دام برس:
كم مرة سقط طفل وسوقوا في محطات الكذب والتضليل لفكرة أن الجيش العربي السوري يقتل الأطفال البريئين , فمن منا لا يذكر حمزة الخطيب الذي تحول إلى شهيد للطفولة متناسين أن هذا الطفل وباعتراف والديه قد ذهب مع المسلحين من أجل الحصول على الغنائم , وتتالى الأحداث في سورية ليسقط الطفل ساري ساعود شهيداً على يد الحقد والتطرف يومها ركزت قنوات الفتنة على والدة الطفل وهي المفجوعة برحيل فلذة كبدها , وتم استغلال القضية بشكل طائفي مقيت، وكثيرة تلك هي القصص والروايات التي استثمرت براءة الطفولة من أجل النيل من سمعة حماة الديار.
فمنذ مدة نشرت المواقع الالكترونية صورة لمن تلقب بأم المجاهدين الأفغانية تقوم بتجهيز عبوة ليحملها أحد الأطفال السوريين. الذي لا يبلغ من العمر العشر سنوات،وقد كتب عليها هذه هي حياتي.. هذا هو ديني.
الواقعة ليست جديدة لاستخدام الأطفال في العنف الحاصل في سورية فأرشيف وسائل الإعلام مليء بمثل تلك الصور وبمقاطع الفيديو التي تظهر كيفية استغلال الطفولة من قبل مدعي السلمية من أجل تحقيق مآربهم الخاصة.
عندما هبت رياح الخريف على الأمة العربية كان الهدف الحقيقي هو تفتيت محور المقاومة وعلى رأسه الجمهورية العربية السورية، لقد تم استبدال الأنظمة العميلة في تونس ومصر وتقسيم ليبيا إلى مجموعة دويلات من أجل نهب الثروات النفطية ليبدأ العمل في سورية حيث المؤامرة الكبرى لأن سورية تمثل درع الأمة وحصنها الحصين. وهي التي ناضلت مع كل حركات المقاومة من اجل استعادة الحقوق اليوم وبسبب مواقف قيادتها الراسخة في دعم كل أشكال المقاومة تحولت إلى هدف لكل قوى التآمر من أجل ضرب دورها والحد من تأثيره على الدول الإقليمية فقد شكلت القيادة السورية إحراجاً للأنظمة العربية الرجعية.
منذ البداية كان الأطفال هم المحفز الحقيقي لبدء المؤامرة على سورية ومن درعا كانت البداية والتاريخ ليس ببعيد، المشكلة الحقيقية أن العصابات الإرهابية المسلحة لم تكتف بقتل الأطفال وسرقة أجسادهم بل انتقلت إلى مرحلة أخطر تتمثل بتجنيد هؤلاء الأطفال من اجل القتال في صفوف العصابات التكفيرية.
نقلت مصادر إعلامية مطلعة تقارير موثقة عن حالات تجنيد للأطفال والزج بهم في ساحات القتال كما كانت الحال في معظم البلدان التي شهدت حروباً أهلية، كالسودان ولبنان ويوغسلافيا السابقة والكونغو.
ويرى المراقبون أن تقرير وكالة الأنباء الفرنسية يشكل أول دليل مصور بالصوت والصورة لتجنيد أطفال قاصرين دون الثامنة عشر للقتال مع العصابات المسلحة حيث أظهر التقرير ميليشيا مسلحة في قلعة الحصن تجبر طفلاً على الدخول إلى ساحة معركة . كما تناقلت بعض مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة صوراً لأطفال وقاصرين دون الثامنة عشر مع مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة مجندين في صفوف إرهابيي جبهة النصرة.
واليوم في حلب الشهباء الصامدة قام إرهابيون يرتدون زي الجيش العربي السوري. بتعذيب عدد من الأطفال, وقاموا أيضاً بتصويرهم ليتم بث الصور على القنوات الشريكة في جريمة سفك الدم السوري على أنها من فعل الجيش.
إن ما يجري على أرض الواقع هو تطوير الجماعات السلفية الإرهابية طرقاً وحشية ومعقدة لفصل الأطفال وعزلهم عن مجتمعاتهم وفي كثير من الأحيان تجبر تلك الجماعات الأطفال على الطاعة عن طريق الترهيب، وجعلهم خائفين باستمرار على حياتهم فهم يدركون بسرعة أن الطاعة العمياء هي السبيل الوحيد لضمان بقائهم وفي بعض الأحيان يجبرون على المشاركة في قتل أطفال آخرين أو أعضاء أسرهم، لأن تلك المجموعات تفهم بأنه ليس هناك من سبيل أمام هؤلاء الأطفال للعودة إلى ديارهم بعد ارتكابهم لمثل هذه الجرائم.
أطفال سورية سيعودون إلى مقاعدهم الدراسية وستملئ ضحكاتهم الحدائق والساحات، أطفال سورية هم عماد المستقبل وهم الأمل الواعد.