دام برس
صحيح أنّ الجرح الذي أصاب سورية كان جرحاً بليغاً سيمرّ وقت طويل قبل أن يستطيع السوريون تجاوزه، ولكنّ الصحيح أيضاً أن المؤامرة، ببعديها الإقليمي والدولي، قد سقطت أمام أسوار سورية كسقوط المغول أمام أسوار دمشق.
صحيح أيضاً أن كلّ الوسائل التي استُخدمت للقضاء على استقلال سورية، كانت بإيقاع دموي عنيف، وبتوقيع فيه الكثير من الملامح الصهيونية، ولكن الصحيح كذلك أن الشخصيّة الحضارية السورية المتمثّلة بمحطات المجد، أعادت إلى الياسمين حضوره... انتصر الجمال على البشاعة.
ما كان هذا ليحصل لولا صلابة القيادة السورية، وشجاعة الجيش السوري، وبراعة الديبلوماسيين السوريين، وحنكة الإعلام الوطني، ووفاء الدول الصديقة، وإرادة الشعب السوري العظيم المالئ الساحات بأعلامه الوطنية وحناجره الغاضبة وقبضاته العالية.
حتماً... كان للشباب السوري الدور الأساس. خرجوا إلى الساحات بالملايين فأدرك العالم أن أكثرية السوريين تقف الى جانب الوطن والقيادة والجيش. آزروا إعلامهم الوطني وشاركوه من مواقعهم الالكترونية. أعادوا التواصل، بمسيراتهم الجوّالة، بين المحافظات السورية في حين كان قطّاع الطرق يبثون الرعب بين محافظة وأخرى. أشعلوا الشموع، فيما الآخرون كانوا يشعلون النار في سيارات الإسعاف والمستشفيات والمستودعات والمدارس والمؤسسات الحكومية وأنابيب النفط... انتصرت الشمعة على النار.
لولا كلّ ذلك لما كان لكوفي أنان أن يمضي، إلى النهاية، في تطبيق نقاطه الست.
شكراً لهذا الجيل الذي عرف كيف يكون في قلب المعادلة الجديدة التي بدأت تُكتب حروفها الأولى، فمع بداية الأزمة السورية كان الهدف تدويل سورية وأخذها إلى المجهول، اليوم صارت هي بوّابة العالم للقضاء على أحادية أشاعت الظلم والحقد والقتل في كلّ مكان.
غداً... مع قيامة السيد المسيح سيكون للسوريين يوم آخر... يوم جميل آخر