دام برس :

رسم السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب تاريخي جديد ملامح سورية المنشودة ، مؤكداً أن الإصلاح خيار وطني ضروري ،ولا يتعلق فقط بالأزمة الحالية ،التي أسقطت الأقنعة عن الشق الخارجي منها والذي لم يعد من الممكن لأحد أن ينكره ،مشيراً أن الدولة ستضرب الإرهاب بيد من حديد ، وستتعامل مع الإرهابيين بحسم ، مؤكداً أن هزيمة سورية غير واردة على الإطلاق لأن الشعب كشف المخطط وساهم بوعيه في التضييق عليه تمهيدا لإفشاله تماما وصولا إلى الاستقلال الثاني وهو استقلال الإرادة .
وإذا أردنا أن نقوم بجولة سياسية على ملامح الخطاب الذي كان من نبض الشعب العربي السوري نجد أن السيد الرئيس بشار الأسد قد رسم الواقع السوري عبر عدة عناوين عريضة شكلت خارطة طريق للسوريين فالسيد الرئيس ابن هذه الأمة وهو يعلم بأن من رحم الألم يجب أن يولد الأمل ومن عمق المعاناة تجترح أهم الحلول وأنه إذا كان الألم يخيم كغيمة سوداء على البلاد، فإن الحالة الوجدانية وحدها على سموها ليست كافية لتعويض فقدان الأحبة أو عودة الأمن والأمان إلى البلاد أو تأمين الخبز والماء والوقود والدواء على امتداد ساحة الوطن فالغيمة السوداء في السماء تحجب نور الشمس لكنها تحمل في طياتها مطراً وطهراً وأملاً بالخير والعطاء حينما تمطر.
وقد أوضح سيادته بأن الصراع هو بين الوطن وأعدائه والهدف منه هو الانتقام من الشعب الذي لم يعط أولئك الإرهابيين القتلة الكلمة المفتاح من أجل تفتيت سورية و تفتيت مجتمعها فالإرهابيون هم أعداء الشعب وأعداء الشعب هم أعداء الله وأعداء الله يحشرون في النار يوم القيامة.
وكما قال السيد الرئيس إن ما يقوم به المرتزقة  لا علاقة له بالثورات لا من قريب ولا من بعيد فالثورة بحاجة لمفكرين والثورة تبنى على فكر فأين هو المفكر من يعرف مفكرا لهذه الثورة الثورات بحاجة لقادة من يعرف من هو قائد هذه الثورة الثورات تبنى على العلم والفكر لا تبنى على الجهل تبنى على دفع البلاد إلى الأمام لا إعادتها قرونا إلى الوراء تبنى على تعميم النور على المجتمع لا على قطع الكهرباء عن الناس فالثورة عادة ثورة الشعب لا ثورة المستوردين من الخارج لكي يثوروا على الشعب هي ثورة من أجل مصالح الشعب ليست ضد مصالح الشعب فبالله عليكم هل هذه ثورة وهل هؤلاء ثوار إنهم حفنة من المجرمين.
لقد حدد السيد الرئيس الملامح الرئيسية للحل السياسي كما يريده الشعب العربي السوري وقد وضع العناوين العريضة لهذا الحل وأنه سيتم التوسع في هذه العناوين وستشكل رؤية شاملة للواقع السوري .
فالمرحلة الأولى للحل تكون عبر الالتزام بوقف تمويل وتسليح وإيواء المسلحين بالتوازي مع وقف المسلحين للعمليات الإرهابية، وتبدأ المرحلة الثانية بعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل للوصول إلى ميثاق وطني يتمسك بسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها، وفي المرحلة الثالثة يتم تشكيل حكومة جديدة وعقد مؤتمر عام للمصالحة الوطنية وإصدار عفو عام.
كعادته لقد ارتقى الخطاب التاريخي للسيد الرئيس بشار الأسد  لمستوى الحدث وتجاوزه وترجم المستقبل بمفردات وطنية واضحة لمن يفهم.
السيد الرئيس بشار الأسد الذي أطل على شعبه الصامد مع العلم السوري الذي حمل صور شهداء الوطن قد أعاد الأمل للمواطن العربي السوري بأن قائده معه وأن الانتصار بات قريبا وبأن سورية فوق الجميع.