دام برس :
الأدب الوطني الملتزم والوجداني والإنساني كان عنوان المشاركات الشعرية في المهرجان الثقافي المنوع الذي أقامته دار شعر بمشاركة مجموعة من الأدباء الفنانين والعازفين في بيت جبري بدمشق القديمة مساء أمس 29/4 . وعبرت الكاتبة والإعلامية الروسية أنهار كوتشنيغا المراسلة لعدد من الصحف الروسية ولتلفزيون كازاخستان عن تضامنها مع شعب سورية معتبرة أن السوريين شعب يحب الثقافة والحياة ولا يرغب بكل ما يجري حوله.

وجسدت مشاركة الشاعرة ليندا عبد الباقي حالة غزل طرزتها بجمال الطبيعة والسماء حتى تخلق حالة شفافة بين القارئ والنص دون أن تتخلى عن الموسيقا الداخلية للعاطفة الشعرية التي كانت سببا بوجود النص قالت في قصيدة تعال .. تعال نراقص الماء ... نجمة نجمة حتى نعزف لحن الشمس ... ونترك الليل .. يشرب البحر موجة موجة.
ووصفت الشاعرة جوينة أباظة الشاعر بأنه إنسان محمل الجمال وقادم مع النسيم يمكن أن يتبدل حسب الألم والفرح ليشكل ما يعتريه من تحولات إنسانية يعيشها تقول في قصيدة الشاعر .. ساكن ذاك الربيع ... قادم مع البرق .. وزفرات النسيم منسكب كجمر زمن الصقيع توقظ لهيب الصمت في ذاكرة الشغف في حين شبه الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق مدينة حماة بالتبر والماس لكونها تشكل له جزءا من حياته ودما يسير في شريانه لعله عاش فيها أيام طفولته وأحلامه يقول في قصيدة حماة أم الفداء ونهرها العاصي معشوقة للكون والناس يغفو الربيع بنهرها ثملا مفروشة بالتبر والماس حتى النواعير التي ملأت بالماء تشدو عبرأنفاسي
وفي مشاركتها عبرت شيرين حبش عن خلجات أنثى تأثرت بالمفاجات فانعكس الحب في كلماتها لهفة وشوقا لتصل إلى حلم بعيد يفوق جمال كل ما هو في الأرض تقول في نصها ذات ليلة..
ذات ليلة في معبد الهوى .... توجتني آلهة أغرقتني في بحر مفاجأة تلعثمت روحي وتلعثمت روحك .... حتى بلغنا حدود المدى.
وقرأت هناء داوودي نصا بعنوان "يوما ما" موغل بالحداثة والنثر الى انه يحمل مشاعر امراة ترتقي لتصل إلى الشعور بالمسؤولية العاطفية والانسانية تقول ..
يوما ما سينوء قلبك بذنبي.. ستأتيني موشوما بإثمك.. ستنحني لكبريائي وتقر بكامل ذنبك لن يرق لخيبتك قلبي.. سأهرق كؤوس المغفرة.
كما ألقى الأديب شكري سوباري نصا بعنوان وجودي جسد خلاله مشاعر الإنسانية التي يحس بها الشاعر حيال الحرمان والألم والأمل ولاسيما أن الغربة كانت سببا ودافعا لكتابة نصه الذي يقول فيه هي النار التي تملك قلبي.. للقاء يذوب في دمي حين روحي سكنته الحرمان والدموع استوطنت في عيناي
كما رأى الدكتور علي السمان في نصه أن الإنسان أصبح مخطئا حتى تجاوز حدوده في اقتراف لذنب والخطيئة إلى درجة القتل حتى دخل في دائرة كره كل من يقترف ذنبا تجاه الإنسان فقال في قصيدة عتاب تعلمت يا أول الخطيئة الأسماء كلها.. وما أوتينا من العلم إلا قليلا غفر ذنبك.. وذنوبنا تحبس قطر السماء.
كما قدم بعض الشعراء الشباب وهم محمد لبابيدي ولجين حمزة وحسام سلطان وحسين حسين بعض النصوص النثرية التي دلت على محاولات تعد بمستقبل اذا ما اشتغل عليها اصحابها وصقلوها بالثقافة والقراءة والمتابعة.
في حين قدم الأديب أحمد صالح نصار قراءة نقدية تناول فيها اللغة العربية وادوات النقد بصفة اللغة أداة معتبرا لأن الشعر يتجاوز في تشكيله اللغوي منطق اللغة العادية وهذا ما رآه ينطبق على القصة القصيرة فهي إذا لم تحمل لغة شعرية في طياتها واجهت لغة سرد وذهبت نحو الرواية بعيدا عن التكثيف والعناصر الحقيقية للقصة.
وقرأ الشاعر محمد الخضر نصا بعنوان تداعيات الغياب الحزين صور من خلاله قصة حب دارت بين اثنين إلا أن الأزمة ومن افتعلها حالت بين الحبيبين وجعلت كل واحد منهما في مكان يعيش على التهديد والوعيد ويقول ..
هذا الصباح جمال وجهك والسنا يستقبلون قصيدتي حتى أنا ساءلتني طال الغياب وكنت أنظر حولنا ... في لهف كي نلتقي أو نستفيق على المنى.
وقدم الفنان عدنان فريد مجموعة من الأغاني للفنان فريد الأطرش رافقه على الناي ابراهيم الشيخ عمر وعلى البزق شكري صوباي إضافة إلى مجموعة من الأغاني الأصيلة الأخرى التي غناها أهم الفنانين السوريين.