دام برس:
من يراقب ويتابع سياسات الدفع الرباعية للحكومة التركية الاردوغوغائية في المنطقة بوجه عام وسوريا بوجه خاص بعد إعلان ما يسمى تسونامي الربيع العربي والمتمثلة بداية في طرح نفسها "النمذجة الديمقراطية التركية "أو "الأسلمة الجهادية التكفيرية"،" الإخوانية الجديدة" أو "إعادة العثمانية الجديدة". يدرك تماماً البعد الثالث لهذه السياسة الادروغوغائية من خلال عملية التحول الكبير في السياسة الخارجية التركية التي رفعها حزب العدالة والتنمية كشعار"إعادة البناء أو العمق الاستراتيجي مع دول الجوار الجغرافي" انطلاقاً من مبدأ التصفير في المشاكل مع الدول التي ترتبط معها بعلاقات غير ودية المحيطة بها لكن المراقب لما تقوم بها حكومة رجب طيب اردوغان منذ اندلاع الأزمة السورية يدرك تماماً حقيقة الدور التركي الكبير في المؤامرة الأمريكية- الصهيونية بمشاركة العرب العاربة"دول الخليج العربي" الشريكة في سفك دم الشعب السوري، ويثبت لنا حقيقة نهج القائمين على حزب العدالة والتنمية المتمثلة بالثلاثي غير المقدس الذين "يقولون مالا يفعلون" "رجب طيب، أحمد اوغلوا، عبدالله غول" الذين نقلوا تركيا من سياسة العمق الاستراتيجي إلى مرحلة الاوردوغوغائية المتمثلة في المشاركة بالتخطيط والتنفيذ لما يسمى الفوضى الخلاقةالأمريكية من أجل ولادة شرق أوسطي جديد القائم على الصراعات الدموية الداخلية للدول من خلال إثارة الفتن والنعرات الطائفية والمشاكل الممنهجة على كافة مستويات وخطوط الطول والعرض للنسيج المجتمعي والعرقي والطائفي والمناطقي والسياسي والحزبي الضيق لعل وعسى يكون لها النصيب الأكبر من حالة التشرذم والتشظي التي ستصاب بها المنطقة العربية دون الآخذ بعين الاعتبار الانعكاسات السلبية على الواقع الداخلي لتركيا الذي سيكون الخاسر الوحيد لسبب بسيط هو إن قابلية المجتمع التركي للانقسام والتفكك والتشظي أكثر من المجتمعات الأخرى لكونه وعلى مدى عقود يعيش حالة من قلق وأزمة الهوية اللاشرقية واللاغربية ناهيك عن التركيبة المجتمعية المعقدة التي تعاني منها تركيا سواء من الناحية الثقافية والدينية والسياسيةوالاقتصادية والفكرية وغيرها.
وما يجري من تظاهرات في الشارع التركي اليوم ضد سياسة الحكومة التركية هو خير دليل عل ذلك خاصةً بعد اعتمادها وانحرافها الكامل في السلوك الخارجي مع دول الجوار الجغرافي بوجه عام وسوريا بوجه خاص منأقصى درجات العلمانية إلى أقصى درجات التشدد والتطرف الديني لدرجة يمكننا القول فيها أن السياسة الخارجية التركية وصلت إلى مرحلة التماهي مع تنظيم القاعدة من خلال عمليات الاحتضان للإرهاب الدولي المنظم والممنهج تحت ذرائع ما يسمى تقديم الدعم للمعارضة السورية سواء من حيث الاستقطاب والتدريب للجهاديين التكفيريين والعمل على تأمين كافة مستلزمات التسليحوالدعم اللوجستي والتمويل وفتح الحدود أمام المرتزقة القادمين من كل بلاد العالم من أجل القتل والتخريب والتدمير للبنى الاقتصادية التحتية السورية وفي أغلب الأحيان السرقة الممنهجة للألات والمعدات والمصانع بكاملها كذلك للمواد الأولية كالنفط والقمح وكل مستلزمات العيش والقوت اليومي للشعب السوري وغيرها،وطبعاً كل ذلكأمام كاميرات وكالات الأنباء الدولية والصحافة العالميةوالعربية دون أن نسمع أي تصريح إدانة لهذه السياسة الغوغائية لحكومة العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب اوردوغان في المنطقة.ناهيك عن دوره الكبير في التصريح العلني والاستجداء الفاضح في التدخل العسكري الدولي "الناتو" والمشاركة في الضربة العسكرية الأمريكية أن وحدثت وأنه على أتم الاستعداد لجعل تركيا قاعدة كبرىللعملية العسكرية، ورداً على هذه التصريحات غير المسؤولة واللاخلاقية نظم حزب الشعب الجمهوري التركي مظاهرة تحت شعار "السلام في مدينة أضنة" بمشاركة رئيس الحزب كمال قيليجدار أوغلو للتعبير عن رفضه لتورط حكومة رجب طيب أردوغان بسفك دماء الشعب السوري.الذي انتقد بشدة حكومة حزب العدالة والتنمية وسياساتها العدائية تجاه سورية وخاصة إعلانها الاستعداد للانخراطفي حلف لشن عدوان على سورية مؤكداً رفضه استمرار بقاء أردوغان بمنصب رئيساً للوزراء لكونه "لم يعد يملك أي جار ليسلم عليه" مشيراً إلى أن السياسة الخارجية الخاطئة التي اتبعها تركت آثاراً في أذهان وتاريخ الشعوب والدول بحيث تصعب إعادة العلاقات بين الشعب التركي والشعب السوري والمصري والعراقي والليبي والتونسي واليمني.