دام برس - لجين اسماعيل :
أقيم اليوم بالتعاون بين وزارة الثقافة و جمعية الحرف لاتّحاد الحرفيين معرضاً للحرف التراثية السورية في كلٍّ من قصر العظم وخان أسعد باشا ، في إطار التشجيع لهذه الحرف ودعم أصحابها  .
وقد شهد هذا المعرض زيارة السيدة وزيرة الثقافة لبانة مشوّح  بالتزامن مع الوفد الكوري ، والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية و الإعلامية  في رئاسة الجمهورية .
و تمّ خلال الجولة التعريف بالأماكن المتواجدين فيها  خان أسعد باشا ذلك التصميم المعماري الذي يعود إلى عهد العثمانيين حيث صنعت نوافذه و أبوابه من الخشب الرومي ، و تم استعراض جميع اللوحات التراثية و التحدث مع أصحابها عن آلية عملها ، فقد تضمنت حرفا متنوعة و من مختلف المجالات من صناعة سجاد ونقش فسيفساء و حياكة على الطريقة التقليدية القديمة و زخرفة و نقش على الزجاج  ورسم على السيراميك ، و أثنوا على أصحاب المهن عملهم وجهودهم وسعيهم لإغناء التراث العربي  و لإحياء هذه المهن من جديد لما كانت تملكه من أهمية سابقاً .
و كانت المحطة الثانية للجولة الثقافية مع الوفد الكوري قصر العظم الذي يمثل اليوم تحفة معمارية و أمثولة للبيت الدمشقي المتكامل و مأثرة معمارية فريدة بلغ فيها فن العمارة الإسلامية والدمشقية قمة الإبداع والانسجام مع روح الزمان والمكان والسكان.
كما تمت الإشارة إلى عهد السلطان أسعد باشا الذي أراد في قصر العظم إرثاً معمارياً دمشقياً و إرثاً حضارياً إسلامياً متوافقاً مع قوة الدولة العثمانية .
تم أخذ الوفد بجولة في القاعات والغرف  المزخرفة زخرفة هندسية دمشقية  متزامنة مع روائح عرائش الياسمين الدمشقي  كما زاروا الغرف و القاعات التي تشهد تنوعاً كبيراً من التحف و المقتنيات الدمشقية و التقليدية التي تحكي قصة شعبية عن الحياة اليومية في البيت الدمشقي .
وبهذا الشأن صرّحت وزيرة الثقافة بأن الوزارة تعمل على إعادة جميع الحرف التراثية  و إحيائها من جديد بهذا المكان .
و عن دور المعارض قالت أنّها جاءت تشجيعاً لأصحاب المهن و إحياءً لها  و استمراراً لديمومتها  و تعريفاً بها للزائرين الذين يزيّنون المكان ، فالمكان الخالي يغدو حجارة بلا حياة  على حدّ تعبيرها .
و جاءت هذه الحرف كعوامل جذب للزائرين  ، متمنيّة دوام الازدهار ، و أن تصبح الحرف رافداً هاماً في المجتمع .
و فيما يتعلّق بالمهن التراثية و ممارستها قالت أن توثيق مثل هذه الفعاليات تأتي من مهمة الآثار و المتاحف ، و أضافت :  " أطلقنا مشروعاً هاماً يسمًى توثيق التراث  فإذا توقّف البعض عن ممارسة مهنته يستأنف القيام به آخرون لذلك تم تشكيل لجنة في خان أسعد باشا من خبراء ووضعت برامج تأهيل وتدريب  ،  و تمّ اختيار عدد من المهن سيتم الإقلاع بها  ، و هذا سيكون جزءاً من دورات الثقافة  الشعبية التي تقيمها الوزارة  .
و لفتت إلى أنّ هذه المعاهد لن تكون بالشكل التقليدي في معاهد ثقافية بل ستكون في بيوت تراثية  حيث أماكن تواجدها .
و اختتمت القول بأنها تراهن على أن هذه الحرف ستلقى الإقبال الكبير على نطاق واسع .
و من جانبها مديرة الخان غادة سليمان أشارت إلى تنوع الحرف المتواجدة في المعرض  ، و أهمية المبنى الأثري لاستعادة وإحياء التراث .
و جاء هذا المعرض لتعريف السوريين بتاريخنا و تراثنا حيث أنّ معظم الجيل الجديد يجهل معظم هذه المهن و الحرف التراثية .

تصوير : تغريد محمد