دام برس :
لم تكن اجتماعات مؤتمر القمة العربية في السنوات الأخيرة ذات قيمة ، كما أنه لم يصدر عنها نتائج ولو كانت على مستوى التنديد أو الإدانة، في السابق كان وجود الجمهورية العربية السورية ممثلاً بالقائد الخالد حافظ الأسد وصولاً إلى السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد له تأثير واضح في المسار السياسي للأمة العربية .
لم يستطع في حينها أشباه الرجال أن يجاهروا بولائهم لبني صهيون، في وقتها كانت القدس هي البوصلة رغم وجود من باع القضية في فنادق الدول الأوروبية إلا أن سلاح الردع السوري والمتمثل بدعم حركات المقاومة وتحديداً في فلسطين ولبنان له أثره على مسار القمم العربية.
قبيل خديعة الربيع العربي كانت الجمهورية العربية السورية رأس الحربة في مشروع المقاومة وكانت فلسطين هي الهدف المنشود وفي كواليس تلك القمم كان أعراب الخليج ومعهم أتباع بني صهيون يسعون إلى إيجاد طريقة لحفظ ماء الوجه إن وجد، ومن مقاطعة لبعض الدول إلى خلافات حادة وتضارب بالآراء والأيدي إلى ورقة للسلام مع العدو الصهيوني ، حتى وصلوا إلى خطة ممنهجة لتدمير محور المقاومة وإسقاط حكومات شرعية تحت عناوين براقة ، فكيف لدولة مغتصبة لا تمتلك دستوراً أن تدعم ما سمي بحركات التحرر ؟ وكيف لنا أن نقتنع بأن أحوال ليبيا اليوم أفضل مما كانت عليه في العهد السابق ؟
أين هي الحرية في تونس ومصر ؟ وهل طائرات تحالف الأعراب تنثر الحرية في اليمن السعيد ؟ والسؤال هنا .. أين كانت تلك الطائرات يوم دمر قطاع غزة ؟
اليوم وعلى الرغم من تجميد عضوية الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية وعدم حضور القيادة السياسية لمؤتمرات القمة إلا أنها حاضرة وبقوة وعبر علمها وبالتالي فقد خسر أعراب الخليج ومن تآمر معهم على تغيير وجه التاريخ.
وليس بعيداً عن السياسة فانتصارات الجيش العربي السوري ومعه محور المقاومة والحلفاء قد شكل رسالة واضحة إلى النائمين في قاعة الاجتماعات في الأردن مفادها أن التاريخ يكتب بدماء الشهداء وأن الحق يعلوا ولا يعلى عليه وسورية كانت وستبقى قبلة العروبة وحصنها الحصين.
