دام برس:

قبل أكثر من عامين كان أطفال سورية في واقع مختلف تماما عن واقعهم الحالي أينما مضيت وأينما تجولت تسمع ضحكات الأطفال وترى الابتسامة والأمل مرسوم على وجوههم، حدائق وملاعب، مدارس وأندية وأنشطة، ساحات في العيد ولعب على شاطئ البحر.

يومها كان للطفولة معنى آخر وكان للحياة طعم مختلف في تلك الأيام كان الأمان يزين حياة الكبار والصغار يومها كانت الحياة مختلفة تماما في ذلك الوقت كان أطفالنا ينعمون بالرعاية الصحية ويتمتعون بحق التعليم ولا يخافون من المستقبل فوالدهم ووالدتهم وأخوتهم معهم في أسرة واحدة قد تكون تلك الأسرة فقيرة أو متوسطة الحال وربما غنية لكن ما يجمعهم جميعا هو الوطن الآمن.

تمضي الأيام مسرعة ليظهر مدعي الحرية ممن حملوا في عقولهم إن وجدت أساسا الفكر التكفيري ألظلامي ولتبدأ مرحلة جديدة في حياة السوريين أجمعين وخصوصا الأطفال فالمدارس تحولت إما لمقرات للمسلحين ومحاكم وسجون وغرف تعذيب أو مقرات للاجئين ممن هجرتهم العصابات الإرهابية المسلحة من بيوتهم وقراهم.

اليوم تحولت الحدائق وملاعب الأطفال إلى أرض معركة بفضل قذائف الموت العشوائي وكذلك المدارس وحتى حافلات نقل الطلاب كل ذلك ثمن للحرية الوهابية.

في تلك الأيام كانت المستوصفات نقدم خدماتها واليوم باتت تكافح فيروسات عابرة للحدود سورية التي ما عرفت يوما تلك الأمراض الخطيرة التي تهدد حياة الأطفال باتت اليوم تعاني من تلك الأمراض.

اليوم بات الطفل مشروع استثماري ولكن بطريقة مختلفة فالطفل بات رقم وورقة ضغط تستخدمها المجموعات الإرهابية في المحافل الدولية وكما يقول المثل الشائع الذي تبدل ليصبح  يقتلون الطفل ويمضون بجنازته.

بدل أن يحمل الطفل كرته أو كتابه بات يحمل سكين لقطع الرؤوس أو بندقية أو يصنع قذيفة لمدفع وكل ذلك باسم الحرية السلمية والديمقراطية الوهابية.

وعلى الرغم من كل ذلك ما زالت سورية صامدة في وجه العاصفة لا تنحني وما زال أطفالنا يذهبون إلى مدارسهم يتحدون بضحكاتهم نيران المعتدين.

قد يرى البعض مقالي هذا إنشائي تعبيري لكن مشهد استوقفني اليوم عند إحدى نقاط التفتيش عندما تقدم جندي سوري من سيارة فيها طفلة صغيرة ليسلم عليها ويقبل يدها ويمسح على رأسها وما كان من الطفلة إلا أن قدمت له قطعة حلوى لتقول بكلمات صادقة " أنت الجيش يلي حامينا " بهذه الجملة أختم مقالي لأقول لكل طفل شهيد إن ما قدمه آباؤكم دين لكم برقبتنا وأنتم أمانة في أعناقنا وأنتم أصحاب النصر.