Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 14:36:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الفنان التشكيلي منصور إبراهيم لدام برس: أنا حزين إلى حد الكآبة لما يجري في وطني علماً .. والمطعم لم يكن سبباً في أن أكون نحاتاً أو بناءً لأني جئته نحاتاً وبناءً

دام برس - اللاذقية - عاطف عفيف:
دخلنا أحد المنشآت السياحية على طريق اتوستراد بيت ياشوط في منطقة  تتوسط عدة جبال خضراء من أروع مناطق محافظة اللاذقية وربما العالم، وما جذبنا للحديث عن هذا الموضوع أن جداران هذه المنشأة تحولت بكاملها إلى لوحات فنية مشغولة ومعمولة قطعة قطعة من الصخر الطبيعي باسلوب الفسيفساء يحاكي طريقة الفسيفساء السوري القديم، تلك اللوحات تفوح منها رائحة الأصالة والتاريخ والتراث ، ففي المدخل تطالعك لوحة جدارية عن تدمر بأقواسها وأعمدتها الشامخة وتنتقل بين الجدران لترى لوحات تحكي قصصاً عن تراثنا وبيئتنا الغنية، هذا العمل الفريد دفع دام برس لإجراء هذا اللقاء مع صاحب اليد السحرية الفنان منصور ابراهيم  الذي قام بتشكيل هذه المبنى من ألفه إلى يائه وأراده أن يكون مرسماً أو ملتقى ثقافي لكن شاءت الظروف أن يتحول لمنشأة سياحية اقتصادية:
جدران تحكي
- من أين انطلقت فكرة إقامة المطعم" الرامات" بهذا الشكل ، ولماذا وضعت فيه الكثير من التفاصيل على جدرانه وكأنك تريدها أن تحكي قصصاً معينة..؟
-- لم تكن الفكرة في البداية فكرة مطعم بل كانت فكرة إنشاء محترف للرسم والنحت في هذه البقعة الجميلة من العالم ، لكنها تحولت إلى مطعم بضغوط من بعض الأصدقاء الذين أقنعوني بأنك تستطيع أن تفعل هذا المطعم إلى ما يشبه ملتقى ثقافي تقول من خلاله ما تشاء ويكون متاحاً لآخرين قد لا يقصدونك لو بقي مرسماً خاصاً للإطلاع على ما تريد قوله، أما عن التفاصيل على الجدران عندما دخلنا حيز التنفيذ واستخدمنا الحجر الطبيعي في البناء والعمارة الداخلية والديكور بالأسلوب السوري القديم ذهب المشهد العام باتجاه الترف وهو ما أحاول أن أبتعد عنه في حياتي، فكان الحل بنشر بعض اللوحات التي تحمل تفاصيل إنسانية بسيطة لأشده أكثر إلى ما يشبهني _ إلى البساطة.
- لماذا استمريت ببنائه كل هذا الوقت والذي استغرق أكثر من عشر سنوات بينما كان بالإمكان بناؤه خلال سنة ؟
-- حول الزمن الذي استغرقه البناء أعتقد أن التفاصيل الموجودة فيه والمنتشرة على جدرانه تجيب على سؤالك فكل حجر وضع هنا أخذ وقته الكافي في المعالجة والتركيب وهذا النوع من الإنشاءات اليدوية يحتاج إلى وقت طويل فأحيانا لإيجاد قطعة صغيرة مناسبة لإحدى اللوحات قد تستغرق عدة أيام ؟
- هل كان المطعم سبباً في أن تصبح نحاتاً وبناءً..؟
-- المطعم لم يكن سبباً في أن أكون نحاتاً أو بناءً لأني جئته نحاتاً وبناءً لكن العمل فيه أضاف إلي بعض الخبرة خاصة في التقنيات .

