دام برس:
قد يظن البعض أننا عندما نوجه انتقادا بناء لأحد المسؤولين فهذا يعني أن هذا المسؤول لا يعجبنا أو يقف بوجه مصالحنا وكذلك الأمر عندما نوجه كلمة شكر أو ثناء لأحد المسؤولين فهذا يعني بأننا نتملق هذا المسؤول من أجل مصالحنا الشخصية وفي كلا الحالتين نكون مدانين.
لكن الحقيقة تقول بأن ما شهدته سورية خلال الأزمة الحالية كما كان له من سلبيات تركت أثرها على كافة جوانب الحياة حيث تم ضرب البنى التحتية إضافة إلى العودة إلى الوراء في سلم التقدم والتطور ولكن كما كان لهذه الأزمة من سلبيات كان لها الكثير من الايجابيات وعلى سبيل المثال تم التأكيد على حقيقة الوحدة الوطنية التي تعتبر سمة رئيسية لوطننا وهنا قد ينتقدنا البعض لكن الحقيقة تقول بأن هذه الوحدة الوطنية هي الرافعة الرئيسية لوطننا على الرغم من وجود بعض الحالات الشاذة في مناطق متفرقة من الجمهورية العربية السورية إذ أننا لا نعيش في المدينة الفاضلة.
ومن الايجابيات التي أفرزتها هذه الأزمة هي العودة إلى مؤسسات الدولة العريقة التي أقامها القائد الخالد حافظ الأسد عبر سنين طويلة من التخطيط والجهد، سورية التي تميزت عبر تاريخها الطويل بوجود المؤسسات وفصل السلطات والتناغم فيما بينها حيث يتكامل دور السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية في زمان بات به العمل المؤسساتي مفقودا في العديد من دول الجوار.
اليوم وبحضور كافة أعضاء الحكومة السورية العتيدة عقد مجلس الشعب جلسته لمناقشة عمل الحكومة المؤتمنة على مصالح المواطنين وهو الاجتماع الأول الذي تلى التعديل الوزاري الأخير وبعد الاجتماع الذي عقده السيد الرئيس بشار الأسد مع الحكومة المعدلة.
اليوم وتحت قبة البرلمان قدمت الحكومة السورية أمام المجلس عرضا يتضمن الواقع الاقتصادي والخدمي وخطوات الحوار الوطني.
اليوم وأمام ممثلي الشعب وقف السيد وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء كرجل دولة وبكل شفافية تحدث عن كل ما يجري على ساحة الوطن حيث تناول خطابه كافة جوانب الحياة السورية موضحا الأزمات التي يمر بها الوطن والسبل لتجاوزها.
على الصعيد الأمني أوضح بأنه على الرغم من الصعوبات تعمل الحكومة على تحمل مسؤولياتها وتأمين متطلبات المواطن كما تسعى إلى إعادة الاستقرار والطمأنينة إلى ربوع الوطن فالحفاظ على أمن الوطن والمواطن من أولويات الحكومة وقواتنا المسلحة تبذل في سبيل ذلك كل جهد.
وعلى الجانب الاقتصادي أوضح بأن الحصار الاقتصادي الذي فرضه الاتحادالأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وبعض العرب على سورية أثر سلبا على أداء قطاع الخدمات الصحية بالتوازي مع اعتداءات المجموعات الإرهابية على المشافي والمستوصفات والنقاط الصحية ومع ذلك مازال هذا القطاع يقدم خدمات مهمة للمواطنين.
لقد اختصر السيد رئيس الحكومة الواقع السوري بجملة واحدة قال فيها " ثقافة الشعب السوري وعقيدته مبنية على مكارم الأخلاق والتسامح".
لم ينس رأس الهرم الوزاري تضحيات الشهداء قائلا مهما قدمنا لعائلات الشهداء فلن نفي الشهيد وأهله حقهم مؤكدا بأن الجيش العربي السوري حامي الوطن وسياجه ودرعه الحصين ومهما قدمنا له من مكافآت لا يمكن أن نفيه حقه.
لم يسعنا في هذه العجالة أن نذكر كل ما قاله السيد رئيس مجلس الوزراء أمام ممثلي الشعب ودائما ستنهض سورية كطائر الفينيق بوجود رجالات دولة أوفياء لشعبهم ووطنهم.
اليوم وأمام السلطة التشريعية كان واضحا بأن تكامل السلطات وتعاونها هو السبيل الوحيد للنهضة السورية الجديدة لأن التاريخ السوري لن يكتب إلا بيد وتضحيات أبناء الوطن الشرفاء.