Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 21:37:24
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ندوة المسرح السوري المعاصر في مكتبة الأسد.. مشوح: نحن اليوم أحوج ما نكون لتطوير المسرح كشكل للحوار الآني المباشر
دام برس : دام برس | ندوة المسرح السوري المعاصر في مكتبة الأسد.. مشوح: نحن اليوم أحوج ما نكون لتطوير المسرح كشكل للحوار الآني المباشر

دام برس : متابعة : لينا عليشة

 محاور عديدة تناولتها ندوة "المسرح السوري المعاصر اتجاهات وآفاق" مفتتحة أول لقاءاتها صباح أمس في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد الوطنية حيث بدأت الندوة بكلمة لوزيرة الثقافة الدكتور لبانة مشوح التي قالت إن هذه الندوة تعقد حول المسرح السوري بينما الوطن يعيش واحدة من أحرج المراحل في تاريخه وأصعبها وأكثرها إيلاماً وأعمقها تأثيراً.

وأضافت الدكتورة مشوح إن المسرح على اختلاف أنواعه تاريخيا كان أم فلسفياً.. ملتزماً أم شعرياً أم غنائياً.. مأساوياً كان أم هزليا.. واقعياً أم رمزياً هو أولاً تعبير بلغة اللسان والجسد عن فلسفة الإنسان ورؤيته للحياة وموقفه منها وهو انعكاس لثقافته بيد أن المسرح يتفرد عن الفنون الأخرى بأنه فاعل لحظي ومباشر بين مبدع العمل نصاً أو أداءً أو إخراجاً وبين الجمهور المتلقي فما أحوجنا اليوم لاستئناف هذا الفعل التفاعلي وتطويره كشكل من أشكال الحوار الآني المباشر.

وأوضحت وزيرة الثقافة أن المسرح يستفز المشاعر ويحرض الفكر ويحرك الضمائر ويطور المدارك ويحفز العقل على التحليل وإعادة التقييم والنفوس على مراجعة السلوك والخيارات والتذكير بالقيم الأخلاقية السامية وتعزيزها وهذا تحديداً ما ينتظر المسرح السوري ليظل وفياً لمسيرته بدءاً من أحمد أبي خليل القباني مروراً بفرقة عبد الوهاب أبوالسعود في بداية القرن العشرين وفرقة المسرح الحر وندوة الفكر والمسرح القومي في منتصف الستينيات ثم مسرح الشوك في أواخر سبعينيات القرن الماضي وانتهاء بتأسيس المسرح القومي والمعهد العالي للفنون المسرحية الذي كان الحدث الأهم في حياة المسرح السوري لا بل في الحركة الدرامية العربية بأسرها.

ثم انطلقت الندوة بعرض لفيلم سينمائي بعنوان "عدو المسرح" من تأليف وإخراج الدكتور محمد قارصلي حيث استعرض هذا الفيلم تجربة الفنان جهاد سعد الذي قال إن المسرح لا يمكن أن يتحول إلى أيديولوجيا بحكم تبعيته للمؤسسة الثقافية بل يجب أن يكون الفن المسرحي متفلتا من أي إحالات تحد من حريته كفن لحظي إذ لا يمكن تقديم مسرح على مقاس المؤسسة ولهذا لا ينهض المسرح إلا بأبنائه الحقيقيين الذين لا تغويهم نجومية التلفزيون ولا يتذرعون بعدم وجود نصوص تعجبهم أو ظروف عمل تروقهم بل هم هؤلاء المجانين مهووسو المسرح وعشاقه القادرون دوماً على إبقاء المسرح ممتلئاً بجمهوره.

واشتملت الندوة التي تقيمها وزارة الثقافة بالتعاون مع جمعية النقد الأدبي في اتحاد الكتاب العرب على ورقة قدمها الباحث جمال عبود قال فيها إنه لا قيمة لإبداع لا تؤصله النظرية فمهمة الناقد لا تقتصر على القراءة النقدية للعروض وحسب بل يجب على النقد أن يسترجع ينابيع الإبداع ويتمثلها ليكون العارف المطلع فالنص المسرحي مهما كان قوالاً وفصيحاً إلا أن العرض المسرحي هو الأفصح في التعبير عن المستوى الذي وصل إليه المسرح في هذا البلد أو ذاك وهذا ما حاولت الوقوف عليه مع زملائي في جمعية النقد بقراءة تجارب المسرح السوري المعاصر منذ أبو خليل القباني وحتى يومنا هذا.

20131027-192225.jpg

وأوضح عبود أن الناقد هو الشاهد الوحيد على العرض المسرحي الذي لا يمكن أن يعيد نفسه في الزمن لأنه يقدم جديدا في كل مرة يأتي الجمهور لرؤيته إذ ينبغي الكف عن قناعاتنا القديمة أن مشاهدة واحدة للعرض تكفي للحكم عليه لذلك لابد من وجود ناقد مواكب لتجربة مسرحية بعينها يضيء لها ويناقشها ويعرض لخصوصيتها الفنية ومغامرتها الأسلوبية والتقنية على صعيد النص والإخراج والسينوغرافيا والأداء.

