دام برس - اللاذقية - عاطف عبد الهادي :

استضافت أروقة وقناطر المتحف الوطني باللاذقية وبمناسبة أعياد وإنتصارات تشرين معرضاً فنياً لمجموعة من الفنانين المهندسين من نقابة المهندسين باللاذقية .

ويرى هؤلاء الفنانون أن إقامة المعرض بهذا الوقت وبالظروف الحالية هو نوع من التحدي وتعبير عن مدى حب الشعب السوري للحياة، ويؤكدون من خلال ما قدموه من أعمال فنية ولوحات مختلفة لمواضع كثيرة بأن عجلة الحياة مستمرة ولن تتوقف، في مواجهة ثقافة الموت التي يحاول أعداء الإنسانية نشرها، ويشير الفنانون بأن إقامة هذه النشاطات والمعارض الفنية المختلفة تعطي فسحة كبيرة من الأمل والثقة بالمستقبل .

الفنان المهندس أمل مرعشلي قدم مجموعة من اللوحات التي تتناول الأوابد التاريخية السورية والزهور والورود إضافة للوحات خاصة بالخط العربي، ويرى أنه لا بد من التركيز على المعالم الأثرية في بلدنا لأنها تعكس تاريخنا وحضارتنا التي نفتخر بها، وهي بمثابة الجذور التي تمدنا بالحياة ومن يتخلى عن جذوره لا حاضر ولا مستقبل له، أما الورود والزهور فتعطي الراحة للنفس .

أما الفنان المهندس الياس نعمة قال حاولت من خلال ما قدمته من لوحات فنية تسليط الضوء على ما تبقى من المعالم التراثية باللاذقية فمحبتنا واحترامنا لتراثنا هي من محبتنا لوطننا وأهلنا.

أما الفنان يامن مرعشلي يرى أن الرسم هو حالة من الإحساس، وهو يعشق المناظر الطبيعية، ويحاول نقل الواقع كما هو ليشعر المتلقي و كأنه داخل اللوحة، ينفعل ويتفاعل بظروفها، و اخترت رسم الطبيعة لأنها تعني لي الصفاء والنقاء .

أما الفنان المهندس رامي إسماعيل قال : اتفقنا  نحن مجموعة من المهندسين منذ حوالي ثلاث سنوات  لإقامة هذا المعرض بشكل سنوي لكن الأحداث حالت دون الاستمرار بالفكرة ، لكن بالنهاية قررنا نحن المشاركون اليوم بأن هذا المشروع " المعرض " يجب أن يتحقق ويستمر على أرض الواقع ، ولنؤكد بأنه أمام العزيمة والتصميم تزول كل المشاكل.

وأشار الفنان إسماعيل بأن اللوحات التي شارك فيها تبين طبيعة الريف والجبل والطبيعة الساحلية، وهناك لوحات تركز على الطابع المعماري ووضع حلول من خلال الرسم والفن للعديد من المشاكل العمرانية ، كالازدحام والزحف العمراني على المناطق الخضراء والأراضي الزراعية، كما تناولت بعض اللوحات حالات الانفصام التي يمكن أن يعيشها الإنسان نتيجة الظروف المحيطة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، ولم ينس الفنان أن يخصص جانباً من لوحاته للمرأة والأم وما يرتبط بها من حالات الحب والحنان.

وقدم المهندس أكوب بدرجكيان على هامش المعرض محاضرة عن  تاريخ كسب والتي يفوق عمرها الـ2000 عام  وتواجد الأرمن فيها ، وفترات الازدهار والانتكاسات التي أصابت المنطقة.