دام برس :

وسط تخبط المواقف الذي تعيشه العديد من الدول المعنية بالأزمة السورية، جراء التطورات الأخيرة الحاصلة في تلك الساحة، على ما يبدو وصلت نار الإرهاب الذي حاولت الأردن تمريره إلى سوريا، عبر مد المجموعات المسلحة بالعديد من المسلحين من الدول كافة، بالإضافة إلى الأسلحة، وكل ما يلزمها طيلة خمسة سنوات مضت، وعليه، بدأت بعض التحركات الإرهابية في عمان بحسب ما تم تناقله من معلومات في وسائل إعلامية.وبحسب ما ورد في وسائل الإعلام، ثمة عناصر إرهابية تابعة إلى السعودية تتحرك في الأردن؛ حيث تتم عملية تجنيد عناصر أردنية لضخهم داخل الأراضي السورية، بعد فرار أعداد من الإرهابيين باتجاه الأراضي الأردنية، تحت ضربات الجيش العربي السوري، الأمر الذي بات مقلقاً بالنسبة إلى الأردن التي بدأت تتخبط منذ فترة بعد معرفتها حجم تورطها في الأزمة السورية، إذ صرّح العميد صابر المهايرة، قائد حرس الحدود الأردني، في منطقة جابر شمال الأردن، في وقت سابق، بأنه لا وجود لتنظيم "داعش" على الحدود الأردنية ـــ السورية، لكن، ما حصل، أنه وبسبب وجود ما يسمى "لواء شهداء اليرموك" على منطقة حوض اليرموك، تم إقامة إمارة "داعشية" برعاية "إسرائيلية" واضحة على حدود الجولان المحتل، بحسب ما تم تناقله في بعض وسائل الإعلام، واليوم، وصل "البل" إلى داخل الأردن بوجود تلك العناصر الإرهابية.

تلك العناصر الإرهابية، التي تتبع إلى النظام السعودي تجوب محافظات الأردن، أدت إلى أزمة بين البلدين، فاقمت من العلاقة المتوترة فيما بينهما، بسبب الأزمة السورية، وعليه، تم رفع تقارير أمنية من أجهزة الأمن إلى المستوى السياسي تحذر من تدخل الرياض في الشأن الداخلي الأردني، الأجهزة الأمنية الاردنية، وأوصت بالحد من التدخل السعودي في الشأن الداخلي الأردني، والابتعاد التدريجي عن تقديم الخدمات والمساعدة للمجموعات المسلحة، أياً كان أشكال هذا الدعم، وحذرت هذه الأجهزة من دخول وحدات عسكرية سعودية إلى الساحة الأردنية، تحت أي ذريعة،  ولكن، هذا الأمر وإن كان طبيعياً، إلا أنه لن يجدي نفعاً، فالأردن لن يستطيع القيام بأي خطوة لمنع الإرهاب على أراضيه في وجه السعودية التي تدعم النظام الاقتصادي الأردني، وإن كانت عمان قلقة من التحرك السعودي، وتخشى أن يقدم الإرهاب على خطوات تمس الاستقرار في البلد والسيادة الأردنية، ومع ذلك، أبلغت القيادة الأردنية، السعودية بأن هناك تحولات وتطورات في المنطقة، تفرض على عمان إعادة النظر في سياستها، تجاه سوريا، والحد من فتح أبواب وأراضي الأردن للمجموعات المسلحة تجنيداً وتدريباً، مشيرةً في اتصالات لها مع الرياض، بأن الأردن يخشى ارتداداً إرهابياً، وبالتالي، هو معني بفتح قنوات اتصال مع روسيا وسوريا لضرب المجموعات الإرهابية التي تخطط لعبور الأراضي الأردنية هرباً من ملاحقة الجيش العربي السوري وطائرات سوريا وروسيا.. كما تقول وسائل إعلامية.

إذاً كما قلنا في وقت سابق، أصبح من الطبيعي أن يزداد خوف الأردن وقلقها على داخلها، بعد أن عاش الإرهاب على حدودها ومر من على أراضيها طيلة خمس سنوات مضت، خاصةً وسط آخر التطورات التي تعيشها الساحة السورية والعراقية، والتي قالت وسائل إعلامية "داعشية"، أنها لا يمكن أن تستثني الأردن، بسبب قربها من الحدود مع سوريا والعراق، وبالتالي لابد من أخذ الحيطة والحذر، لذا، عملت الحكومة الأردنية، في وقت سابق، على بناء شريط من الأسلاك الشائكة على طول الحدود الأردنية ــ السورية البالغة 384 كلم، وجزء من الحدود مع العراق، ولكنها، وبسبب عدم وجود قرار ذاتي من حكومة المملكة، وتبعيتها للخارج، فإنها أبقت على  ثغرات لعبور المسلحين المدعومين من غرفة عمليات "الموك" إلى داخل سوريا، مع عدم عودتهم إلى الأردن، ومع هذا لم تجدي تلك الإجراءات الأردن نفعاً من حمايته من الإرهاب، لتكون ساحته قريباً على موعد مع الإرهاب.