بدوره قال الباحث راتب سكر رئيس مكتب الجمعيات في اتحاد الكتاب العرب إن المسرح بدأ مع مسرحيات أسخيلوس التي كتبها في القرن الخامس قبل الميلاد فكان أبرزها برومثيوس مقيداً وهذه المسرحية تشير إلى المسيرة الفاجعة والمأساوية التي اختطها الفن المسرحي على مدى قرون من حياة البشرية حيث يبقى فن الخشبة هو الفن الأكثر حضوراً في حياة الناس والأشد ملامسةً لواقع مجتمعاتهم ولهذا لابد من إحياء تجربة المسرح الصغير وما يتصل من عروض المسرح التجريبي إضافةً إلى أن هذه الندوة التي تفتح الأبواب لتحقيق أكثر من حلم في غياب مهرجان دمشق المسرحي وغيره من مهرجانات المسرح بتعزيز التفاعل بين وزارة الثقافة واتحاد الكتاب.

20131027-192248.jpgكما قدم الدكتور خليل موسى ورقة اختصت بجهود القباني المسرحية والنقد الذي دار حولها مبيناً أن القباني اختار المسرح الغنائي كما فعل سلفه مارون النقاش لأن الغاية من مسرحيهما تنويرية وخاصة أن دمشق في عصر رائد المسرح السوري كانت مدينة ترفض رياح التجديد والتغيير لانها كانت غير مؤهلة لتقبل المسرح الدرامي الغريب بأحداثه وشخصياته وهذا ما يعلل نجاح تجربة القباني الغنائية نجاحاً باهراً مثلما نجح في مصر بعد مواجهته في مسارح الشام والإسكندرية والقاهرة تحديات قاسية وصل بعدها إلى تأسيس المسرح الغنائي العربي للوصول فيما بعد إلى المسرح الدرامي.

وقدم الدكتور غسان غنيم في الندوة التي ترأسها وأدارها المخرج المسرحي سامر عمران ورقة بعنوان "الخطاب في المسرح" موضحاً أن لغة النص المسرحي تتبع الفعل وهذا ما أكده أرسطو في غير موضع من كتابه "فن الشعر" فالنص المسرحي يختلف منفذاً عنه مقروءا فلغة المسرح لا تقتصر على الوحدات اللغوية الصوتية المنطوقة وحسب بل تتعداها إلى الاهتمام بالإشارات وفترات الصمت والحركات المصاحبة للوحدات المنطوقة إذ يقوم الخطاب المسرحي على خطاب بين شخصية وأخرى ليشكل سلسلة تؤدي إلى خطاب المؤلف لمشاهد مفترض أو حاضر يقصد المؤلف التأثير فيه فطبيعة الخطاب المسرحي تقوم على اصطناع لغة أدائية يختلط فيها الملفوظ بالأداء الجسدي بعناصر مسرحية أخرى.

من جهته قدم الناقد جوان جان ورقة بعنوان "مسرح الشباب في سورية" تناول فيها واقع وآفاق تطوير التجارب الجديدة موضحاً في مداخلته إشكالية النصوص المسرحية الشابة والمطبات التي قد تقع فيها إضافة إلى بعض الإغراءات التي كانت تقدم لمسرحيينا الشباب من بعض الجهات الأجنبية التي كانت ناشطة في المشهد الثقافي السوري بهدف تقديم أعمال مسرحية تسيء إلى صورة الإنسان السوري فضلاً عن مناقشة جوان للقضايا التي حاول شباب المسرح السوري طرحها في أعمالهم المسرحية ودور المحترفات الجديدة في إعادة الاعتبار للنص المسرحي السوري.

الناقد مالك صقور قدم أيضا ورقة بعنوان "نظرة عامة إلى النص المسرحي الحديث "ناقش فيها واقع التجربة المسرحية منذ عام 1958 وحتى الوقت الراهن مستشهداً بتجارب المسرح القومي والمسرح الجوال والمسرح العمالي والمسرح الشبيبي إذ كانت الانطلاقة الكبرى للفن المسرحي بظهور هامات تركت بصمات لا تمحى في الحركة العربية والدولية تمثلت بتجارب سعد الله ونوس وممدوح عدوان وفرحان بلبل ووليد إخلاصي وعلي عقلة عرسان وغيرهم.

يذكر أن ندوة "المسرح السوري المعاصر..آفاق وتحديات" مستمرة حتى صباح اليوم الإثنين حيث تقام الجلسة الثانية صباحاً في مكتبة الأسد ويشارك فيها كل من الدكتور سامر عمران بورقة تحمل عنوان "المعهد العالي للفنون المسرحية..واقع وآفاق" والباحث جمال عبود في ورقة عن "الحكواتي في المسرح" والدكتور عبدالكريم محمد حسين بورقة بعنوان "الوحدات الثلاث في مسرحية عبد الله الأخرس".

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz