دام برس :
حالة من التخبط تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية، حيال العديد من الملفات، خاصةً على مستوى الأزمة السورية، وما ينتج عنها من تقلبات عربية وإقليمية ودولية..
اليوم، ومع ازدياد عدد الضربات الجوية الروسية في محاربة "داعش" في سوريا، لا تزال واشنطن تعيش حالة من الهيستريا حيال نجاح الخطوات الروسية والإعلان بشكل رسمي عن فشل ما يسمى "التحالف الدولي ضد داعش"، الأمر الذي أدى إلى إذاعة الأميركان عن إرسال قوة عسكرية إلى سوريا وطائرات وصواريخ إلى إنجرليك، ما يعني أن غموض الاستراتيجية الأميركية حيال الأزمة يزداد قتامة يوماً بعد آخر من عمر الأزمة السورية..
الخطوة الأمريكية الجديدة كان قد سبقها بساعات ربما الحديث وبشكل مطول عن عدم نية واشنطن إرسال أي قوات برية إلى سوريا، ولكن، المفاجأة كانت بقرار أمريكا إرسال حوالي ٥٠ جندياً إلى الميدان، إضافة إلى ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بأن البنتاغون سيشارك في العتاد والعديد في المعارك السورية الدائرة.. ما النية؟.
القرارات المتناقضة التي تبث في وسائل الإعلام، يمكن قراءتها على أنها جزء من الاستراتيجية الأميركية اللامتجانسة حيال الأزمة السورية، ولكن، القراءة الأعمق حيال تلك التصريحات، يمكن فهمها على أنها رسالة غير مباشرة للروس، وضربة غير موجهة للضربات الجوية الروسية ضد "داعش"، خاصةً وسط التحركات الدبلوماسية حول انعقاد اجتماع فيينا، وبالتالي كان لابد من بث بعض الدبلوماسية الأمريكية المزيفة على لسان وزير الخارجية، حين قال إن بلاده تسعى إلى إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة من خلال التوصل إلى مخارج سياسية قابلة للتطبيق على المدى القريب، لكن، في هذا الوقت كان البنتاغون يعد جنوده وشحنات أسلحته الثقيلة للتوجه إلى سوريا، وعندما تم توجيه السؤال حيال هذا الأمر إلى الوزير كيري، وسر هذا التوقيت، أجاب بأن ذلك مجرّد مصادفة، كما بثت بعض وسائل الإعلام.
الواضح، أن هذا التخبط ما هو إلا بسبب الخوف على المجموعات المسلحة التي تدعمها واشنطن وتركيا والأردن، من الضربات الروسية في سوريا، والتي ما تنفك تتباهى باستخدام أسلحة أميركية في ردّها على الضربات الروسية، وإلا ما سر إرسال البنتاغون إلى قاعدة إنجرليك في تركيا حوالي 12 مقاتلة من طراز "إف15 سي إيغل" وهي مقاتلات مختصة في المواجهات الجوية، لتجيب المتحدثة باسم البنتاغون، لاورا سيل:"إن المقاتلات ستقوم بحماية حلفائنا في الناتو أي الطائرات التركية"!!.
إذاً، هو القرار الروسي الأخير الذي قلب ميزان القوى، ودفع ربما أوباما إلى اتخاذ قرارات مغايرة ومتناقضة في آن، ليكون السؤال الذي يطرح نفسه، هل إرسال 50 جندياً أميركياً يمكن أن يقلب المعادلة على الأرض؟!.. الجواب معروف طبعاً، وما تلك التصريحات إلا من أجل أن تثبت الولايات المتحدة أنها موجودة، وأنه باستطاعتها أن تصعب الأمور أكثر على صعيد الأزمة السورية، وبالتالي لا يمكن فهم تلك القرارات إلا أنها رد فعل على القرار الروسي.
عربي برس - ايفين دوبا