Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
فعلتها الصخرة السورية وأسقطت الإمبراطورية الأمريكية والصهيونية .. بقلم: الإعلامية مها جميل الباشا
دام برس : دام برس | فعلتها الصخرة السورية وأسقطت الإمبراطورية الأمريكية والصهيونية .. بقلم: الإعلامية مها جميل الباشا

دام برس:

من أعقد الملفات الشائكة على الساحة الدولية والإقليمية الملفان السوري والإيراني وما يحملانه من اتجاهات ومواقف سياسية معادية للمشروع الصهيو أمريكي ومساندتهما للقضية الفلسطينية واللذان أخذا حيزاً هاماً من التحركات السياسية والميدانية على مدى سنوات طويلة من القرنين العشرين والواحد والعشرين، أن نرى اليوم تجنيد مسؤولي الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعاتهم في دورتها 68 لعام 2013 لإيجاد حل سياسي تُختصر بخمسة أيام مقابل تعثر دام لسنوات طويلة، اجتمع الأعضاء وتمت الموافقة بالإجماع على إصدار قرار برقم 2118 ينص على حل الأزمة السورية سياسياً، هم اعتدوا وهم انسحبوا والكل ما زال مذهولاً من موقف أمريكا ومرونتها في التعاطي مع الملف السوري كما يريده السوريون أنفسهم لطالما طالبوا بالحل السياسي منذ اندلاع الأزمة، حتى أن البعض ما زال يشكك في موافقة أمريكا على نصوص القرار الذي وضعته روسيا الحليفة والصديقة لسورية من خلال تفنيد فقراته ووضعها في خانة الطرف المعادي لسورية من خلال إسقاط البند الرئيسي الخاص بـوضع السلاح الكيماوي السوري تحت الرقابة الدولية والترويج لموضوع آخر كـ إنتقال السلطة وما شابه ذلك وهذا يقرره الشعب السوري. وحده الذي يحق له التدخل وغيره مرفوض خاصة مَن تسبّب بدمار سورية سورياً كان أم غيره، ومن جهة ثانية في اتهام سورية بأنها لن تتجاوب مع هذا القرار. على كل حال يقال ما يقال القرار صدر وانتهى وأمريكا وحدها تعرف تماماً بأن القرار جاء تلبية لرغبتها في إيجاد مخرج سياسي بدل العسكري وبالتالي يُسقط عن كاهلها شبح الحرب الذي كان سيخيم على أمريكا بوشاح أسود يحتاج إلى سنوات طويلة لمغادرة سمائها هذا إذا بقيت أمريكا على حالها في الوقت الذي كان يتهيأ الحلف المقاوم لهذه الفرصة كي يلقّن أمريكا وحلفائها درساً لن ينسوه ما داموا على قيد الحياة  خاصة وأن الميدان العسكري السوري وما يجري على أرضه لصالح الجيش العربي السوري.
السؤال الذي يُسأل الآن:
لماذا أمريكا سارعت إلى التوافق مع روسيا لإيجاد حل للأزمة السورية ؟
ممن تخوفت أمريكا إذا ما شنت حرباً على سورية ؟
البعض يقول إن أوباما واجه رفضاً واسعاً من المجتمع الأمريكي على مختلف فئاته لهذه الحرب والبعض الآخر يقول إن أوباما لم يتوقع مساندة إيران وحزب الله وإعلانهما بخوض الحرب مع سورية وتخوفه من اتساعها بشكل لا يستطيع إنهائها كما جرى معهم في العراق وأفغانستان.... وقيل الكثير والكثير، لكن في حقيقة الأمر أن أمريكا هي التي سارعت إلى إنهاء الأزمة السورية وتسليمها إلى الأمم المتحدة لأنها تعرف تماماً ماذا تخبئ لها الأيام القادمة إذا ما استمرت في سياستها المتعنة والمغرورة، خاصة وأن شبح حربها على كوريا الشمالية المدعومة من روسيا والصين  قبل ستين عاماً والتي راح ضحيتها أربعة ملايين ضحية بين مدنيين وعسكريين ما أشبه اليوم بالأمس (الحرب الكورية - العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ما زالا ماثلين في الأذهان والتصدي الروسي لهما)، لكن الفرق اليوم تخوفها من أن تتحول إلى حرب عالمية ثالثة باشتراك إيران وحزب الله إلى جانب روسيا والصين خاصة وأن (التكتيكات والتقنيات العسكرية لسورية وحلفائها جاهزة للتصدي بقوة) لذلك تراجعت تحسباً من نتائجها كما أنها في وضع لم يعد يُسمح لها باللعب في مصائر الشعوب وهذا ما تعودت عليه منذ نصف قرن تقريباً  من انفرادها بالقرار الأوحد....