ضيفتي نجمة موهبة، جميلة ومحاورة متمكنة، وتدرك تماماً من أين تأكل الكتف، صريحة و وفية، واستطاعت أن تلفت النظر إليها في أي مجال دخلت إليه، من الإعلانات لعروض الأزياء وصولاً للتمثيل والتقديم، ضيفتي هي النجمة اللبنانية " كاتيا كعدي " والتي حاورتها بكل ما يحكى عنها وعن كواليس هذه المهن فأجابتني بشفافية
1_ " دقوا على الخشب "، ضيفتي فتاة إعلانات،عارضة أزياء، مقدمة برامج وممثلة، فهل كل هذا التنوع يؤكد بأنك متميزة ومتعددة المواهب أم سياستنا المتبعة هي " حسب السوق بنسوق " ؟
لا ليس كذلك، بالعكس لدي طاقة لم أفجرها بعد وما أعطيته لغاية الآن 40% فقط، فأنا دائماً أدافع عن المرأة المثقفة الجميلة إذا دخلت عالم التمثيل أو التقديم لأن هذا المجال بحاجة إلى ثقافة والموضوع بحاجة لغربال، فليس كل جميلة يجب أن تظهر على الهواء وهذا ما يؤكد غياب الكثيرات من الجميلات عن الشاشة، وعملي لمدة 12 عام بمجال التقديم يؤكد بأن هذه المقدمة تُدرب نفسها وتسعى لتطويرها وعلى قدر من المسؤولية وخاصةً بأن الفكرة والإعداد والتنسيق في برامجي تكون لي فالإعداد شيء جداً مهم لأن التقديم ليس فقط مذيعة جميلة تقرأ أسئلة محضرة لها سلفاً وكل ما عليها هو قرأتها .
2_ لدينا مثل شامي يقول : " يلي ببدل كاروه بيقل مقداروه "، كما لديكم مثل لبناني يقول : " مسبع الكارات قليل البركات "، ما رأيك ؟
عندما يكون لديك قدرة وموهبة تخلق معك ويمكنك العطاء والنجاح هذا هو الشيء المهم، فعندما مثلت وتوقفت لأن تركيزي كان وقتها منصب نحو التقديم من أجل أن لا يقال عني هذا المثل، والحمد لله نجحت وأعتبر التقديم مهنتي وأصبحت أمتلك خبرة بعد معايشتي للمهنة وهنا ثقلي، كما أن التمثيل بدأت به قبل التقديم وذلك في سورية وقدمت أدوار بالفصحى إضافةً لوقوفي أمام نجوم كبار وهذا شيء مخيف، والجمهور طالبني بالعودة للتمثيل وعودتي إليه كان ناتجاً عن امتلاكِ قدرة تمثيله أود أن أظهرها من وقت لآخر .
3_ يعني ذلك بأن التقديم يأتي أولاً من حيث أولوياتك ثم التمثيل ؟
لا هما بنفس المستوى تقريباً، ففي التقديم تكون أنت المسيطر ويجب أن تتمتع بسرعة البديهة لكي تحاور وتسأل والبرامج الحوارية ليست سهلة ويمكنك معرفة مدى نجاح المقدم من خلال ال live وعلى المسرح وأنا قدمت أكبر المهرجانات كجرش وهلا فبراير، فإن لم أكن على قدر هذه المسؤولية لما تواجدت هناك، فرهبة وجود عدد من الملايين أمامك بحد ذاته أمر يحسب له حساب، وفي التمثيل أنت بحاجة لإحساس جداً كبير لكي تستطيع تجسيد الدور وأن تكون مقنع لا أن تحفظ الدور عن ظهر قلب وتقوم بسرده دون أن تخطأ في تسميعه، كما عليك التنوع بالأدوار من أجل الاستمرار .
4_ نلاحظ بان فتيات الإعلان وعارضات الأزياء يتجهن من عملهن نحو التمثيل والممثلات بعدما يصبحن مشهورات يتجهن نحو الإعلانات، فكيف تقرئين هذه المفارقة ؟
هذه مفارقة صحيحة، فالممثلة تستفيد من اسمها وتستثمر شهرتها لصالح ماركة معينة مقابل مردود مالي مهم، وهذه حالة جيدة ففي الماضي كانوا يعارضون دخول العارضات لمجال التمثيل واليوم نرى الممثل النجم هو من يصور الإعلانات، وهذا ما يؤكد ما قلته لك قبل قليل عندما تكلمنا عن المقدرة والموهبة .
5_ مؤخراً باتت تكشف العديد من الملفات حول وكالات الأزياء اللبنانية والذي يوجد لغط حول عملها، ما رأيك بعمل هذه الوكالات وخاصة أنك لازمتها لفترة ؟
هذا الموضوع ليس فقط مرتبط بلبنان، ولكن ربما لأن لبنان بلد متحرر نوعاً ما دائماً يوجه إليه أصبع الاتهام، واليوم يوجد من يشوه لعارضات الأزياء وللوكالات وبتأكيد هنالك شيء ما يحدث في مكان ما، ودعني أقول لك بأنني أسمي الفترة التي بدأت بها بعرض الأزياء في سنة 92-93 هو " العصر الذهبي "، فوقتها كان لعرض الأزياء قيمته وفعلاً لم توجد وقتها أية شبهات وأخبار كالتي نسمعها اليوم، فكنا نسافر فعلاً بهدف عرض للأزياء ويشاهدوه كل الناس على عكس ما يحصل اليوم تراهم يسافرون من بلد لآخر ولا نرى أية عروض تذكر قد حصلت في تلك البلدان، وهؤلاء الذين يشكلون 15% هم من أساءوا لغيرهم وللأسف .
6_ هنالك مجال ربما فاتك ولا أدري إذا كنت ستدخلينه، كاتيا ألا تريدين اقتحام مجال الغناء ؟
لا .. لا، أنا ضد ولا أدعي هذا الموضوع ولا أفكر فيه، وفي الحقيقة منذ صغري كنت أقلد الممثلات، وأشعر بأنه يجب علي أن أظهر على الشاشة " كيف و ليش .. ما بعرف "، وعندما عرض علي التقديم من قبل art وافقت واتجهت من التمثيل إلى التقديم، ولو أردت أن أكون نجمة في التمثيل وقتها لفعلت ولكن موافقتي دليل بأني فتاة تفكر بعقلها و" بتشتغل ع حالها " وليس هدفها هو التواجد فقط .
7_ سبق وكان لك مشاركات في الدراما السورية من خلال مسلسل ( ياقوت ) إلى جانب الممثل القدير جمال سليمان والمخرج فردوس الأتاسي ومسلسل ( القصر ) مع المخرج محمد عزيزية، هل ترين بأن هذه التجربة خدمتك ولبت ما كنت تسعين إليه من نقلة نوعية في مسيرتك الفنية ؟ وهل لديك رغبة بالعودة ؟
أكيد أتمنى ذلك وكنت من أوائل اللبنانيات اللواتي عملن في الدراما السورية، وبالعكس خدمتني ودائماً أذكر هذه الخطوة بمقابلاتي، ويجب علي عندما سأكرر هذه الخطوة أن تكون بنفس المستوى الذي بدأت فيه .
8_ نرى لغاية اليوم كل من شاركوا في السينما المصرية هن مغنيات لبنانيات وليسوا ممثلات، ما السبب برأيك ؟ وهل لديك تطلعات نحو المشاركة في السينما المصرية ؟
فعلاً وللأسف، ربما هي الأدوار التي تحكم بأن تكون الشخصية تغني فيأخذون مغنية معروفة، ولقد عرض علي دور مطربة شعبية ولكني لم أحب ذلك لأنني إذا قررت الذهاب إلى مصر يجب أن أكون بمستوى دخول كل من الممثلتان " هند صبري ونور " للسينما المصرية بأدوار فيها تعب وعمل .. هكذا أريد الدخول حتى ولو كان دوري ضمن بطولة مشتركة وليس بطولة مطلقة .
9_ برأيك من هي المغنية اللبنانية التي تركت صدى أقوى لحضورها في السينما المصرية ( هيفاء وهبة، نيكول سابا، مادلين مطر، سيرين عبد النور، مايا نصري و رولا سعد ) ؟
أرى بأن هذه المشاركات بمثابة محاولات وهكذا أسميها، وربما تكون هيفاء لأنها معروفة ودخلت باسمها .. ومايا لديها محاولات جميلة و" عم تشتغل ع حالها " .. ومادلين كانت محاولة .. وسيرين أحبوها مع هنيدي، ولا يمكننا أن نحكم من خلال محاولة وحيدة فيجب أن يقدموا عدة أدوار مختلفة وقتها يمكننا أطلاق الأحكام لأن الاستمرارية هي الأهم .
10_ ما هي مشاريعك القادمة ؟
أنشاء الله هناك مسلسل لبناني قيد الدراسة، وحالياً أفكر ببرنامج على قناة /المرأة العربية/ كمجلة أسبوعية لأن جرت العادة بأن تكون برامجي فنية، يعرض لي حالياً على قناة سورية مسلسل ( يا صديقي ) وهو بمثابة عودة جميلة لي مع المخرج عمار رضوان، وربما سأقدم على تصوير فيلم إيراني وهو الفيلم الثاني والذي سبقه فيلم ( الطريق المسدود ) مع الممثل مجدي مشموشي ومجموعة من النجوم، عرض في إيران قبل 6 أشهر تقريباً ويتكلم عن الموساد وحزب الله والمقاومة، دوري مركب وألعب دور مزدوج كعضو في حزب الله وفجأة نراها عميلة للموساد، وأتمنى أن يعرض على الشاشات لكي يتاح للجميع رؤيته .
11_ ندرك كونك لبنانية بأنكم عندما تأكلون وتشربون تتحدثون بالسياسة، فكيف ترين الأوضاع السياسية الحالية انطلاقاً من بلدك لبنان وصولاً للثورات العربية ؟
اليوم " بطل فيك تقول لبنان " لأن لبنان بحكم موقعه الجغرافي أنحكم عليه كل هذه الصراعات كونها خارجية أكثر ما تكون داخلية، وما نشهده على الساحة العربية " حلو ومش حلو .. بيخوف وما بيخوف "، يعني إلى أي نتيجة سنصل وإلى أي سلام وإلى أي درجة سنصل بتحقيق المطالب التي أخرجت هذه الناس إلى الثورات وكم ستنقلب عكسياً علينا، ونحن بترقب دائم ولا يمكننا معرفة ما يجري هل هذه فعلاً ثورة من الشعب وسيصل كل بلد لحريته واستقلاله وإحلال الديمقراطية أم سنصل إلى حرب كبرى ؟! .. هذا هو السؤال الذي لم نجد بعد له جواب والأيام القادمة كفيلة بالإجابة، فالديمقراطية والاستقلالية جداً مهمة لأنه لا توجد وصايا نزلت تقول بأن هذا البلد وصي على ذاك البلد أو هذا البلد يجب أن يحكم هذا البلد، ومنذ أيام أصريت أن أرتدي فستان أبيض في إحدى المهرجانات وقلت لهم وقتها : أتمنى أن يكون هذا البياض بمثابة سلام يعم البلدان العربية وأن تكون الصحافة متجهة نحو الفن وعروض الأزياء بدلاً عن الأخبار السياسية والحرب .
*أخيراً سررت بلقائك كاتيا وأتمنى لك التوفيق وننتظر عودتك لسورية وسنكون أول المرحبين بكٍ فأنت مازلت بين أهلك وشكراً لكِ ...
بالتأكيد وهذا دائماً ما أقوله سورية بلدي الثاني وهذا ليس شعاراً كما يفعل البعض عندما يتواجدون في مكان ما يقولون هذا بيتنا لأن انطلاقتي كانت من الشام بتصوير الإعلانات وعروض الأزياء وحقيقةً أشتاق لتلك الأيام، وأشعر بأنني كنت لغاية 98 نجمة في سورية ثم ذهبت إلى art وهياt.v والتمثيل فزادت شهرتي عربياً والوفاء من الأساسيات لدي، كما أتمنى أن تكون عودتي للدراما السورية قريبة لأنني ابتعدت جسدياً ولكن روحياً ومعنوياً سورية أعطتني الكثير ولاحظت من خلال ردود الفعل بأن الناس ما زالت ذاكره للإعلانات والمسلسلات التي صورتها هنا رغم مرور ما يزيد عن 10 سنوات عليها وهذا يسرني، وشكراً لك محمد على هذا اللقاء الممتع ولموقعكم الكريم .
حوار : محمد قاسم الساس
mohamadsass@yahoo.com