دام برس:
افتتح المخرج جود سعيد يوم أمس عروض فيلمه (صديقي الأخير) في سينما الكندي بدمشق، برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح، وحضور مدير مؤسسة السينما محمد الأحمد ومدير المسارح والموسيقا عماد جلول وفريق عمل الفيلم.
الفيلم من إنتاج مؤسسة السينما وشركة فردوس دراما، بطولة عبد اللطيف عبد الحميد، مكسيم خليل، عبد المنعم عمايري، لورا أبو أسعد، فادي صبيح، هبة نور، ونخبة من نجوم الفن السوري، في وجبة من الحياة الغارقة بالألم، المثقلة بوجع الموت والمبادئ وصراع القيم والحق والضعف في مواجهة النفوذ والسلطة، تتقاطع شخصياته مع هموم الوطن الحاضن لجميع ماسبق ذكره، في حكاية صداقة بين رجلين يجمعهما تعب الحياة في زمن تغيب عن ألوانه الأخلاق ويفرقهما الموت الذي لم يتح لهما فرصة اللقاء أساساً..صداقة تجبر المحقق يوسف على الغوص في غياهب وعوالم حياة الدكتور خالد بعد أن دفعه وجع الحياة إلى الانتحار ليلة رأس السنة 2011 تاركاً ورائه طفلة متبناة ووصية مسجلة على شريط فيديو وإرثاً من الحكايات المؤلمة...صداقة تفتش عن غير قصد على وطن يسكننا ونعشقه.
مدير مؤسسة السينما محمد الأحمد افتتح العرض بكلمة تحدث فيها عن أولويات السينما وأهدافها في بلوغ المستوى المنشود لها خاصة بعد النجاحات والتقدم الذي حققته في الآونة الأخيرة وخطتها بدعم المشاريع الشبابية الجديدة بعد أن أولت وزارة الثقافة المؤسسة عنايتها ورعايتها ورفعت سقف الإنتاج السنوي من فيلم واحد إلى خمسة أفلام طويلة، ومن عشرة أفلام قصيرة إلى الخمسة والعشرين.
هذا وقد أهدى مخرج الفيلم جود سعيد عمله لروح الشهيد أحمد العص منفذ الديكور، وإلى فيلمي (العاشق) و(مريم) اللذين منعا مع (صديقي الأخير) من العرض في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير بعد أن "مورست بحقهما الحرية بأبهى صورها" بحسب تعبير جود من قبل بعض الدول العربية التي تحتفي بثمار تلك الحرية، ورأى أن ما تقوم به مؤسسة السينما اليوم إنجازاً بطولياً عظيماً لأنها تصنع مستقبلاً وتشارك في بناء غدٍ لن يفهم معناه من يعيش أنانية اللحظة خاصة ونحن نحيا ظروفاً استثنائية تجعل أي سبيل للحياة كفاحاً بحد ذاته، وعبّر جود عن سعادته ورضاه بعد عرض الفيلم وأمله في أن يلاقي حضوراً جماهيرياً يرقى لرغبتهم في الحياة في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد، وعن تحضيراته لعمله الجديد (بانتظار الخريف) قال جود أن مرحلة التحضير النهائي في خواتيمها ويتجه للتصوير في غضون شهر ونصف على الأكثر في محافظة طرطوس تحديداً لأن حكايته الجديدة ريفية الهوية.
وعن تجربته في بطولة الفيلم أمام كاميرا المخرج الشاب قال بطل العمل الفنان عبد اللطيف عبد الحميد أنه أحب الشخصية التي أداها وعلى المستوى الشخصي هو مع دعم مشاريع الشباب والأخذ بيدهم، كما أنه راضٍ تماماً عن الفيلم.
من جهته عبّر الفنان فادي صبيح عن سروره بالإقبال الذي أعاد للحياة روحها، ورضاه عن الفيلم بعنوانه العريض بالرغم من بعض الملاحظات الفنية الصغيرة.
من كواليس الحضور توجه الفنّان مصطفى الخاني إلى أسرة الفيلم بالتهنئة والشكر بعد قاموا بجهد جبار من خلال تقديم عملٍ سينمائي في ظل ظروف كالتي نعيشها، أما عن السينما السورية، تحدث الخاني عن أزمة إنتاج حقيقية تعاني منها هذه الصناعة من حيث الهوية والضعف المادي الذي تعانيه بسبب غياب التمويل وافتقارها إلى دعم وتشجيع القطاع الخاص ما دفع أصحاب المواهب بالتوجه إلى مشاريع الأفلام القصيرة التي لا تقل بكثير أهمية عن الأفلام الطويلة طالما أنها تفتح الباب أمام هؤلاء الشباب في البحث عن فرصة لتحقيق أحلامهم في إنجاز أفلام طويلة.
يتابع الفيلم عروضه بشكل يومي في تمام الساعة الخامسة في سينما الكندي، ويبدأ يوم السابع من حزيران عروضه في المركز الثقافي باللاذقية، وفي التاسع من الشهر ذاته يعرض "صديقي الأخير" بصالة سينما "الكندي" بطرطوس، وبصالات المراكز الثقافية في كل من صافيتا، جبلة، سلحب، مصياف، حمص، شهبا، والسويداء.
سناء علي