دام برس:

حــالـــة الــتلعـثـم والارتبــاك التـي بــدى عـليهـا الـرئيس الأمـريكـي ووزيـر خـارجـيـتـه فــي ايـجـازاتهـم الـصحـفيـــه التـي اســتقـتلـوا فيـهـا بتـبـريــر نــوايــا عــدوانهــم المـُرتـقـب عـلـى ســـوريــة , اظهــرت ركـاكــة الحـجج التـي ســـاقـوهـا , والتـي اعـادت لـلـذاكــرة المســوغـات والروايـات التـي كـان يجـتـرهـا بــوش الابـــن  وتــونـي بليــر فــي الايـام والاســـابيـع الـتي ســبـقـت الاحـتـلال الامـريكـي للعـــراق , واثــبـتت الايـام بطـلانهـا وكــذبهـا , وبـاعـتـراف الامـريكيـن والبـريطـانييـن انفسهـــم .

يـسـتغبـي كيــري نـفســه ويــتحـدث عـن مـا اســمـاه ( دلــيـلا قــويــا ) علـى اســتخـدام الجيش السـوري لـلسـلاح الكيميـاوي فـي حـادثــة الغـوطــة مـوضـوعـة الجـدال والتهـديـدات , ولـكنــه مـا أنْ يـفصـح عــن هــذا الدلـيـل حــتـى يــؤكــد ليس فـقـط مـُسـلمـة الغبـاء التـي طـغـت عـلـى تصـريحـات مـسـؤولـي ادارة اوبـامــا وإنمـا عـن  حـالـة التـخـبـط وعــدم الاتــزان والمتناقضـات ,  فـبعــد أنْ وقــع اوبــامــا فـي مـــأزق  محـاولـة اســتغفـال الـشـارع الأمـريكـي عـنـدمـا اجـزم إنــه قـادم علـى تـوجيــه الضـربـة لـدمشــق , غــدا  , او الاســبوع القـادم , او الشهــر القـادم , وفـي نـفس الـوقـت الـزم نفســه بـوجـوبيــة  حـصـول عـلـى أذن مـن الكـونجـرس قـبل تــوجيــه الضـربـة ,  وهـو يـدرك تمـامـا بـأنْ اعضـاء الكـونجـرس فـي اجـازة تنتهــي فـي التاســع  مـن ســبتمـبـر  واحـتمـاليــة رفض الكـونجـرس واردة فـي الحسـابات المتوقعـة مثلمـا حـصـلت لحليفــه البـريطـانـي المتـراهـق كـاميـرون , جـاء كـيـري لـيقـول لنـا , إنَ عـينـات قــد وصـلت الـى واشــنطـن مـِنْ منطقــة الحـدث واظهـرت تحـليـلاتهـا آثـار لغـاز الســاريـن فـي دم بـعض المصـابيـن وفـي خـصـلات شعـر البعض الآخـر , وهنـا يكـون كـيـري بغبـاءه قــد فســـر المـاء بعـد الجهـد بـالمـاء , حـيـث مـا مـِنْ احــد  قــد انكـر حـصـول اســتخـدام ســلاح كيميـاوي ولا جـدال عـلـى إنَ اقـرب النظيـريـات تشــيـر الـى اســتخـدام غـاز الســاريـن ســواء فـي معضميــة  الغـوطـة او جـوبـر او قبلهمـا فـي خـان العـســـل , وإنمـا الاخـتلافـات والجـدل كـان ولا يـزال يـنصـب حـول مـَنْ اســتخـدم هـذا الســلاح ؟ , والحكـومـة الســوريـة على لســان وزيـر خـارجيتهـا تحـدت امـريكـا فـي أنْ تـعطـي دلائـل ملمـوســه وواقعيــة مـدعـومـة بمـا يـوثقهـا علميــا واســتخـباراتيـا عـلى إنَ الجيش العـربي الســوري هـو مـَنْ اســتخـدمهـا , بينمـا روســيـا وايـران قـدمتـا ادلـة دامغــه على إنَ العصـابـات الارهـابيـة المدعـومـة تحـديـدا مـن السـعـوديـة وشـخص رئيس اســتخبـاراتهـا بـنـدرة ابن العبـدة الاثيـوبيـة ,هـي مـَنْ اقـدمـت عـلـى ارتكـاب جـرمهــا .

الـذي حـاول أوبـامـا وكـيـري التهـرب منـه  مـِنْ خـلال ادعـاءاتهـم أنَ هـنـاك ادلــه وبـراهـيـن تـثـبت اسـتخـدام  دمـشـق  للغـازات الســامـة بـالضـد مِنْ مـواطنيهـا حـسب تعبـيراتهـم , و التي حـاولـوا عـبـر نـوافـذ هذة الادعـاءات الـداكنــه تحـشــيـد دعـم لـتنفيـذ نـوايـا تـدخلهـم المبـاشـر لصـالـح الجمـاعـات المسـلحـة المنهـارة والمحـاصـرة فـي منـاطـق عـديـدة فـي ســـوريـة ,لا يخـرج عـن ســيـاقـات الهـروب مـن حـقيقـة التـيقـن والمعـرفـة  المـُسـبقــةمـِنْ أنَ الغـاز الـذي تـم اســتخـدامــه بـدائــي  ليس احـتـرافـي  , ومحـلـي الصـنـع  ليس فيــه مـِنْ التعقيــد الـذي يـكتـنف اسـرار الرؤوس الحـربيـة الاحـتـرافيـة التي تســتخـدمهـا الجيـوش النظـاميـة , وهــذة الصفـات التصنيعيــة تـُحـجـم وتقلص مـِنْ دلالات اســتخـدام الدولـة الســوريـة لــه , وتـقـوي حجـة دمشـق ومـوسكـو وطهـران القـائلـة , إنَ الجمـاعـات المسلحـة المـرتبطـة بالمعـارضة او غيـر المـرتبـطـه بهـا هــي المسـؤولـة عـن هــذا الفعـل الاجـرامـي و يجـب التصـدي لهـا ولكـل داعميهـا الدوليين والاقليمييـن .

مـا حـاول تمـريـره اوبـامـا وكيـري مـِنْ اكـاذيـب واتهـامـات بـاطلـة مفتقــره الـى الـدلائـل الواضحــه , ردده المـُخـرف نـبيــل العبــري رئيس جـامعــة النعـاج العـربيـة بـأمعيــه فـاقــت بــحـقـارتهـا ودنـاءتهـا مـا كـان يـردده حـســني مبـارك بصــدد اســلحـة الدمـار الشــامـل العـراقيــة , حـيث اجــزم وبحـقـد فـاحش مخـلوط بغبـاء واخـرفـاف , إنَ الجيش الســوري كـان وراء اســتخـدام غــاز الســاريـن فـي الغـوطــة  معـللا  ذلـك علـى معلـومـة  إنَ هـذا الغـاز  حـسب ادعـاءه , لا يمكـن تحضيـره واســتخـدامـة إلا فـي مخـتـبرات ومصـانـع وصـواريـخ تـابعـه لـجهـد دولـة وليس جهـود افــراد او حـتـى جمـاعـات ,وتنـاســى او ربمـا بسـبب خـرفــه مـا عـاد يـتذكـر العـبـري القـذر هذا , أن غـاز الســاريـن قــد اســتخـدم فـي اليـابـان عـام 1994 و 1995  مـن قـبـل اعضـاء منظمــة أوم شــيزيكـوفـي هـجمـاتهـا المعـروفــة ( هجمـات متـرو انفـاق طـوكيـو ) والتي راح ضـحيتهـا 12 شــخصـا والالاف المصـابيـن مـن جـراء اثـار اســتنشـاق هــذا الغـاز ,  فمـا المـانـع فـي أنْ يـتـم اســتخـدامـه اذا مـِنْ قـبـل جمـاعـات مســلحـة ارهـابيــة تحـظـى بدعـم دول بعضهـا منتـج والآخـر مـصـدر للمـواد الـداخلـه فـي اســتحـضـار هـذا الغـاز , وفــي نفس الـوقـت لهـا اجـنـدة فـي تـلفيـق تهمـة اســتخـدامــة بـالدولــة الســـوريـة .

