Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
طهران على طاولة المفاوضات: ما لم يؤخذ بالحرب لا يؤخذ بالسلم

دام برس :

المشاركة الدولية هي الأولى للجمهورية الإسلامية في منظومة الحلّ السوري، والثوابت أعلنتها طهران قبيل انطلاق الوفد الإيراني إلى مدينة فيينا النمساوية، وفور وصوله إليها. لا شروط مسبقة للحوار، والحل يجب أن يكون سياسياً. وهنا لا اعتقاد بالمقولة الإيرانية الشهيرة في حل الأزمات، أي «رابح ــ رابح»، ولا مكان لهذه الصيغة على طاولة البحث؛ فإما أن يشارك الجميع لتأمين انتصار على الإرهاب، وإما يغرق الجميع في أتونه.

إيران متسلّحة بـ«الحلف الرباعي» وبالقوة العسكرية التي لم تبدأ بعد بإظهار قوّتها القتالية بشكل واسع، لأنها في مرحلة تثبيت قواعد النار ورسم الخطط مع الحلفاء. يعني ذلك أن الحراك العسكري في سوريا سيشهد تصعيداً تدريجياً، بعد أن تتأقلم القوات المشاركة في الحرب مع طبيعة الميدان.
من هذا المنطلق، تتحرك الدبلوماسية الإيرانية في فيينا، وفي جعبتها الكثير من المعطيات الميدانية والمؤشرات الواضحة على ملامح المرحلة المقبلة، ليأتي كلام الوفد الإيراني متناسقاً بشأن رفض أي شروط مسبقة قد تدفع إيران إلى عدم المشاركة في الاجتماع، بحسب قول وزير الخارجية محمد جواد ظريف، فور وصوله إلى فيينا.

طهران ستقدم رؤيتها للحلّ وستحاول إقناع الجميع بصوابية رؤيتها. والمشكلة الأساسية ستبرز في نقطتين؛ الأولى خلافية حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، والثانية يُجمع عليها كعنوان محاربة الإرهاب، مع الخلاف في توصيف المسلّحين على الأرض.
الجمهورية الإسلامية تعتبر كل من يرفع السلاح إرهابياً، تحت أيّ مسمى كان، فيما النظرة الغربية والأميركية تتجه إلى فصل ما تسميه المعارضة المعتدلة عن جماعات «القاعدة» و«داعش».
وبما أن التجربة النووية أثبتت نجاحها في تخفيف حدة الاصطفافات، فإن الانطلاق من توحيد الرؤية بوجوب محاربة الإرهاب قد يشكّل أرضية لوقف الدعم العشوائي الغربي المسلّح للمعارضة وتحييد العناصر الأكثر تطرفاً في معادلة التسويات، وضرورة إنهائها عسكرياً، والسبب يعود إلى إمكانية الضغط السياسي على الفصائل المسلّحة المتفرقة التي توصف بـ«المعتدلة» للانخراط في العملية السياسية. في هذا السياق، أصبح البحث في المحظورات لدى الطرفين أمراً واقعاً، بعد كسر المحظور، بإشراك إيران رسمياً في الموضوع السوري، والذي لم يأتِ نتيجة لنجاح التفاوض النووي، بل إن المتغيّرات على الأرض والمراقبة الأميركية للميدان والمعطيات والمعلومات الاستخبارية عن حجم المعركة المقبلة، التي ستنطلق بغطاء جوي روسي، دفعت واشنطن إلى إشراك إيران في الحل، رغم المعارضة العنيفة من قبل السعودية وتركيا.
من هنا تأتي المشاركة الإيرانية في فيينا، بعد دراسة لأبعادها وقراءة ما بين سطورها. المعروف عن الإيراني شراؤه للوقت ونظرته إلى نهاية الطريق، قبل أن يبدأ مسيره، وهذا بالفعل ما تقوم به طهران التي حددت آليات للحل، تبدأ بقرار دولي إقليمي بتصفية الإرهاب في سوريا والعراق، بمشاركة حكومات هذه الدول، ومن ثم إطلاق عملية سياسية بالتوازي، لاحتضان من يقبل الحوار من المعارضين السلميين والمسلحين، في سبيل إيجاد أرضية تفضي إلى انتخاب مجلس شعب ورئيس جمهورية، من دون وضع فيتو على أي اسم، وأيضاً لتشكيل حكومة وحدة وطنية تساعد على إعادة إعمار سوريا وعودة الللاجئين. رؤية ستقدمها طهران على طاولة الحوار في فيينا، وإذا رُفضت مساعيها، فإنها ستخوض المعركة بشكل أوسع، وإلى الحرب در.

الأخبار - حسن حيدر

الوسوم (Tags)

ايران   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz