توقفت الطائرات وأغلقت المطارات وعلقت الرحلات ,  113 مطار أوربي يغلق أبوابه الجوية أمام الملاحة العالمية . وأكثر من / 63 / ألف رحلة طيران تلغى وتحولت صالات المطارات إلى مهاجع للمسافرين وبدأت المطارات بتزويدهم بالأسرة والأغطية فضلاً عن خسائر المصدرين والمستوردين .

 غدت أوروبا شبه معزولة منذ أيام عن العالم الخارجي وهي تواجه أكبر عطل للنقل الجوي ... سحب ...غاز ....دخان .... بركان يصيب قارة كاملة بالذعر والخوف ويشل حركتها الجوية . فكيف لو انفجرت عدة براكين

جزيرة صغيرة نائية شمال المحيط الأطلسي يثور منها بركان صغير من تحت نهر جليدي فيحدث فزعاً كبيراً فإن قارة أوروبا بأسرها دون أن يحدث فيها أي ضرر وهذا من أن دولة البركان لم تتأثر بما حدث لأن التيارات الهوائية حملت ذرات الغبار بعيداً عنها تهبط طائرات دون قلق أو خوف .

أنه أمر ليستدعي منا التأمل والتفكير ومع ذلك فإننا نجد الآن من لا يتأثر ولا يخاف ولا يتعظ .

أن ما حدث هو الشاهد على قدرة الله جل جلاله وعظمته . أرانا عجائب قدرته ودلائل قوته فيما خلق وقدَر وبأنه قادر على كل شيء فالمؤمن قلبه يخشع والكافر يستمر في عصيانه وكفره دون أن يخشع قلبه لقدرة الله جل جلاله .

فلو فكرنا ماذا صنعت الدول بأجهزتها وقوتها أمام هذا البركان ما استطاعوا إيقافه أو منعه ؟ إنهم يشاهدون ما يحدث دون أن يفعلوا شيئأً مع كل ما توصلوا إليه من علوم وتقنيات ومخترعات !!

فأين قوتهم وقدرتهم وأبحاثهم ومكتشفاتهم !!!!

لقد غدا علماء البيئة والأرض والأرصاد في حيرة من أمرهم فالبعض يقول بأن البركان سيهدأ والبعض الآخر يقول سيزداد والبعض حائر لا يدري متى سيتوقف والبعض يقول إن الأسوأ لم يأت بعد !!

وهذا برهان إلى أن وقع قدر الله فلا تنفع حينئذٍ مراكز الدراسات الاستراتيجية الاهتزازية ولا أجهزة التحكم ولا مراكز الأبحاث .

أمام هذه الكارثة الاقتصادية لشركات الطيران العالمية والطلب على القطارات والباصات ونشطت شركات السكك الحديدية .

فعندما نشاهد منظر الناس في المطارات وقوفهم على المقاعد وما حل بهم من تعب وقلق الحمد الله على النعمة التي أطعمنا إياها وأشعرنا فيه بالراحة والأمان ونسأله أن يديم علينا نعمه ورحمته .

بقلم : مي حميدوش