دام برس - بلال سليطين:

ثلاثة أيام متتالية من عرض الحالة الإنسانية السورية المؤلمة، من خلال العرض المسرحي "رياحين" الذي استضافته خشبة المسرح الجامعي في جامعة تشرين.

العرض تناول حكاية امرأتين فقدتا نجليهما في الحرب، دون تحديد زمان هذه الحرب أو مكانها، إلا أنه حالتهما تشبه حالة مئات إن لم يكن آلاف الأمهات السوريات اللواتي خسرن أبنائهن في هذه الحرب الدائرة على الأرض السورية.

العرض تدور أحداثه في (سينوغرافيا) المقبرة التي ظهرت القبور فيها بأشكال مختلفة، إضافةً إلى الألوان المختلفة، وقد بدا واضحاً إيمان الممثلين المشاركين بالقضية المطروحة حتى أن العرض انتهى وهم يذرفون دموعاً يصح القول أنها دموع الألم السوري الجمعي.

مخرج العرض "قيس زريقة" وفي حديث لدام برس قال:«العرض تميز بالإحساس العالي منذ بدايته وحتى نهايته، هذا الإحساس لم ينته مع إنهاء العرض وإنما امتد إلى ما بعده خصوصاً وأننا نتحدث عن واقع معاش، وبالتالي فالممثلات كن بحاجة ليأخذن وقتهن حتى يخرجن من الإحساس، وهذا سبب أنهن أنهين العرض وهن يبكين بكاء حقيقيا، مثل أي أم فقدت ابنها في الواقع».

وأضاف "زريقة":«القبور المختلفة والألوان تشير إلى الاختلاف، إلى أن سورية تخسر أبنائها على اختلافهم باللون بالعرق بالفكر .... إلخ، حيث لم يكن هناك إشارة لبيئة معينة، وإنما هي محاولة للحديث باسم الكل وعن الكل، فهمنا هو الهم الإنساني الذي نعيشه بقساوة في هذه المرحلة».

العرض يعود لنص بريطاني يحمل عنوان "أمهات الحرب" وقد ترجم إلى العربية على "5" صفحات، ومن ثم قام فريق المسرحية بإعادة تأليفه، ويقول "زريقة":«كان الممثلون شركاء في إعادة تأليف النص كل واحدة في الدور الذي شاركت به، مما جعلهن يؤمن بالدور بشكل أكبر ويتقنه على أحسن وجه».

وختم "زريقة" :«فترة العرض امتدت لثلاثة أيام فقط، ونسعى من أجل إعادة تقديمه جماهيرياً في أحد المراكز الثقافي إذا أتاحوا لنا ذلك».

تصوير : وسيم محمد