دام برس- هاني حيدر:
أقامت المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي مؤتمراً صحفياً بمناسبة انتهاء عمليات تصوير مسلسل وفيلم حارس القدس من تأليف حسن م يوسف وإخراج باسل الخطيب وبطولة الفنان القدير رشيد عساف، وذلك في قاعة الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون.
تمضي أحداث المسلسل لتسلط الضوء على حياة المطران كبوجي، بدءاً من طفولته في حلب، مروراً بمرحلة دراسته علوم اللاهوت والفلسفة في دير الشير بجبل لبنان، وفي معهد القديسة حنة بالقدس، ليعمل لاحقاً نائباً عاماً للبطريرك مكسيموس الرابع في ريف دمشق ، ليعود من جديد إلى  القدس عام 1965 مطراناً للروم الملكيين الكاثوليك، ولتبدأ مرحلة هامة من حياته كان فيها من جهة راعياً صالحاً لشؤون رعيته ومن جهة أخرى مناضلاً في سبيل استعادة الشعب الفلسطيني حريته وحقوقه، حيث حوكم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتهمة دعمه للمقاومة الفلسطينية في محاكمة طويلة تعتبر من أشهر محاكمات القرن العشرين وسجن لمدة ثلاث سنوات قبل أن يتدخل الفاتيكان لإطلاق سراحه المشروط بإبعاده عن فلسطين ومنعه من زيارة أية دولة عربية وعدم ممارسته لأي نشاط سياسي.
مدير عام المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي زياد الريس قال :" هذا العمل سيكون مفاجأة جميلة وقوية في عالم الدراما السورية فهو يحمل رسالة سورية التي ستنطلق قريبا إلى العالم لأجل القدس وفلسطين، مبيناً أن فيلم حارس القدس سيتم عرضه خلال شهر ونصف الشهر من الآن.
ولفت إلى أن مشروع خبز الحياة مستمر وستنطلق الخطوة الثانية من المشروع خلال هذا العام مع إنتاج ثمانية مسلسلات لمخرجين مخضرمين أمثال نجدة أنزور وزياد حمزة.

بدوره مخرج العمل باسل الخطيب قال:" المشروع من الأساس يسعى لتحقيق هدف معين ويكون له رسالة واضحة يدعوا لها وعندما بدأنا منذ عامين كان هنالك مجموعة من الرسائل التي نرغب في إيصالها من خلال هذا العمل والتي سوف يراها المشاهد عند عرض المسلسل، وكان هنالك جانب ضبابي فيما يتعلق ببعض المقولات الخاصة بالعمل، وهناك عناية إلاهية ساعدت في حماية المشروع، وقسم كبير من الأجوبة التي يحملها هذا المشروع هي في مواجهة مايسمى صفقة القرن ومحاولة سلب القدس وحرمان شعبها من العيش فيها".
وأضاف الخطيب "حارس القدس يأتي ينفض الغبار عن ثوابت وطنية بالنسبة لنا كفلسطينيين وسوريين تجاه القدس، وهذا المشروع يدافع عن هذا الشيء من خلال بنيته الدراميا ومشاهده التي تم تصويرها عبر هذه الأيام الطويلة".
ولفت الخطيب إلى أن القرار كان بعدم تقديم نسخة طبق الأصل عن شخصية المطران لأن ذلك غير ممكن وقال: “ما يهمنا هو القدرة على التقاط نبض هذه الشخصية وملامحها العامة من ناحية السلوك والأداء وهذا ما قدمه النجم عساف من خلال إعطاء الشخصية حقها من ناحية الجهد العصبي المطلوب والحرارة المطلوبة لتأدية المشاهد”.

كما كشف كاتب العمل حسن م يوسف في المؤتمر أنه كان يتمنى ولادة المسلسل على الشاشة قبل الآن ولكن الظروف حالت دون ذلك، معتقداً أن إنتاج المسلسل قبل سنوات كان من شأنه إنارة عقول الكثيرين.
وأكد أن العمل يكتسب أهميته من أنه يقدم سيرة إنسان ورجل دين ومناضل استثنائي كان شاهداً ومشاركاً في أهم الأحداث التي عصفت بمنطقتنا، بدءاً من نكبة فلسطين عام 1948 انتهاءً بالحرب على سورية، ويكتسب العمل أهمية خاصة كونه الأول في الدراما السورية والعربية الذي يتناول بشكل عميق سيرة حياة رجل دين مسيحي.

الأب الياس زحلاوي عبر عن سعادته بإنتاج هذا المشروع الفني والوطني الذي يجسد شخصية رجل استثنائي، مؤكداً أن هذا العمل يحمل رسالة سورية إلى الوطن العربي والعالم وأن كنائس الشرق والغرب بحاجة إليه لأن الدين يجب أن يكون في خدمة الإنسان.
في تصريح خاص لدام برس أشار النجم رشيد عساف الذي يلعب شخصية المطران كبوجي في العمل إلى أن تجسيده لهذه الشخصية الوطنية والروحية أمر مهم جداً بالنسبة له لتقديم التكريم والعرفان والجميل لرجل عظيم ولا سيما خلال هذه الفترة التي جاءت مواكبة لما يسمى سرقة أو صفقة القرن.

وأضاف عساف "قرأت كثيراً وبحثت في مراجع كثيرة وشاهدت فيديوهات كثيرة لاستطيع تجسيد هذه الشخصية، وهنا تكمن صعوبة العمل في تمثيل شخصية دينية، ووضعت جميع قدراتي الذهنية والجسدية والخيالية لتجسيد هذه الشخصية".
 وتابع عساف " في البداية امتنعت عن تجسيد الشخصية بسبب أنشغالي بمسلسل الباشا، وبعدها دارت الأيام وطلبو مني قراءة العمل وعند قرائتي للنص انتابني شعور وطني رهيب وعندها وافقت على التمثيل ولم نختلف على السعر أبداً لانه بالنسبة لي التلفزيون السوري أو مؤسسة الإنتاج هي الخلفية الداعمة لنا وفي بداياتنا ظهرنا عليها وأناومستعد لإن أعمل بشكل مجاني معها".

ونوه النجم عساف " لم أكن في انتظار هذا الدور ولم أتوقع بأنني سأقوم بتمثيل هذا الدور فقد كنت بانتظار دور على طريقة الأعمال التاريخية التي لها حضور ديني مثل معاوية أو مثلاً عز الدين القسام ولكن هذه الشخصية لم أتخيل تجسيدها أبداً وأنا سعيد جداً في تقديمها تكريماً لصاحب هذه الشخصية.

وأكد أن العمل يدل على أن الطريق واضح أمام الشعب العربي وأن البوصلة كانت وما زالت هي فلسطين متمنياً أن يكون على قدر المسؤولية في التوثيق لتلك الفترة وعلى صعيد تكريم هذه الشخصية الاستثنائية”.
يشارك في العمل النجوم والفنانين: صباح الجزائري، أمل عرفة، سامية الجزائري، يحيى بيازي، عهد ديب، سليم صبري، ليا مباردي، اسكندر عزيز، وكوكبة كبيرة من نحوم الدراما السورية.
يذكر أنه تم تصوير المسلسل وفي الوقت نفسه تم تصوير فيلم سينمائي مستوحى من أهم الأحداث في حياة المطران، وسيتم عرض المسلسل في رمضان 2020.