دام برس :

فاجأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الإعلاميين الفرنسيين بدعوتهم لمؤتمر صحفي مصغر في نيويورك، قبل الإدلاء بخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خصصه للمطالبة بـ"رحيل الرئيس السوري"، في إطار رده على خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال هولاند إن أي مبادرة "من أي جهة كانت، لا يمكنها العودة بنا إلى الوضع الذي كان قائماً"، في إشارة واضحة منه لسوريا ما قبل الأزمة في آذار 2011.

وطالب هولاند بمرحلة انتقالية في سوريا تستند إلى مؤتمر جنيف، كأرضية عمل "وتستبعد الأسد الذي يقتل شعبه بشتى أنواع السلاح"، بحسب زعمه، كما وضع شرطين  للموافقة على أي قرار دولي يستصدر، وهما تطبيق المرحلة الإنتقالية في سوريا، ورحيل الأسد.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد دعا المجتمع الدولي إلى التصويت على قرار لمكافحة الإرهاب في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلى توحيد الجهود ضد داعش . مما دفع هولاند للرد وعقد مؤتمر صحفي لإحالة الحرب ضد داعش إلى المرتبة الثانية في سلم أولوياته، والتذكير بأن فرنسا تتحمل مسؤولياتها وتحارب داعش في العراق وسوريا، "لكنني أرفض بحجة أنه يوجد تهديد إرهابي اسمه داعش أن أتعامل مع بشار الآسد"، بحسب هولاند

وكان هولاند قد أجرى مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، و مايسمّى رئيس الإئتلاف السوري على هامش اجتماعات نيويورك، وكرر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مطالبته بإقامة منطقة عازلة موسعة لاستيعاب اللاجئين، وهو ما تطالب به تركيا منذ فترة  في الشمال السوري.

واستغرب المحللون الفرنسيون هذا التصعيد في اللهجة من قبل رئيسهم، وأوضحوا أن فرنسا تبدو وحيدة، ومعزولة في موقفها، خاصة بعد أن اجمعت الدول الغربية على إعطاء الأولوية لمحاربة داعش وتراجع مسؤولون غربيون عن مطالباتهم برحيل الأسد في الآونة الأخيرة.

ويرى محللون فرنسيون، أن هولاند تعدى في تصلبه إزاء  الأسد مواقف أوباما وخطابه، رغم تقارب الخطابين بخصوص مصير الأسد، لكنهم ذكروا كيف تخلى الرئيس الأمريكي في أغسطس 2013 عن حليفه هولاند وتراجع عن قصف دمشق إثر فضيحة الكيمياوي في الغوطة، وأن هولاند يمكنه أن يجد نفسه معزولاً في موقفه هذا مرة ثانية إذا حصل توافق فعلي بين أوباما وبوتين حول الأزمة السورية، مما سيسبب صفعة جديدة للدبلوماسية الفرنسية على الساحة الدولية.