دام برس:

سيدي يا نصر الله أمامك تنحني كل الكلمات والهامات وتضيع المعاني وتتبعثرالحروف، أمامك سيدي يخجل القلم ويجف الحبر ماذا أقول بك وكيف أوفيك حقك سيدي بكلمات وأنت أنت ذلك القائد المكلل جبينه بالغار، لذلك سيدي سامحني واقبل تطفلي في الكتابة لك، هي رسالة أحببت أن أرسلها لك من سورية قلعة الصمود والتصدي، رسالة من أرض العروبة إلى الوعد الصادق.

سماحة السيد أعلم أن العديد قبلي كتبوا إليك وعبروا عن مكنونات دواخلهم تجاه ما تمثل من قيم إنسانية، اليوم أحببت أن انقل لسماحتكم ما يجول في خاطري منذ انطلاق العمل المقاوم في لبنان كان لسورية الدور الرئيسي في دعم كل من حمل سلاح العز في وجه العدو الصهيوني من اجل استعادة الأراضي المغتصبة إضافة للوقوف في وجه كل من تآمر ضد القضية الفلسطينية.

من أجل الحقيقة وللتاريخ لابد من القول بأن وجودك يا سماحة السيد على رأس حزب الله  المقاوم نقل العمل الحزبي في لبنان من ثقافة الغنائم والتسلق، إلى إيديولوجيا الاستشهاد وحوّل جوهر الأحزاب من تجمعات وتكتلات لها رسالة واحدة هي إحصاء المقاعد في البرلمان، وإعداد الزعيم الأوحد لموقع الفخامة، إلى تجمعات تعطي الدرس الأخير في التمسك بالأرض، والدفاع عنها، ترابا أو ركاما.

أنتم وعد الأحرار الصادق ,و رفيق كل مظلوم في هذا العالم، يا آخر الرجال في لحظة عز فيها الرجال ,يا صاحب أطهر عمامة في زمن التراجع والتهاوي ,يا سيف الحق في وجه الباطل، لن ينسى العالم تلك الصورة التي جمعتك مع السيد الرئيس بشار الأسد الزعيم العروبي الصادق والسيد الرئيس احمدي نجاد الزعيم المقاوم، تلك الصورة التي غيرت وجه المنطقة وحولت مفهوم المقاومة إلى نهج ومدرسة.

لا يختلف اثنان في العالم العربي و الإسلامي أنّكم يا سماحة السيد قد تحولّتم إلى ظاهرة سياسية وثقافية و اجتماعية و قد أصبحت أكثر الشخصيات قدسيّة على وجه الإطلاق، حيث اجتمعت حولك شعوب المنطقة ممن تؤمن بثقافة المقاومة، ما زلت أذكريوم استشهاد نجلك هادي يوم وقفت شامخا معتزا بمواساتك لعوائل الشهداء، يومها كنت رمزا للتضحية والفداء في سبيل قضية عادلة.

اليوم في سورية ندفع ثمن مواقفنا الداعمة لحق المقاومة والتحرير ومهما كان الثمن باهظاً إلا أننا أبناء مدرسة القائد الخالد حافظ الأسد الذي آمن بأن الشهادة طريق النصر، اليوم نفتخر كسوريين بأننا نخوض معركة الشرف في وجه أدوات الصهاينة من مرتزقة وعملاء، سورية اليوم يا سماحة السيد تقف في الصف الأول في مواجهة قوى التآمر العربي والتخاذل الخليجي وهنا نحن لا نقصد الشعوب بل أولئك المتأسلمين الجدد من أمراء نفط  وغاز، سورية كانت وستبقى معقل الأحرار.

لقد كان مصيرنا وسيبقى مشترك مع كل من قاوم وناضل في وجه المعتدين فكما دفعتم الشهداء ثمناً لتحرير الأرض، سورية تدفع اليوم ثمن تحرير الإنسان.

فمن يود اليوم اغتيال الإسلام المعتدل هو من مول اغتيال القائد عماد مغنية في سورية  , لكن راية المقاومة  ستبقى خفاقة والشعب العربي السوري حسم قراره وأختار مصيره في السير مع قيادته الحكيمة المتمثلة بشخص السيد الرئيس بشار الأسد وحماة الديار يخطون اليوم أروع ملاحم البطولة وستبقى سورية الرديف الحقيقي والداعم الأول لأحرار المقاومة في كل مكان في العالم. في الختام أقول السلام عليك يا حراً في زمن الخضوع والاستسلام، السلام عليك يا زارع البسمة على ثغور اليتامى والمساكين، السلام عليك يا رمز الكرامة والشرف والتضحية والوفاء، السلام عليك ياأيها الوعد الصادق والرعد الهادر فوق رؤوس الخاضعين، سلام من كل الأحرار لك ياأيها الحر يا أبا هادي .