دام برس - عاطف عبد الهادي :
شارك سبعة من  الفنانين التشكيليين المهمين بسورية في معرض حمل عنوان "قصب" في صالة عامر في مدينة جبلة ، وتضمن المعرض 24 لوحة أغلبها من القطع الكبير مشغولة بإسلوب الغرافيك الملون ، تضمنت مواضيع مختلفة ومتنوعة تعكس مدى حساسية الفنان للواقع والزمن الذي يعيش به.
يقول عامر علي صاحب الصالة ومدير المعرض : اخترنا عنوان " القصب" لأن صوت القصب يعني الحنية والوضوح و الوجدان ، وهذا المعرض هو رسالة من القلب من خلال اللون والمحبة لكل أبناء مدينة جبلة من الفنانين المشاركين لخلق حالة من التواصل بين المبدعين والناس في كل إنحاء سورية الحبيبة.
ويرى الفنان عامر بأن الفن هو أحد مؤشرات حضارة الأمم ، وبأن الفنان السوري متميز ويتبوأ مكانة مميزة بالعالم، مضيفاً : أنا مؤمن بدور الفن وأهميته في هذا الوقت وفي أي وقت كان لما له من تأثير كبير في حياتنا.
وقال : لأسباب ما قد يكون دور الفن مغيب والفنان مصدوم بأنه لم يأخذ دوره كما ينبغي، لكن هذا لا يدعو للاستكانة بل يدعو للمزيد من العمل ما يثبت بأننا موجودين وحاضرين ونعمل كل من موقعه ووفق رسالته التي وضعها نصب عينيه ، تلك الرسالة التي تتضمن المحبة والسلام للجميع.
دام برس واكبت المعرض والتقت بعض الفنانين المشاركين :
الفنانة لينا ديب قالت :شاركت بلوحتين الأولى بعنوان " الأمهات الباكيات" عبرت فيها عن أمهات الشهداء لحظة تلقيهن نبأ استشهاد أبناءهن، فلدى كل أم ردة فعل مختلفة عن الأخرى في تلقيها لهذا الخبر ، وتلك الأم التي قدمت أغلى ما لديها ابنها فلزة كبدها للوطن ، ربطب بينها وبين الوطن وبين المدينة والقرية على خلفية ما تبقى بالذاكرة من الركام والحطام والأرض والمباني المدمرة .
أما اللوحة الثانية تحت عنوان أوغاريت فلقد أخذت موتيفات  من العناصر الأوغاريتية وطرحتها في تشكيل فني جمالي ، وربطت فيما بينها بتقنية جعلتها تتعدى شكل الطرح المباشر .
الفنان أنور الرحبي :عنوان المعرض هو القصب الذي يعني الرقة ، هذه الآلة التي تحمل الشجن والحب والحياة ، والمعرض هو دعوة للاحتكاك أكثر مع أهالي مدينة جبلة لأن هذه المدينة الجميلة محطة مهمة جداً في الحالية الثقافية ،هذا الاحتكاك الذي يحمل دلالات حقيقية باختلاف الأساليب الموجودة ، وهذه الدلالات هي نوع من فض حالة الوجدان في عتمة أحياناً تحتاج إلى إضاءات ثقافية بصرية مهمة جداً.
الفنان أحمد أبو زينة : شاركت بأربع لوحات اشتغلت فيها على الغرافيك بشكل رئيسي ، بينما كنت سابقاً أخصص مساحات صغيرة للغرافيك في لوحاتي ، فالغرافيك يغني اللوحة ويعطيها نوع من الراحة الذي يجعل المتلقي يشعر بأنه يرى شيء له قيمة ممزوجة بأفكار ومعاني معينة.
وحول اللون الأصفر الذي أخذ مساحة من اللوحات الأربع قال الفنان أبو زينة بأن اللون تفرضه الحالة النفسية التي يعشها الفنان لحظة القيام بالعمل.
وأضاف بأن الجمهور في جبلة الذي يأتي لمشاهدة الأعمال الفنية يشجع للعمل ويعطي روح معنوية عالية .
الفنان محمود جوابرة قال : شاركت بأربع لوحات منفذة بحس غرافيكي ومبنية على أساس التباين اللوني ، ومجمل هذه الأعمال الأربعة مسكونة بما يجري في داخلي من حس ضمن هذه المرحلة ولكن ليس بالشكل المباشر ، فأنا مسكون بالوجع لما يحدث ومسكون بالحزن الشديد لما يجري بسورية ، لكن بالوقت نفسه لا أتخلى عن مناطق النور والإضاءة التي تحاول أن تنير العوالم السوداوية التي تحيط بنا.