مصر تشجع الجدار الفولاذي وتعمل على استمراه , والشعب المصري يتبرأ من تصرف حكومته , إذ ماكان ينقص الفلسطسنين سوى هذا الجدار .. جدار الموت . جدار العار .

حيث يبلغ طول الجدار نحو  10 كم , وبعمق من  20 _ 30 م , وهو عبارة عن صفائح فولاذية صنعت في الولايات المتحدة الأميركية . وتفجيره يكون بالديناميت  وتكاليفه مدفوعة سلفا من قبل أميركا .

وكذلك صنعته طائرات تقدمها أميركا لمصر عربون لالتزامها بوعودها لأميركا .

هذه سياسة تفرضها أميركا على مصر ومصر تستجيب لها , وبهذا تكون مصر قد خسرت االريادة العربية , وهي أقل ثقلا , إذ أنها تلعب دورا غير الدور الذي كانت تلعبه سابقا .. مصر عبد الناصر , وهذا ماأسقطها في نظر العرب والعالم .

هذا ويطالب العديد من المصريين بإسقاط هذا الجدار من خلال دعوات رفعها بعض المعارضين للحكومة المصرية , وهذا يسجل لهم في الوطنية والقومية .

فقد حاصرت مصر الشعب الفلسطيني الأعزل أكثر مما حاصرته إسرائيل , فمنعت عنه الطعام والشراب بغية قتله ببطء , وهذا يذكرني بالقول : ( وظلم أهل القربى أعظم ) .

وفي مقابلة للإعلامي عمرو أديب في برنامجه ( القاهرة اليوم ) جاء بخمسة ضيوف ,  كانت هناك صفة تجمعهم  وهي الانحطاط إلى دون البشر .

حيث كان هؤلاء يتجادلون في محاكمة حماس عندما قال أحدهم : يجب أن تحاكم لعملها الإرهابي .

قال آخر : كيف تحاكم من قبل المحكمة الدولية وهي لاتعترف بها كتنظيم .

قال الثالث : كيف لايمكن أن نضع حدا لحماس وأن يتم محاكمتهم بأقصى قوة , ويجب أن يكونوا عبرة لغيرهم .

 قال الرابع : يجب أن نقطع لسان كل من يتطاول علينا من حماس , ونقطع يد كل من يمدها علينا .

عمرو أديب قال : إحنا الحكومة لازم نتحرك , وعندما خطفت حماس جندي واحد من إسرائيل قتلت ألف , واحنا لسا  منستنى لما يسلموه , لازم إحنا نتحرك ونعلمهم أن الجندي المصري يساوي ألف .

إذاً دعوة عمرو أديب لقتل ألف فلسطيني مقابل الجندي المصري الذي قتل على الحدود المصرية , واستنكرت حماس هذا العمل , وفتحت تحقيقا في الحادث .

أحدهم قال : مننساش القرضاوي الذي أفتى أن الجدار حرام وأن اللي يشتغل بالجدار آثم , يعني أن الفلسطيني بياخد فتوى من القرضاوي ويقتل بعدها .

وهناك الكثير في مجلس الشعب أيدوه .

عمرو أديب قال : هذا خسة ونذاله أن كل شيء يدخل غزة عن طريق  ( كرم أبو سالم )

 وبدأ يعدد الأصناف التي تدخل . : غسالات _  كمبيوترات  _ برادات _ أخشاب _اسمنت _ حديد _ ملابس ... فصاروا يضحكون كأنه كان يتحدث عن قصور فارهة وملابس فارهة  وسيارات .

إن هذا جعلني أشعر بالغثيان , وأنا أشاهد هؤلاء الحمقى يهاجمون الشعب بأكمله ويطالبون بإعدام قادة المقاومة , ويجرحون كبير علماء المسلمين القرضاوي بحجة جندي مصري واحد سقط على الحدود .

هذا ولم نسمع أصواتهم هذه استنكارا لقتل مليون ونصف فلسطيني بالحصار والجدار , ولم نسمع أصواتهم هذه , والفلسطينيون يموتون بالطائرات والأسلحة المحرمة دوليا من حرب أعلنتها ليفني من عاصمتهم .

ولم نسمع أصواتهم النجسة هذه يوم قتل الجنود المصريين على الحدود على يد الإسرائيليين , واكتفت إسرائيل ببيان اعتذار صغير .

إن مايحدث على المعبر ووجود هذا الجدار الفولاذي تاريخ يسجل الآن , وليس مجرد أحداث عابرة , والثمن الذي يدفعه الفلسطينيون باهظ , لكن الثمن الذي تدفعه مصر من سمعتها وتاريخها أيضا لن يكون بسيطا , فمصر الكبيرة يجب أن تبقى كبيرة في كل شيء , ولاأن يقزمها صناع القرار بهذه الطريقة , فتفلت الأمور من بين أيديهم , لأن التاريخ لن يرحم أحدا من هؤلاء بل سيسجل لهم وعلى ورقة سوداء .. هذا مافعتموه بحق إخوانكم في فلسطين فكيف سرحمونكم ؟؟؟.

بقلم : مي حميدوش