فسيفساء سوري قديم
- كيف قمت بتشكيل هذه اللوحات الرخامية  الجميلة  على الجدران وكيف تكيفت مع ألوان الصخر..؟
-- أنا أقوم بوضع تصميم اللوحة وفرز ألوانها واختيار الأحجار المناسبة من حيث اللون وبمساعدة بعض المهنيين نقوم بتقطيعها ومعالجتها ووضعها في المكان المناسب، وهذا الأسلوب هو امتداد لفن الفسيفساء السوري القديم منذ آلاف السنين - وسورية بلد غني بالأحجار الملونة ونستعين في بعض الأحيان  بالرخام المستورد الملون من كافة أنحاء العالم .
- أردت أن تكون المنشأة ملتقى فني وثقافي وأدبي وليس مجرد مطعم في الوقت الذي يلهث أغلب المستثمرين في هذا المجال لتكديس الأموال ..؟
-- نعم أردت أن تكون المنشأة ملتقى فني وثقافي وأدبي وأنا مصر على ذلك وأن تكون كذلك فهذا طبيعي لأن الحميمية التي نفذتها بها تفرض علي ذلك أخلاقياً وسأكون سعيداً جداً بذلك، وعن المال لدي ما يكفيني مع عائلتي ولا أطمح أكثر من هذا.
بدايات فنية منذ الطفولة
- كيف كانت البدايات الفنية  وكيف ولدت بذور الفن على يدي منصور ..؟
-- منذ الطفولة كان لدي ما لفت انتباه كل المحيطين والمعنيين بتربيتي أنني أرسم بشكل متميز رغم أني لم أكن محاطاً بأي رسام أو نحات سوى أحد أجدادي من جهة والدتي والذي كان نجاراً لأدوات الفلاحة  وكنت انهمك وأنشغل دائماً بمراقبته من الصباح وحتى المساء كيف تخرج من بين أصابعه ويديه تلك الأدوات وكيف يشكل ويخلق من الخشب وبعض المواد الأخرى أشياء أخرى أبداعية مفيدة.
قد تكون بذور الفن لدى البعض فطرية لكن تحتاج إلى دراسات معمقة لصقلها وتوجيهها، إنها بحث دائم يستمر ما استمرت الحياة .
- ما هي المواضيع التي تستهوي الفنان منصور ..؟
-- تشغلني في جميع أعمالي إن كان في إطار الرسم أو النحت التفاصيل الإنسانية وأحاول أن أعبر عن هذا الإنسان من خلال أدواته التي يستخدمها.
ارتباط بالتراث والبيئة
- ما مدى ارتباطك بالبيئة المحيطة والتراث..؟
-- أنا شديد الارتباط بالبيئة والتراث وهذا بالنسبة لي هو القاعدة والأساس في تكون الأشياء وتطورها ، نحن أبناء إرث حضاري عمره أكثر من أحد عشر ألف سنة ولا يمكننا تجاهله ، سورية مركز الأرض وما تركه الإنسان السوري على هذه الأرض لا يمكن إغفاله وهذا أحد أسرار الصراع على سورية .
- كيف هي علاقة منصور الفنان بالألوان..؟
-- أحب كل الألوان ولا أفضلية لأي لون عندي ،أميل قليلاً إلى اللون الأصفر مع الأبيض وهي ألوان الضوء - ويبدو السبب لأننا في محيط مظلم
- ما هي أسس النجاح لأي فنان..؟
-- لا نجاح إلا بالعمل والبحث والتعب والصدق في التعاطي مع كل ما تريد التعبير عنه.
 طفولة في الجولان
- سمعت أنك قضيت جزء من طفولتك بالجولان هل لذلك أثر في مسيرتك الفنية..؟
-- ولدت في قطنا بريف دمشق وانتقلت بعد عام مع والدي إلى الجولان ، ولا زالت بعض الصور من مسعدة والقلع والقنيطرة ترافقني إلى اليوم ولا أخفي الأثر الكبير  لهزيمة عام 1967 وترحيلنا كأطفال في سيارة عسكرية مع ما خف حمله إلى ضيعتنا في اللاذقية  هذا ما خلف أثراً كبيراً على تركيب شخصيتي فيما بعدها، وأقول لك بصدق أنني لن أنسى وهذا ما يعرفه الكثيرون من حولي أن لي في ذمة الكيان الإسرائيلي الغاصب كل ألعاب طفولتي وصورها عندي ولن أتنازل عنها في أية تسوية قد تحصل ولا أفوض أحداً غيري في بحثها إلا ورثتي.   
 
- أين منصور من الأزمة الحالية وكيف أثرت فيه إنسانياً  وفنياً ..؟
-- أنا حزين إلى حد الكآبة لما يجري في وطني علماً أنني من القلائل الذين لم يفاجئوا كثيراً بالمعنى السياسي ، لكنني فوجئت على مقدرة السوري " الإنسان السوري" كائناً من يكن على كل هذا القتل وكل هذا الخراب وكل هذه الفظائع التي ارتكبت .
 

الوسوم (Tags)

الفنان   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz