دام برس - لجين اسماعيل :
في إطار تسليط الضوء على إبداعاتهم و لوحاتهم و فنهم التشكيلي المبدع افتتح اليوم و تحت رعاية وزيرة الثقافة لبانة مشوّح ملتقى التصوير الزيتي الثالث بعنوان سورية جسر المحبة في قلعة دمشق.
فالفن التشكيلي هو كل شيء يؤخذ من الواقع ويصاغ بطريقة جديدة ومتفردة ، لكل فنان رؤيته الخاصة بها ، فربما الموضوع واحد إنما تختلف طريقة التعبير ، كل له مصدر الهام خاص .
و في هذا المجال يحدثنا الأستاذ عماد الدين كسحوت مدير الفنون الجميلة فقد قامت مديرية الفنون الجميلة بهذا الملتقى وتمت دعوة 12 فنان من الفنانين المهمين بالساحة السورية
يتابع :و لأن سورية بلد الحضارات والفن و  التاريخ استطاعت إيصال فنونها للعالم كما وأثبت الفنان السوري جدارته للعالم الآخر من خلال الفنون جميعا التصوير الزيتي ، النحت حتى الدراما .
فالفن بسورية بشكل عام فن متطوّر و الفنان السوري فنان مهم أثبت نفسه بالساحة السورية العالمية .

و كل فنان من المشاركين له تجربته و حضوره و رؤيته المناسبة من خلال العمل في الفن وقد تم اختيار قلعة دمشق بكونها مكانا تاريخيا و رمزا لدمشق و تكمن أهمية هذا الملتقى بتشجيع الطلاب في  معهدي الفنون التطبيقية و الآثار للاستفادة من هذه التجربة .
فالملتقيات جسر وصل و حوار بين الفنانين و المتلقين من ناحية ، و من ناحية أخرى حوار بين الفنانين ليتطلعوا على تجارب بعضهم ، و لتعزيز الحاسة البصرية عند المشاهد ليشهد مراحل تطور  الفنون و يختلف التصوير الزيتي عن غيره من الفنون كالنحت المنطلق من مبدأ ثلاثي الأبعاد أما التصوير الزيتي فيه حس اللون و الخط .

و أضاف " عماد الدين " الفنا ن يعبّر من خلال الخط أو اللون أو المساحة اللونية يملك مجالا و أفقاً للتنويع ، كما له حضوره الهام في اللوحة الأمر الذي يميّزها و يميّز مبدعها مشيرة إلى شخصيته من خلال عمله .
و من جانبها الفنانة التشكيلية أسماء الفيومي قالت و بعد ثلاث سنوات من الحرب و الحصار و الألم جاء هذا الملتقى لتفريغ الهموم و جذب انتباه الآخر لنطلعه على رؤانا فهناك شيء داخلي سيظهر للعلن ، ليس في مخيلتي لوحات خاصة و إنما سأستوحيها من هذه الحالة التي مررنا بها .

و أشارت إلى القلق الذي ينتابنا دائما هو رؤيتنا لأطراف من سورية مازالت تشهد إرهابيين و قتلى لذلك نحزن على الشعب السوري و بالإضافة إلى البنى و الآثار القيّمة .
و أكدتعلى أهمية هذا الفن التشكيلي لأننا نريد لعيون الشعب السوري أن تنغسل بفن و لون كما تلاحظ " الفيومي " أن الشعوب تملك أذناً تسمع لكنها تفتقد للعين المشاهدة بدقة و من خلال هذا الفن نحاول غسل هذه العيون و إعطاءها قدر المستطاع الأشياء الصافية النقية الجميلة لأنها بنهاية المطاف هي ثقافة ، فكل الشعوب تحترم وتقدر ثقافاتها و نحن نملك الفنون بلا شك .

أما أحمد أبو زينة فنان تشكيلي نوّه إلى أن بعضا من الفن التشكيلي قد جمّد لكن الكادر الفني التشكيلي للفنانين السوريين مازالوا في معظمهم ينتجون لكن لم تسنح لهم الفرصة لإقامة معارض ، وقال بالنسبة لي قمت بإقامة معرضين .
فالفنان السوري موجود على الساحة إلا أنه مختفي عن الأنظار لأسباب معينة لكن بتصور " أبو زينة " في لحظة ما سيعود هذا الزخم و النشاط التشكيلي السوري الصادق و المتقدم على كثير من الفنون التشكيلية بالبلدان المجاورة .
لا يمكن وضع تصور للوحة و 90% من عمله يعتمد على الأحاسيس و الذاكرة و معانٍ معينة راسخة ، و في مرحلة ما ممكن أن تقوده بعض الألوان أو المسحات إلى فكرة أو شكل .
و الفنان التشكيلي باسل يقول بأن الفن عبارة عن حالة من التداعيات  فلا شك بأن في داخلنا كثير من الأشياء التي تحتاج إلى متنفسلذلك هو يعتمد على لحظة الأداء نفسها .
الفن التشكيلي رئة ، ذاكرة بلد وأساس بكل حياتنا ليس كاختصاصيين و إنما أساس في بناء حضارتنا  و علينا العودة إلى فنوننا .
رسالته في لوحاته هي إثبات لإرادة العيش والحياة  و نوع من الحفاظ على ذاتنا و روحنا كونها اللغة التي يعبر من خلال الفنان باسم فإنه يعتمدها لإيصال الرؤى و الأفكار