(هذا هو السر الأول لتراجع أمريكا عن الحرب لكن حلفاؤها لا يقرؤون التاريخ جيداً لذلك بدل من أن يهدؤوا بدؤوا بالتخبط بين الشجب وبين إرسال مقاتلين أجانب بأعداد هائلة إلى سورية والتي سترتد عليهم والتي نرى عصابات إجرامهم اليوم من خلال انفصالها عن الإئتلاف الواحدة تلو الأخرى وما يحدث في تركيا والأحداث المضطربة التي خيمت على سمائها ولن تنتهي إلا بإسقاط أردوغان الذي تسبّب بويلات اقتصادية واجتماعية لتركيا مريبة نتيجة تدخله بالأزمة السورية).
أمريكا اليوم أشبه بالعجوز التي تعاني من أمراض مستعصية من الصعب تجاوزها ما إن التفتت إلى معالجتها ذاتياً وترك الآخرين لشؤونهم ...خاصة بعد رفض مجلس الشيوخ الموازنة الأمريكية لعام 2014 ولأول مرة في تاريخ أمريكا تسقط الموازنة وبالتالي أمريكا إلى إفلاس جزئي من خلال تعطل نصف مؤسساتها، ومَن مازال يراهن على شن حرب أمريكية على سورية فهو إما أمّي في السياسة أو وووو؟  أمريكا آيلة للسقوط وسوف يلحقها حليفها الكيان الصهيوني يكفي التمعن بهذا الواقع الذي وصلت إليه أمريكا لتصديق ما أقول.
بعد أن عرفنا خلفية تراجع أمريكا عن شنها الحرب على سورية وانسحابها  من الأزمة السورية كلياً وتوجيه حلفائها بالعمل على غرار أمريكا بالانسحاب الفوري لمقاتليهم وإيقاف شتى أنواع الدعم اللوجستي والمادي لدمار سورية، الأيام القادمة سنشهد تراجعهم وانسحابهم بشكل تدريجي سواء قبلوا أو لم يقبلوا والتعامل مع الملف السوري من محور إسقاط النظام إلى محور التعاون مع النظام كما جاء بالقرار 2118 الصادر عن الأمم المتحدة, لذلك  لا خوف بعد اليوم على سورية خاصة وأنها تصدت ببسالة لكل أنواع الهجوم الذي نُفذ عليها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً، ولم يبقَ لها إلا أن تتعامل مع القرار 2118 الصادر عن الأمم المتحدة  كواقع اختارته هي للخروج من الأزمة بشكل تطبيقي تحدده هي وجديرة بتطبيقه كما كانت جديرة ومتفوقة دائماً سياسياً وعسكرياً، الرئيس بشار الأسد أنقذ سورية بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام من براثن الاستعمار الجديد كما أنقذها الرئيس الخالد حافظ الأسد خلال الثمانينات.
العالم اليوم يعيش مرحلة انتقالية من نظام عالمي تسوده الحروب والدمار والتفرد بالقرار بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية إلى نظام عالمي جديد يحث الخطى لإيجاد كل السبل التي تؤدي إلى فرض التعايش السلمي بين الأقطاب جميعاً دون استثناء. نظام تسوده المحبة والعدالة والحرية والسلام.
اليوم مطلوب من السوريين التكاتف والعمل الجاد المتواصل ليلاً نهاراً لجعل سورية أفضل مما كانت عليه، صحيح ليس الأمر سهلاً ولا بسحر ساحر لكن إن آمنّا بسورية الأجمل والأفضل كما آمنّا بحمايتها بأرواحنا وأجسادنا وأملاكنا وانتصرنا على قوة لا يضاهيها قوة، نستطيع أن نحقق ما نرجوه ويتمناه شعبنا.
