دام برس - بلال سليطين :

مائة طفل سوري من محافظات مختلفة رددوا معاً أغاني الطفولة والوطن، أغانٍ لطالما سمعناها واعتادت آذاننا عليها، وبات لها في داخلنا ذكرى خالدة، فهي تستنهض أحاسيسنا ومشاعرنا وطفولتنا.

الأطفال الذين بدؤوا حفلهم بالنشيد الوطني، كانوا قد تدربوا على مدى الأشهر الأربعة الماضية في البيت العربي للموسيقى، الذي يقيم احتفاليته السنوية لهذا العام بعنوان "أيام البيت العربي"، حيث بدأت بكورال الأطفال وأوركسترا البيت العربي، يليه فرقة الغيتارات، وختامه بفرقة الكورال.

يقول "بيرج قسيس" وهو قائد الأوركسترا لدام برس معلقاً على الاحتفالية:«هذا موسم القطاف، بالنسبة لنا، وهو مثل العيد، الإنسان دائماً بحاجة نقطة يسعى للوصول لها في لحظة معينة لكي يكون التدريب معه مجدي، مثل أن تنتظر العيد لكي تفرح به، هذا الحفل شبيه بذلك لكن مع فرق أن الطلبة يشدون الهمة لكي يصلون له».

وأضاف "قسيس" متحدثاً عن ظروف التحضير:«في ظل الظروف الحالية بات العمل صعباً جداً ومع ذلك فنحن نعمل، إنني أنظم وقتي على وقت التيار الكهربائي، وأستيقظ بعد منتصف الليل لاستثمار الوقت الذي تأتي فيه الكهرباء لكي أحضّر النوط، وهندسة الصوت وما إلى ذلك».

حضر الحفل في اليوم الاول جمهور كبير، كان من بينه الباحث والمؤلف الموسيقي "زياد عجان"، يقول "عجان":«لاشك أن الشكر الأكبر للأهل، صحيح أن الناحية الفنية مهمة، لكن الأهم التعاون من قبل الأطفال احترامهم للوقت، جدية التقديم والعطاء، وبالتالي نحن نؤسس جيلاً ملتزماً، منضبطاً، محترماً وموسيقياً».

وأضاف "عجان":«الكورال كان جيداً وقدم أداءً بدون أخطاء وغنوا بأريحية، كما أعجبني بشكل خاص عازفو البيانو، حتى عازفو الكمان كانوا متميزين».

من جانبه قال "ياسر دريباتي" مدير البيت العربي للموسيقى:«الاحتفالية باتت حدثاً سنوياً للبيت العربي يقدم من خلاله نتاجه خلال عام، وهو الحفل السنوي الحادي عشر.

احتفالية اليوم شهدت ولادة مشروعين، هما كورال أطفال سورية وهو مشروع موسيقي غنائي تنموي، يقدم أغنية للأطفال، وعملنا عليه في البيت العربي، واخترنا الأطفال من أكثر من مدرسة وينحدرون من عدة محافظات سورية، وفسحنا لهم مجال اختيار الأغاني التي يحبون، وأقمنا لهم بروفا لكتابة الأغاني.

وأردنا أن تكون هذه الأغاني تمس الأطفال، وهي الخطوة الأولى في المشروع وهو يقام بالتعاون مع فرع الطلائع».

ورداً على سؤال حول إمكانية كتابة الأغاني من قبل الأطفال أنفسهم قال "دريباتي"«هو طموحنا، لكن هو مشروع يحتاج لوقت أكبر وإمكانيات أكبر، وقد كان هناك محاولة في هذا المجال، لكن تحفيز الأطفال على ذلك ليس أمراً سهلاً، وهو لا يعود فقط للأطفال وإنما يعود للمزاج العام والثقافة العامة».

وأضاف "دريباتي" حول نفس الموضوع:«فكرتنا ستبقى أن يغني الأطفال بلسانهم وليس بلسان الكبار، فالأطفال يسمعون أغاني الكبار ويغنون بلسانهم، وهذا يجب أن يتغير ويجب أن يغنوا بلسانهم».

وختم دريباتي متحدثاً عن الواقع الموسيقي في المحافظة:« الواقع إلى حد بعيد، سلبي، لكن إرادة الحياة، وإرادة المؤسسة أقوى».