Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الحرب العالمية الثالثة .. ساعة الصفر ؟

دام برس :

مع مرور بضعة أيام على القصف الجوّي والصاروخي الذي قامت به روسيا على مواقع الأرهابيين في سوريا، ضج الغربيون وحلفائهم الاقليميون.. في مشهد يوحي بأن القصف يطال منشآتهم وبرامجهم ووحداتهم العسكرية وليس مقار الارهابيين والتكفيريين وعناصر "الفئة الضالة" كما تسميهم السعودية في اعلامها للاستهلاك الداخلي.

ولأنهم لايستطيعون البوح بما يجول في خواطرهم ونفوسهم، فقد اتهموا الروس بقصف "المدنيين" ومن ثم "المعارضة المعتدلة"، في صلف قلّ ما تجد مثيلاً له.. متناسين افعالهم واجرامهم في فلسطين والعراق وافغانستان واليمن وسوريا نفسها...

ولقد كشفت الضربات الروسية بما لايدع مجالاً للشك.. ان الارهاب في المنطقة هو صنيعة الغرب وحلفائه في المنطقة، وأنهم الذين يوجهونه لخدمة اغراضهم السياسية والاقتصادية، حتى لو كان ثمنه ملايين البشر ومجازر وسلوكيات تبقى وصمة عار في جبين الانسانية الى قيام الساعة.

ولانريد ان نكرر ما كتبناه من قبل واعادة مسلمات في التحليل السياسي وقراءة المشهد الاقليمي والاهداف الغربية وما يقوم به العملاء في المنطقة.. لأن السؤال الاساس الذي نريد طرحه هنا او بالاحرى الأجابة عليه، هو: متى سيتوقف القصف الروسي للأرهابيين في سوريا؟ وماذا بعد تدمير البنية الاساسية للأرهاب؟ وهل سيقبل الغرب وحلفائه الاقليميين بذلك ولو مكرهين؟

سأبدأ من النقطة الاخيرة في الاجابة على هذه التساؤلات الثلاثة..

بالتأكيد لن يستطيع الغرب هضم مسألة فقدانه واحدة من أهم اوراقه في المنطقة والمشروع الذي صرف لأجله مليارات الدولارات من ضرائب مواطنيه وجيوب حلفائه العرب النفطيين.. لكن الغرب ليس كتلة واحدة، كما ان حلفائه الاقليميين ليسوا على رأي واحد فيما يتعلق بالوضع في المنطقة والقوى المشاركة في تأزيم الأوضاع.. فالازمتان السورية والعراقية أضحت تهديداً لأوروبا من خلال جيوش المهاجرين الذين سيحملون معهم اليها تأثيرات الازمة والارهاب في بلدانهم.. اذا لم يكن بالفعل بينهم الكثير من الارهابيين.

وحلفاء الغرب في المنطقة الذين يعانون من انتشار حواظن الارهاب بينهم، بعضهم مترددين والآخر حسم امره.. فهناك اختلاف كبير بين مواقف تركيا وقطر والسعودية مع بلدان مثل مصر والأردن والامارات.

وبالتالي سيجري البحث عن حلّ مع الروس وحلفائهم الاقليميين على صيغة سلمية ليحافظ الغرب على ما تبقى من عملائه في سوريا والتخلص من متطرفيهم.. وهذا بعض ما تريده روسيا وايران والحكومة السورية.

وهذا يقودنا الى الأجابة عن السؤال الثاني وهو سعي الروس من خلال هجومهم في تدمير البنى الارهابية الى جرّ الغرب وحلفائه ومرتزقة الفنادق او ما يسمى بالأتلاف السوري المعارض الى صيغة حلَ سياسي من موقف الضعف، لأن غياب المشروع السياسي للمعارضة السورية وارتمائها بحضن المشاريع (وليس المشروع) الغربية والاقليمية المتناقضة احياناً، اضعفها وافقدها أخذ زمام الأمور من يد القوى الميدانية المتطرفة، فأصبحت الساحة الحقيقية والقوة بيد الارهابيين من "جبهة النصرة" و"داعش" و"الجبهة الاسلامية" و"جيش الفتح" و... الخ من المسميات التي تعبر عن حقيقة وجوهر واحد..

