دام برس-هاني حيدر:
أقامت الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون أمسية موسيقية بالتعاون مع المعهد العالي للموسيقا و معهد صلحي الوادي للموسيقا كرّمت من خلالها المربية الموسيقية الراحلة "سنثيا إيفرت الوادي"، وذلك يوم أمس، الـ (10) من تشرين الجاري في دار الأوبرا (القاعة متعددة الاستعمالات).
بدأ برنامج الأمسية بفيلم وثائقي عن الراحلة، وتلاه مقطوعات موسيقية مهداة لروح الراحلة، أداها كل من: (ريتا جعلوك، وقيس الصفدي) من طلبة "معهد صلحي الوادي"، والطالبان (بشرى خير بك، وآغوب كنّوزي) من المعهد العالي للموسيقا، ومن عائلة الراحلة (همسة الوادي، وكارلوس جريس)، وعن طلاب الراحلة (المغنية الأوبرالية سوزان حداد، وميساك باغبودريان). وتخلل الأمسية التي أعدها وقدمها الإعلامي "ملهم الصالح" بعض الفواصل الحوارية الرشيقة للتعريف بمآثر الراحلة وإبراز دورها على مدى (5) عقود في نهضة الموسيقا الأكاديمية السورية.
للحديث أكثر عن هذه الأمسية، دام برس التقت الإعلامي ملهم الصالح الذي قال:"منذ عامين وأنا انتظر هذا العام لكي نحتفي بالذكرى العاشرة لرحيل المدام سنثينا الوادي هذه المرأة البريطانية التي أتت إلى سورية عام 1955 واستقرت بدمشق عام 1960 حتى توفت عام 2009، تعلمت خلال هذه المرحلة اللهجة الشامية والعادات الشامية ووهبت عمرها لأجيال عديدة من الموسيقيين وبالتالي طلابها اليوم يجوبون مسارح العالم".
وأضاف الصالح " قدمت اليوم فيلم عنوانه "لماذا لم يكتب عنها أحد" لإن هذه المرأة لم يكتب عنها أحد، وأكاد أجزم أن لولا سنثينا الوادي لما كان هناك صلحي الوادي وبالتالي هي كانت عنصر هام جداً لكي نسلط الضوء عليها ونحتفي بذكرها ونقول أن المرأة دائماً هي جندي مجهول في مجتمعاتنا ولكن لها الأثر الكبير والدور الكبير".
وأكد الصالح أن أهم ما يميزها هي رعايتها لصلحي الوادي بعد أن أصيب بالأزمة التي أقعدته لخمس سنوات.
بدورها الموسيقية همسة الوادي أبنة الراحلة سنثينا قالت لدام برس:" هذا اليوم يعنيلي جداً وأنا مسرورة في تقديم هذه الأمسية بذكرى رحيل والدتي، وقد اخترت أن أعزف قطعتين Chopin لأن والدتي كانت تحب هذه المقطوعات،
وإجمالاً ستكون الموسيقا اليوم هادئة وبطيئة ولكن ليست حزينة".
وتابعت همسة "سنثينا علمتنا الموسيقى أي بكل قطعة أن نحاول أن نعرف المعنى العميق لها وأن نقرأ النوطات وما وراء النوطات وعلمتنا أن نعبّر عن روح الموسيقا بالإضافة إلى قراءة النوطات وأساليب المؤلفين من مختلف العصور".
الدكتور غزوان الزركلي أوضح لدام برس أنه من سنة ال61 لسنة ال67 كانت سنثينا الوادي معلمتي، وبالنسبة لي علاقتي بها إنسانية أكثر من كونها مجرد علاقة بين أستاذ وطالب، وهي إنسانة قوية جداً معلمة ومربية حيث كنا نشعر وكأننا ضمن عائلة واحدة معها، واليوم قدمت مجموعة من الصور الفوتوغرافية للراحلة يتم عرضها في الأمسية.
قيس الصفدي من معهد صلحي الوادي قال لدام برس :" المدام سنثينا تعني لي الكثير لأنها هي من أسس معهد صلحي الوادي الذي أنا أدرس فيه والذي لولاه لم أصل إلى هنا، أنا سعيد جداً لأنني شاركت في هذه الأمسية وقدمت مقطوعة لسيرغي راشمانينوف وأنا من أختار هذه المقطوعة".
الجدير بالذكر أن "سنثيا إيفرت الوادي": عازفة بيانو، أستاذة أكاديمية، ومربية فاضلة، بريطانية الأصل، مواليد "ويلز" 1934، خريجة "الأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقا". حازت جوائز عدة منها: (فرانز ليزت)، زوجة ورفيقة درب "المايسترو صلحي الوادي" (أحد أهم مؤسسي الحركة الموسيقية الكلاسكية في سورية)،وساهمت في تأسيس "المعهد العربي للموسيقا" (معهد صلحي الوادي حالياً)، وكذلك "المعهد العالي للموسيقا"، و"الفرقة السيمفونية الوطنية السورية".