 

الوسوم (Tags)

روسيا   ,   أوباما   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   من الخاسر الأكبر ؟
دخلت سورية في لعبة التوازنات الدولية دون إرادتها من خلال الحرب التي شنت عليها من قبل دولتان اسرائل والولايات المتحدة وبأدواتها المتجاوزة ثمانون دولة . لو قدر لأحدنا ان يفكر بالخسئر المادية فسورية هي الخاسر الأكبر فأكثر من مئة الف شهيد من السوريين قضوا في هذه المعركة اضافة لتدمير ثلث ما بني من مرتكزات اساسية وبنى تحتية شملت معظم بلدنا .والرابح الأكبر هو اسرائيل لأنها لم تقدم سوى دعم لوجستي مدفوع الأجر من العربان , هذا من الناحية المادية , اما الرابح من الناحية المعنوية فما لا شك فيه هي روسيا تشاركها به سورية وايران والتحليلات اصبحت كثيرة في ذلك ومنها ما ذكرته اختي الكريمة . اتمنى لك التوفيق
مراقب  
  0000-00-00 00:00:00   من الخاسر الأكبر ؟
دخلت سورية في لعبة التوازنات الدولية دون إرادتها من خلال الحرب التي شنت عليها من قبل دولتان اسرائل والولايات المتحدة وبأدواتها المتجاوزة ثمانون دولة . لو قدر لأحدنا ان يفكر بالخسئر المادية فسورية هي الخاسر الأكبر فأكثر من مئة الف شهيد من السوريين قضوا في هذه المعركة اضافة لتدمير ثلث ما بني من مرتكزات اساسية وبنى تحتية شملت معظم بلدنا .والرابح الأكبر هو اسرائيل لأنها لم تقدم سوى دعم لوجستي مدفوع الأجر من العربان , هذا من الناحية المادية , اما الرابح من الناحية المعنوية فما لا شك فيه هي روسيا تشاركها به سورية وايران والتحليلات اصبحت كثيرة في ذلك ومنها ما ذكرته اختي الكريمة . اتمنى لك التوفيق
مراقب  
  0000-00-00 00:00:00   صفعة قوية
وجهت الولايات المتحدة صفعة قوية لعربان الخليج وتركيا بتراجعها عن توجيه ضربة لسورية بعد أن أنفقوا الكثير محاوين تدمير سورية
صافي ناشد  
  0000-00-00 00:00:00   محاولة تخويف
كل تهديدات أميركا بتوجيه ضربة لسوريا كانت محاولة للتخويف وفرض الوجود ليس إلا
رؤى  
  0000-00-00 00:00:00   فرضت إرادتها
إن سورية فرضت إرادتها على أميركا وخرجت منتصرة
ساندي  
  0000-00-00 00:00:00   تمويل الضربة
إن قطر والسعودية هي التي تكفلت بتمويل الضربة على سوريا
ساندي  
  0000-00-00 00:00:00   تمويل الضربة
إن قطر والسعودية هي التي تكفلت بتمويل الضربة على سوريا
ساندي  
  0000-00-00 00:00:00   تخسر مكانتها
الولايات النتحدة تخسر مكانتها في العالم شيئا فشيئا
هشام الشاكر  
  0000-00-00 00:00:00   انتصار
تراجع أوباما عن ضرب سوريا مجبرا " هو بحد ذاته انتصار لسوريا
داني شحرور  
  0000-00-00 00:00:00   دون أن تخسر أي جندي
الآن أميركا و إسرائيل تعتدي على السوريين دون أن تخسر جنديا" واحد من خلال الإرهابيين الذين يرسلوهم إلى سوريا
صفاء سيلاني  
  0000-00-00 00:00:00   حرب عالمية
تراجعت أميركا عن ضرب سوريا لأنها أدركت تماما" أنها ستشعل حربا" عالمية ثالثة
نتاشا حسن  
  0000-00-00 00:00:00   لم يتوقع الرفض
لم يتوقع أوباما أن يوجه هذا الرفض لقراره بضرب سورية من قبل شعبه والعالم
تمام وكيل  
  0000-00-00 00:00:00   أخذت ما تريده
أميركا أخذت ما تريده من سوريا وهو تسليم سليم الكيماوي لضمان أمن إسرائيل
ورد جمعة  
  0000-00-00 00:00:00   لا يؤمن جانبها
لا أحد يدري إلى ماذا تخطط أميركا و ما وراء موافقتها على الحل السلمي في سوريا , فأميركا لا يؤمن جانبها
جود مكرم  
  0000-00-00 00:00:00   الشعب هو المعني
الشعب السوري هو الوحيد المعني بتقرير مصيره ومصير بلاده ويرفض أي تدخل خارجي
يحيى  
  0000-00-00 00:00:00   خسرت رهاناتها
أميركا لم تبدي هذا اللين والتجاوب في الموافقة على القرار2118 إلا لأنها خسرت جميع رهاناتها في سوريا ولم يبق لها خيار
أدهم زعبي  
  0000-00-00 00:00:00   مقالة رائعة
على مر التاريخ كانت سورية عصية على غزاتها ولطالما كان هذا الشعب العربي المناضل الصخرة التي تتكسر عندها أمواج الطامعين بهذه الأرض. شكراً لإعلاميتنا على هذا التحليل المعمق
shirin  
  0000-00-00 00:00:00   سوريا لا تخافي
سوريا الحضارة حاول الغزاة أن يلبسوها مراراً ثوباً أسود قميئاً مبطناً بفكر ظلامي رخيص ومفاهيم بالية بدلاً من ردائها الجميل، رداء الحضارات العريقة، رداء ماري الفرات، رداء ايبلا حلب، رداء اوغاريت اللاذقية، رداء زنوبيا تدمر، ولكنها ستبقى أبداً شوكةً في حلوقهم عصية على تطلعاتهم
لينا محمد  
  0000-00-00 00:00:00   النصر قريب
قد لا تشرق شمس اليوم خجلاً، لأنها ستسطع من جبين جندي سوري، وفي نفس الوقت ستلامس أقفية جيوش أعرابية لم تمتهن حتى الهزائم لأنها إحترفت القعود فلا تحارب . فغفرانك للشمس أيها الجندي السوري،فإنها مأمورة، كما أُمِر النصر أن يسير في ركابك.
بشرى السيد  
  0000-00-00 00:00:00   دمشق عصية عليكم
دمشق أيتها العصيه لن ينال من عزتك ولا من عراقتك ولا من أمنك تفجير هنا أو ضربة هناك أو كلام هنا و هناك
جلنار محمد  
  0000-00-00 00:00:00   انتم فخرنا
نحن نقدس التراب الذي تطأه قدمك و أقدام رجال الجيش العربي السوري
ربا العلي  
  0000-00-00 00:00:00   الله يطول بعمرك
نبقى نحن أصحاب و عشاق هذه الأرض, نعيش عليها, ونقدس ترابها, ونورث حبها الأبدي للأجيال جيلا ً بعد جيل السيد الرئيس بشار الأسد
حيدر علوش  
  0000-00-00 00:00:00   عروشكم سقطت
لعنة سورية ستلاحق كل من تأمر عليها وظلمها وقتل أهلها ... ستبقى دمشق بشموخها وستتهاوى عروشكم بصهاينتها
فراس معلا  
  0000-00-00 00:00:00   حماك الله ياأسد
سوريا الله حاميها وبعزك ياأسد نبنيها أنت صاحب القرار والفصل النهائي لكل مؤامراتهم
أيمن علي  
  0000-00-00 00:00:00   بوركت
أنا من متابعي مقالتك ولم أفوت أي مقالة تكتبينها ، كل مرة أجد فيك الابداع أكثر وأكثر ، تكتبين بطريقة تدخل العقل والقلب دون استئذان خاصة بحرفية ومهنية وسلسة، لا تتأخري علينا نحن دائماً بحاجة إلى قلمك، رجاء من الموقع إذا كان لديكم ايميل الإعلامية مها الباشا بلييز تزويدي به
ميار  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz