناقص بسبب التضييق عليهم ومنعهم من بناء المنازل أو ترميمها.
إن صمت الدول العربية تجاه ما يحدث من عدوان على المسجد الأقصى هو عار على الأمة العربية، ولا معنى لهذا السكوت وأن أقصى ما كانت تقوم به الدول العربية هو الشجب والتنديد لم تستطيع أن تقوم به الآن، فلم يعد يهتم كثيراً لما يسمعه أو يشاهده وكأن أخبار الأقصى أخبار عادية، وبذلك أصبحت ردود فعل بات يتوقعها الكيان الصهيوني ولا يأبه بها بل لربما يستغلها لكي تكون غطاء بكل ما يريد أن يقدم عليه من جرائم قائمة ومبرمجة.
أن ما يحدث في المسجد الأقصى المبارك من سلسلة اقتحامات وانتهاكات واستباحة متواصلة من قبل المستوطنين المتطرفين تحت حماية وغطاء من شرطة الاحتلال تستدعي التصدي لتلك الانتهاكات والخروقات من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية والمستوطنين الذين يعيثون في الاقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية فساداً، حيث يمنع الأذان من المسجد الأقصى وخلوه من المصلين، فهذا هو التطبيع الفعلي والعملي لفكرة يهودية الدولة الصهيونية التي كانت دائماً إحدى ركائز الفكر الصهيوني.
لكننا على ثقة تامة أن الشعبين السوري والمصري قادران على تجاوز وتخطي أزمتهما ومحنتهما الراهنة بفضل تماسكهم ووحدتهم الوطنية، لأنهم يدركون جيداً دورهم في المنطقة العربية من خلال عودتهم لتبوأ موقعهم ومكانتهم العروبية والقومية في مواجهة كل المشاريع والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني وممتلكاتهم وخاصة في مدينة القدس، وما يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداءات ومخططات إسرائيلية من أجل تقسيمة، والتعنت الإسرائيلي الرافض للوقف الشامل للاستيطان، والممارسات العنصرية التي يقوم بها قطعان المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاتهم.
وانهي مقالتي بالقول بأن العرب نيام ... والفلسطينيون منشغلون عن الأقصى... لا عزاء لنا ولإسرائيل كامل الحق بما تقوم به طالما لا يوجد حسيب ولا رقيب.
لذا لا بد على الأمة العربية إعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية وعدم تركها وحيدة ينفرد بها العدو الصهيوني، كما يحدث اليوم إذ استغل هذه الأوضاع فضاعف من إجراءاته العدوانية لتهويد القدس من خلال الإعلان عن إقامة آلاف الوحدات السكنية وهدم المنازل بعد مصادرتها وإرهاب المصلين وفق نهج مدروس لتقسيم المسجد الأقصى المبارك ، ولابد من تعزيز الوحدة الوطنية التي تعتبر مفتاح الأمن والاستقرار والتنمية والتي تتحقق عن طرق التضامن الداخلي والالتزام بوطن واحد لا يقبل التقسيم أو العبث بمقوماته الأساسية ويجب التمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967م، وعاصمتها القدس الشريف وعدم شرعية الإجراءات الإسرائيلية الهادفة الى ضمها وتهويدها وتغيير طبيعتها الجغرافية والديمغرافية، وإدانة البرامج والمخططات السياسية الاسرائيلية الرسمية وغير الرسمية بشأن القدس ودعوة المجتمع الدولي الى تطبيق قرارات الشرعية الدولية بهذا الشأن.
 

الوسوم (Tags)

الأقصى   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz