دام برس :

أتوجه إليك بكلمات صادقة تستشعر ما يجول في ذهن الملايين من أبناء الوطن , وأتوجه إليك بجمل قصيرة، ليست لغواً ولا شعراً ولا نثراً إنما هي الحقيقة كل الحقيقة، أتوجه إليك ببضع أسئلة أجوبتها تلخص مضمون القضية.
وأتمنى عليك أينما كنت أن تمتلك الجرأة والشجاعة لأن تجيب عليها بعيداً عن الهلوسة الخطابية ورواسب الأفكار الظلامية , باختصار شديد أن تكون صادقاً مع نفسك متصالحاً معها , فكل منا يحمل في داخله ضده لعلك تستطيع أن تحرر ذاتك في لحظة مراجعة مع الذات حتى تنجوا وتبرأ من إثم أقدمت عليه في لحظة غيبوبة قد أصابت ضميرك , فحق عليك قول الله تعالى : ( وما ظلمناهم لكن كانوا أنفسهم يظلمون ) .

السؤال الأول عندما شحنوك بالغل والكراهية ضد أهلك وأصدقائك وأحبائك هل تساءلت لماذا وما هي غايتهم؟
عندما استأجروك لتكون أداة طيعة لينة للتآمر على وطنك وبلدك هل تساءلت لمصلحة من ؟
عندما حملت السلاح وضغطت على الزناد فأرديت شيخاً عجوزاً أو طفلاً بريئاً هل عرفت هويته هل تساءلت ما هو ذنبه ؟
عندما استقويت بالشيطان على الضعفاء من بني وطنك فاستبحت المال والعرض وذبحت وهجرت وسرقت هل نسيت أن الضعفاء هم عباد الله المخلصين ؟

عندما امتهنت فن القتل والدمار وتلذذت بآلام ضحاياك هل أوجعتك صرخة مظلوم أو بريء نزفت دماؤه مستسلماً لقضاء الله وقدره.
هل فكرت يوما أن القتيل برصاصك قد يكون أحب الأحباب إلى القاتل ربما يكون ولدك أو والدك أو أخ لك أو أخت أو زوجة ؟

عندما أطلقت حكمك فخونت هذا وكفرت ذاك وجرمت هل استملكك الغرور حينها أم مسك؟
عندما يسدل الليل ستائره وتخلد للنوم هل تستطيع أن تغمض عيناك بعد أن تحصي عدد ضحاياك الذين حتى لم تعرف أسماؤهم ولم تقع يوماً عيناك عليهم أم أن ضميرك أول ضحاياك؟
هل حقا الجنة هدفك ومبتغاك  ؟ كيف ذلك وقد وعد الله أمثالك ووعده الحق بنار جهنم وبئس المصير ؟

كثيرة هي الأسئلة واسمح لي أن أقول لك بان الطريق إلى الجنة هو المحبة والتسامح والعدل فهذه هي صفات الله واعلم أنك ملاق ربك فماذا ستجيبه عندما يسألك عن أرواح ضحاياك بأي ذنب قتلوا ؟
القي سلاحك وتحرر من عبودية بني جهل أعداء وطنك فإن تكون تائباً خير لك من أن تكون خائناً.

التوقيع مواطن سوري يعشق وطنه