دام برس- فرح العمار :
افتتح المركز الثقافي في أبو رمانة معرضاً فنياً بعنوان "فن الحفر السوري" والذي يضم عدداً من لوحات الغرافيك ويشارك فيه 45 فنان من أشهر الفنانين بالغرافيك وأيضاً طلاب خريجين من كلية الفنون الجميلة.
وفي حديث لدام برس مع مديرة المركز الثقافي في أبو رمانة رباب أحمد قالت:" نرحب في المركز الثقافي في أبو رمانة بمثل هذه المعارض وهذا المعرض له أهميتين الأولى أنه معرض جماعي فهو يجمع بين فئة الشباب من طلاب وخريجين وفنانين متقنين، أما الأهمية الثانية فهي أن المعرض يتحدث عن فن الحفر السوري الغرافيك الذي يوجد الكثير من شرائح المجتمع يجهلون تقنيات هذا النوع من الفنون وهو أحد الاختصاصات التي تدّرس في كلية الفنون  الجميلة، وهذا الفن بحاجة لأدوات خاصة وتقنيات خاصة لكي يُكّون لوحة جميلة مثل المعروضات في هذا المعرض، واليوم يشكل فرصة كبيرة للجمهور العريض العموم والمثقفين أن يروا هذا الفن والذي يضاء عليه إضاءة صحيحة في المركز الثقافي أبو رمانة إن كان بصرياً أو بشكل معلوماتي من خلال الندوات التي تقام عن هذا النوع من الفنون".

بدوره الدكتور نبيل رزوق أستاذ في جامعة دمشق ورئيس قسم الغرافيك ورئيس فرع دمشق للفن التشكيلي ومنظم المعرض أشار لدام برس إلى أن:" أهمية المعرض تأتي من خلال التخصص الدقيق والمعرض يعتبر بانوراما فنية تخصصية في فن الحفر والطباعة، ويضم هذا المعرض أربع اختصاصات من الطباعة التي هي الطباعة الغائرة المعدنية والطباعة المستوية الحجرية بالإضافة إلى الطباعة البارزة الخشبية وأيضاً الطباعة المسامية الحرارية، والكثير من الفنانين مزجو بين هذه الأنواع، أما المشاركين فهم أساتذة في كلية الفنون وفنانون مارسوا فن الحفر ويوجد أجيال مختلفة ابتداءاً من جيل الرواد حتى جيل الشباب الحالي والمعرض مهم جداً من الناحية التخصصية لأن هذا الفن الكثير من الناس والمثقفين منهم لا يعرفون هذا الفن لأنه فن صعب جداً ويعتمد على الحفر بوسائط طباعية مختلفة، لذلك الكثير من الناس يخلطون بين فن الحفر والنحت".
وقال رزوق:" يضم المعرض فنانين رواد راحلين مثل الفنان الكبير مصطفى الحداد ومحمد وهيبي بالإضافةإلى بعض الفنانين النحاتين المصورين الذين مارسوا فن الحفر وقدموا أعمال فنية متخصصة بفن الحفر والطباعة، واللوحات اختيرت من أهم أعمال الطلاب والتي تليق بهذا المعرض".

الفنان التشكيلي أنور الرحبي والذي شارك في ندوة بخصوص فن الحفر السوري قال لدام برس:" المعرض هو معرض تخصصي فيما يتعلق بفن الغرافيك وله سمتان السمة الأولى أنه يحمل بين لوحاته الكثير من المعطيات التأليفية وهذا يعني أن الفنان السوري استطاع أن يخرج من حالته التقليدية أي الأكاديمية وبدأ يؤلف الكثير من المنصات، هذه المنصات اعتمدت على الكثير من المسائل وهذه المسائل هي الطبيعة أولاً والإنسان ثانياً والتراكيب المخيلة بمعنى الخيال ثالثاً والذي لعب دوراً واضحاً في الأعمال، وهذا المعرض يشكل همزة إتصال حقيقي لكل الذين لا يعرفون الغرافيك لأنه هو فن يومي في حياتنا اليومية دخل في التصنيع والتجارة والإقتصاد، والغرافيك هو تصميم إنساني ذاتي يعتمد على الإتصال مع الأخر".
وأكد الرحبي أن:" المعرض يشكل مساحة يجب أن تقرأ بشكل صحيح لأن هذه القراءات في هذه المعارض فيها كثير من الأنسمة التي لا تعيق خيالنا بل تفتحه وتجعله أكثر تمكنن مثل هذه الأعمال الرائعة، إضافةً إلى أن المعرض يحوي على أعمال مهمة جداً وتحتوي على الكثير من المهارة وفيها ابتكار ذاتي وتحتوي على عناوين ومن هذه العناوين الوجوه المتعبة الحقيقية التي نراها على أوجه الأشخاص في الشارع، وهناك الكثير من الأعمال الطبيعية التي نقشها الغرافيكي بحس مرهف فيه كثير من الهمس الجمالي الذي يحقق ذاتية الفنان".

أما عن أراء الحاضرين في المعرض فقد قال الفنان التشكيلي محي الدين الحمصي لدام برس:" اليوم رأينا معرض غرافيكي جميل لفنانين مخضرمين لهم تاريح عريق في فن الحفر وأيضاً فنانين رواد وطلاب تخرجوا حديثاً من كلية الفنون، وهذا ما يساعدنا لمعرفة إلى أي مرحلة وصل فن الغرافيك في سورية، وهذا المعرض هو معرض جميل ورائع ومعرض مختلف يذكرنا بالزمن القديم زمن الأبيض والأسود والذي يدلان على الإيجابي والسلبي، وهناك الكثير من المواضيع المختلفة التي تقدمها اللوحات، وأوجه تحية للقائمين على المعرض لانهم يساعدون على الإطلاع الكبير وتجديد الثقافة بهذا النوع من الفنون والذي يعتمد على أساليب فنية خاصة وأدوات كثيرة يحتاجها الفنان لصنع لوحة واحدة".
عقب المعرض ندوة مخصصة عن التعريف بفن الحفر السوري الغرافيك وأيضاً التحدث عن الفنانين المخضرمين في الغرافيك وأهم المعارض واللوحات التي أقيمت بهذا الخصوص.