ولأن الأرهاب هو الورقة الاساسية التي يمسك بها الغرب وحلفائه في المنطقة، فأن أحراقها سيؤدي الى رضوخ اعداء روسيا وسوريا وايران وجلوسهم على طاولة المفاوضات السياسية مكرهين.

اما الاجابة على السؤال الاساس وهو: متى سيتوقف الروس عن مهاجمة اوكار الارهاب؟.. فأن الاجابة عليه تتطلب اجابة على سؤال آخر، وهو: لماذا أساسا هاجم الروس الارهابيين في سوريا بأنفسهم؟

لاشك ان قدرات الجيش العربي السوري الذي اثبت قوته وصلابته في مواجهة اعتى هجوم يمكن ان يتعرض له نظام سياسي وجيش نظامي، لانستطيع مقارنتها بقدرات قوة عظمى مثل روسيا.. لكن المباشرة الروسية للعمليات العسكرية تحمل في طياتها اكثر من مدلول وسبب، والتي يمكن تقسيمها الى نحوين داخلي وخارجي.

الاسباب الداخلية:

فيما يتعلق بالاسباب الداخلية الروسية، يمكن رصد الموضوعات الرئيسية التالية:

1- الازمة الاوكرانية وتداعياتها، والتي اوحت بنوع من الانكفاء الروسي في مواجهة التعرضات الغربية التي وصلت حتى اقرب نقاط التماس معه وعلى حدوده الغربية والجنوبية مباشرة، لذلك لابد من نقل جزء من المعركة خارج الحدود واظهار حزم اكبر في مواجهة التحديات والدفاع عن المصالح القومية.

2- ارتباط الارهاب في سوريا بالمشكلة القوقازية والارهاب في جمهوريتي الشيشان وداغستان ومناطق نفوذ روسيا في شمال افغانستان وآسيا الوسطى المتداخلة مع منطقة القوقاز تاريخيا وثقافيا، مع وجود مشاريع تركية – قطرية – سعودية في تدريب مئات القوقازيين وعناصر من آسيا الوسطى تستهدف صراحة الأمن في روسيا الاتحادية.. وكلنا نذكر كيف ان بندر بن سلطان هدد روسيا بهم اثر معارضتها ضرب سوريا على خليفة الكيمياوي المفتعل.

ومن هنا كانت الرسائل الروسية واضحة لتركيا بأعتبارها اقوى الحلفاء الاقليميين للغرب وعضو الناتو والمدعومة نووياً منه، واقصد بالرسائل اختراق الاجواء التركية من قبل المقاتلات الروسية.

3- استغلال الغرب لفقدان روسيا بعض مواقعها ومصالحها في الخارج لضرب الجبهة الداخلية وخلق أزمة سياسية على خليفة الضغوط الاقتصادية التي تمارس ضد موسكو من خلال مؤامرة أسعار النفط والعقوبات.

الأسباب الخارجية:

1- عودة روسيا الى الساحة الدولية ولعب دورها في مواجهة تفرد الولايات المتحدة بالمسرح الدولي بعد 1991 وانهيار الاتحاد السوفيتي، ومن أجل اقرار مبدأ عالم متعدد الاقطاب، كان بحاجة الى مقدمات كبيرة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، واعتقد ان الروس حققوا ذلك بأناة وتروّي كبيرين.. من مشروع دول "بريكس" الى "شانغهاي" والتعاون الاستراتيجي مع الصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا وايران.. حتى اختراق الجبهة الغربية في اكثر من موقع ومنها الشرق الاوسط بواسطة التعاون النووي والتسليحي وفصل المسارات السياسية والأمنية عن المسارات الاقتصادية.. واخيراً قمة نورماندي والتفاهم مع اوروبا بشأن أوكرانيا وسوريا.