البعــد العـدوانـي الاجـرامـي فـي ســيـاسـات الدولــة الامـريكيــة عـبـر تـاريخهــا وإنْ كـان ليس بحـاجـة الـى الاســتقـتـال فــي ايجــاد المبـررات لشـــن اي اعــتـداء او عــدوان علـى الاخـريـن , لكــنـه دائمــا يـخـتـلق الـذرائــــع ويـطـرحهـا علـى رأيـــه العــام والعـالـم  ثـم يـنفـذهـا مـِنْ دون أنْ يعـيـر اي اهتمـام لـردود الافعـال ازاءهــا , وهــذا مـا حصـل فــي الصـومـال وافغـانســتان والعــراق وليبيــا, ومـا يحـصـل يـوميـا فــي اليمــن , ولـكـن ســـوريـة  وتحـديـات العـدوان عليهــا قــد فـرضـت علـى البيـت الابيض الامـريكـي وجـوبيـة تغيـير قــواعـــد اللعبــة اجبـارا وليس اخـتيـارا , وهــذا التغيـر لـم يـأتــي مـِنْ وازع اخـلاقـــي حـل مـِنْ السمـاء فجـأة عـلـى الامـريكييـن , فـالاخـلاقيـات والتـزامـاتهـا لا مكـان لهـا فـي قـواميس التـاريـخ الاجـرامـي الامـريكـي مـنذ نشــوء هــذة الدولــة علـى جمـاجـم الهنـود الصـينيين حـتـى اللحـظـة , وإنمـا لعـوامـل لا يخـتـلف اثنـان علـى تصـنيفهـا بالجـوهـريـة والاســتراتيجيــة دفـعـت بـرجـل البيت الابيض الاسـود الـى اعـادة حـسـابـاتــه الـف مـره وأرهـقـتــه فـي تبـريـر مـبـرراتـــه الـتي اخـطـأ فـي انـدافعــه الغـبـي بـوضـع خـطـوط حمـراء وألـزم نـفســه بهـا , اذا مـا هـي هــذة العـوامـل التي قـلبت حســابات المخـطط الامـريكـي وخـلطت الاوراق علـى رئيســــه ؟

الـتـلاحـم البطـولـي بيـن الشـعـب الســوري وجـيشــه وقيـادتـــه ووعيــه لأبعــاد المـؤامـرة يـقـف فـي مقـدمـة العـوامـل التي اســقطـت اعمــدة المشــروع التـآمـري الـداخليـة والاقليميــة , و هـو مـا ســاعـد فــي تـرســيـخ ارادة اصــرار اللا عـوده واللا تـردد عـن مـواجهــة اي عـدوان خـارجـي عنـد اصحـاب القـرار السـياسي والعسـكري فـي دمشــق وبكـل مـا تحـويــه التـرسـانــة العسـكـريـة الســوريـة , وعلـى مبــدأ عـليــه وعلــى اعــدائــيالتـي اكثـر مـا يخشــاه منهـا الامـريكييـن ليس خـوفـا علـى انفسهـم وحلفـاءهـم  العـرببـل علـى ربيبتهــم اللقيطــه اســـرائيـل , وهـــو العـامـل الجـوهـري الـذي قــوى مـوقـف حـلفـاء ســوريـة الـدولييـن والاقليميـن وشــركـاءهـا فـي محـور المقـاومــة , حـيث تـيقـنت هــذة الـدول إنَ الـرئيس الأســد ونظـامـة السـيـاسـي , لـولا ثقــة وتـأييـد الغـالبيـة مـن الشــارع لهـم مـا كـانا قــد اســتطـاعـا الصمـود امـام مـثـل هـكذا هجمـة بـربـريـة ارهـابيـة شــرســه جـنـدت لهـا كـل عـوامل الاســتمـرار والنجـاح , وكــل هــذا خـلق منـاخ ثـابـتلمـواقـف الاصـدقـاء والحـلفـاء والشــركـاء , الـذيـن قـالــوا كلمتهـم وثـبـتوا علـى مـواقفهـمبصـورة جـليــه ولا لبس فيهـا خـلال الايـام المنصـرمــة , وأجـبـروا اوبـامـا وكـاميـرون وهـولانـد ونـتنيـاهـو وابن اليهـوديـة قـزم الاردن  وحـلفـاء خـلف الاســتـار علـى اعــادة تـقييـم انــدفـاعـاتهـم بعـد إنْ اخـتـلط لـون البقــر عـليهـم  كـحـال اجـدادهــم يهـود بنـي اســرائيـل   . 

al_asadi@aol.com