دام برس:

  في السادس من تشرين لعام 1973 نقطة تحول كبيرة من تاريخ من سوريا صنع حاضرها ومستقبلها معاً فقد كانت البداية والحكاية، حكاية رجال وطن عاهدوا الله وصدقوا في الدفاع عن وطنهم الحبيب سوريا رمز وعنوان المجد والعزة والكرامة والشرف، سوريا الأبجدية الأولى، التي علمت العالم ألف باء كيف يبنى الإنسان الأوطان معاً، وكيف تصان الحريات والكرامات فيه ، كيف يكون للإنسان وطن يعيش فيه بعزة وبشرف وبكرامة وإخلاص، وكيف يُكتب التاريخ للوطن الممتد بجذوره منذ آلاف السنينمن عمق التاريخ حتى الآن بحروف من نور ونار، وكيف تسقى كل ذرة تراب من أرضه الغالية بعرق الجباه وبالسواعد السمراء لرجالها الأشاوس وهم يزرعون الحب والخير بين أبناء الوطن وهم يغرسون الزيتون والياسمين في كل زاوية من زوايا الوطن الذين يروونها بدماء الشهداء العظماء، هم من تعجز كل الكلمات والحروف عن وصف جزء مما قدموا من تضحيات جسام، إنهم عنوان طهر الطهارة والأحياء عند ربهم يرزقون أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، ورثة الأنبياء في إحقاق الحق، يا من نراهم بأرواحهم الطاهرة التي تفوح من مراقدهم رائحة البخور وتنبت عليها شقائق النعمان بكل الألوان،نراهم على وجه وبسمات وفرحة الأطفال وهم ذاهبون إلى مدارسهم لكي يتعلموا من أجل بناء الوطن وهم يلعبون في حدائق الوطن الخضراء بحرية وأمان وسلام ، نراهم في وجه كل فلاح وعامل يعملان بجد ونشاط وبكل أمان لزيادة خيرات البلد، نراهم في وجوه طلاب الجامعات السورية وهم ذاهبون لجامعاتهم لزيادة تحصيلهم العلمي من أجل المساهمة والمشاركة في بناء سوريا المستقبل، نراهم في عيون ذويهم وأطفالهم وعيون كل أم شهيد وهي تقول أنني مستعدة لتقديم الشهيد الثاني والشهيد الثالث وكل ما أملك من أجل أن تبقى سوريا، نراهم في قامات السنديان الجرحى والمصابين من الجيش العربي السوري وهم يدعون إلى الله الشفاء العاجل من أجل العودة إلى مهامهم القتالية في الدفاع عن سوريا.

نعم إنها سوريا لمن لا يعرفها فليقرأ التاريخ جيداً، إنها أم البشرية جمعاء إنها  حضارة التاريخ ووطن الإنسانية روحاً ومضموناً قولاً وفعلاً وطن العزة والكرامة لمن لا كرامة لهم من العرب العاربة الذين باعوا كرامتهم في أبخس الأثمان في زمن طغى فيه الجبروت الامبريالي الصهيوني على شعوب المنطقة العربية دون منازع أو رافض لهذا الكيان السرطاني في جسم الأمة العربية.

فكانت للقيادة الحكيمة للقائد الخالد حافظ الأسد في السادس من تشرين 1973  رأي أخر آنذاك مسجلاً بداية تاريخ جديد من تاريخ سوريا الصمود والتصدي مستمداً زمام المبادرة وروحها في مواجهة هذا الكيان الصهيوني من آلام الشعب العربي ومن روح معركة حطين حتى غدا قائداً عائداً من حطين إلى تشرين بهمة رجال الجيش العربي السوري وبشعار ذو دلالات ومعاني عميقة (وطن- شرف- إخلاص) وأبناؤها الكرام الذين كان لهم موعد مع الشهادة أو النصر في حرب تشرين التحريرية ضد قوى الاستكبار وربيبتها "إسرائيل" في المنطقة ، ليسطروا بأرواحهم أروع الانتصارات في مواجهة الغطرسة الصهيونية، ولعل من أهم انجازات حرب تشرين التحريرية هو تحرير الإنسان العربي من عقدة النقص والخوف من هذا الكيان من خلال  كسر أسطورة الجيش"الإسرائيلي" الذي لا يقهر وهو في الحقيقة أهون من بيت العنكبوت، وانتصرت إرادة قوة الحق على حق القوة،ومن هنا بدأ التاريخ نعم إنها سوريا المواجهة والتحدي وقلعةالصمود وقلب العروبة النابض في مواجهة المخططات الامبريالية الصهيونية في تقسيم المنطقة العربية ونهب خيراتها الاقتصادية والباطنية من نفط وغاز، وما يجري اليوم من تطورات في الساحة الإقليمية والدولية من تطورات وأحداث متسارعة تحت ذريعة ما يسمى بثورات الربيع العربي.

في الواقع إن ما يجري اليوم هو في الحقيقة مخطط جديد للمنطقة تقوده الامبريالية الصهيونية بأدوات إقليمية ومحلية من أجل إعادة تشكيل مستقبل المنطقة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً والأهم من كل ذلك أخلاقياً، ونظراً لأهمية ما جرى، وما يزال يجريفي المنطقة العربية تحت مسمى الربيع العربي، والتغييرات التي أوجدها ما يسمى بثورات الربيع العربي في الواقع الراهن والمحتمل في منطقة حيوية لشعوبها وللعالم أجمع، ما هو إلاَّ ربيع جاهلي  متطرف تكفيري قاعدي أخواني عثماني طوران يسلجوقي وهابي تكفيري صهيوني نازي جدد ومال ونفط عرباني نتج عنه ولادة غير شرعية وبنكاح شيطاني لمرتزقة من كل بقاع الأرض تحت تنظيم جبهة العهر القائمةعلى سفك الدم السوري من الأطفال والنساء باسم الدين والدين الإسلامي منهم براء.

ليكون لرجال الجيش العربي مهام وتضحيات جسام وبشعارهم الكبير"وطن- شرف- إخلاص" رمزاً للعطاء من أجل الدفاع عن الحق ونصر الحق في وجه الباطل الظلامي التكفيري، حتى غدوا حقيقة "رجال الله على الأرض " لتطهير أرض سوريا الطاهرة من رجس أولئك التكفيريين الجدد.

فألف تحية وسلام لروح القائد الخالد حافظ الأسد الطاهرة صانع تشرين التصحيح وتشرين التحرير الذي علمنا حب الوطن عشق الشهادة من أجل بناء وطن كريم عزيز وغالي ولا كرامة لمن ليس له وطن، فهو أعز ما نملك ولا نبخل بأرواحنا من أجله.

ألف ألف ألف تحية وسلام لأرواح شهداء الجيش العربي السوري رجال الله على الأرض من حرب التحرير إلى حرب التطهير الذين روت دمائهم كل ذرة تراب من أرض سوريا الحبيبة، الذين يسطرون ملاحم بطولية عظيمة ويخطون بنور ونار صفحة جديدة من صفحات التاريخ المعاصر لسوريا المقاومة وسوريا الشهادة أو النصر سوريا التضحية والفداء رمز الكرامة العربية وقلب العروبة النابض، وإلى ذويهم نرفع أسمى آيات الصبر والسلوان.

ألف تحية وتحية إجلال وإكبار وسلام للجرحى والمصابين قامات السنديان والدعاء لهم بالشفاء العاجل

وألف تحية وسلام لقائد حرب التطهير وقائد مسيرة الإصلاح وباني سوريا الحديثة المعاصرة السيد الرئيس بشار الأسد صمام الأمان وحكيم العصر والزمان، ونعاهده ونعاهد سوريا أن نكون الجنود الأوفياء في الدفاع عن وطننا الغالي سوريا .