وايضاً أرى ان الأمر كان بحاجة الى اعلان، كما اعلنت اميركا عن مشروع انفرادها بالعالم في ما تلا حوادث 11 سبتمبر 2001 من خلال غزو افغانستان والعراق.. وهذا هو الاعلان الروسي لعالم متعدد الاقطاب.

2- ممارسة الضغوط على اوروبا من خلال الشرق الاوسط، بالسيطرة على بعض موارد الطاقة وايضاً الحيلولة دون حصول بدائل لمشاريعها الاستراتيجية، كمشروع المسيل التركي.. لذلك سوريا مهمة جداً بالنسبة لها لأنها تمنع تدفق الغاز القطري (وحتى الايراني) الذي يريد الوصول الى السوق الاوروبية.

3- لذلك ولأسباب جيواستراتيجية  تعبر سوريا مهمة جداً في الاستراتيجية الروسية، لأنها تشكل خرقاً في جنوب غرب الناتو ونهاية هلال معكوس لجبهة حلفائها يمتد من كازاخستان وتركمنستان ليشمل ايران والعراق.. وبالتالي الموقع السوري يحمي المصالح الروسية ويضعها في عمق وقلب جبهة العدو ويحمي تواجدها في جنوب اوروبا وشمال افريقيا ويعزر السيطرة على المضايق الاستراتيجية (البوسفور، جبل الطارق، قناة السويس وباب المندب).

4- اسقاط نظرية كيسنجر في السيطرة على سبع دول بالشرق الاوسط كمقدمة للأنتصار في الحرب العالمية الثالثة مع روسيا والصين، وبالتالي تشكيل قوة ردع وتوازن قوة يحول دون وقوع الحرب الكونية الثالثة، التي وكما يقول الغرب سيكون سببها الاساس اختلال موازين الهيمنة الاقتصادية لصالح الشرق (الصين وروسيا).

5- اعادة رسم خارطة التحالفات الدولية في المنطقة او على الاقل " شخبطة " الصورة التي رسمتها الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر 2001، ولربما يكون التدخل في سوريا مقدمة لتدخل بمناطق اخرى في مواجهة المشروع الغربي، مناطق مثل العراق واليمن والسودان.. وأيضا استعادة الموقف المصري وتحريره من التبعية للموقف الخليجي (الاميركي حتى النخاع).

وما اعتقده ان توقف الروس او محاولة ايقافهم (من قبل اميركا او غيرها) يعني الصدام المباشر وبداية الحرب الكونية الثالثة، خاصة وان التحاق الصين بالمشروع الروسي سيؤكد هذه الحقيقة، لأن الصين ايضا مستهدفة بالارهابيين المتأسلمين والذين تدربهم أميركا في كل من تركيا والسعودية ومناطق أخرى.. فاما السلام ونبذ الأرهاب او الحرب الشاملة.

فهل سيضحي الكون بمنجزاته من أجل نزوه رأسمالية؟

قد تكون الأجابة في الانتخاب القادم (2016) بين الضبع رونالد ترامب أو صنوه جب بوش، والذئبة العجوز هيلاري كلينتون!

بقلم: علاء رضائي

الوسوم (Tags)

روسيا   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-10-10 15:55:43   روسيا
روسيا البركس شنغهاي افريقيا الصين وإيران والاسد المنتصر الزعامه لحلفنا لأنكم مهزومون
مصطفى  
  2015-10-10 15:53:50   التسويه
نحن قرعنا طبول الحرب وعليكم ان تعزفوا سمفونية التسويه
رنيم  
  2015-10-10 15:52:39   روسيا
لا تعتقد يا اوباما ان روسيا ضعيفه لم ندخل الحرب ونحرك اساطيلنا الا ونحن على ثقه بالانتصار
قمر  
  2015-10-10 15:50:39   ليبيا
لا ثقه بكم وقعنا في المطب الليبي لا نريد ان نعيد المطب السوري
بوتين  
  2015-10-10 15:49:21   روسيا
دخلت الحرب في سوريا حفاظا على الكرملين
زكي  
  2015-10-10 15:48:16   الحرب
ان لم يكن هناك تسويه قريبه فالحرب العالميه غير بعيده
عامر  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz