ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أمس، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) والقوات الخاصة الأميركية تنفذان حملة سرية، تستخدمان فيها طائرات من دون طيار لاستهداف قادة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى ان هذا البرنامج السري منفصل عن العمليات العسكرية الأميركية الأوسع، في إطار التحالف الدولي ضد مقاتلي «داعش».
وبين الذين تمت تصفيتهم في إطار هذا البرنامج، جنيد حسين، «الجهادي» البريطاني الذي كان ينشر الدعاية «الجهادية» عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والذي قتل في ضربة عسكرية قرب الرقة.
وقال المسؤولون للصحيفة ان برنامج الطائرات من دون طيار سمح بتوجيه ضربات ناجحة شنتها القيادة المشتركة للعمليات الخاصة. والدور الرئيسي الـ«سي آي ايه» هو كشف كبار قادة التنظيم وتحديد مواقعهم. وأضافوا إن البرنامج يركز على «الأهداف الثمينة».
وذكرت «واشنطن بوست» إن «مركز مكافحة الإرهاب» التابع لوكالة الاستخبارات و «قيادة العمليات الخاصة المشتركة» هما «الأداتان المفضلتان» لدى إدارة الرئيس باراك أوباما في مكافحة التنظيمات التكفيرية، لكنها رأت أن قرار اللجوء إلى هاتين الهيئتين يعكس تزايد القلق من انتشار مقاتلي «داعش».
وذكرت الصحيفة أن توزيع المهام هذا، الذي يترك لعسكريي «قيادة العمليات الخاصة المشتركة» مهمة إدارة الضربات، يتفق والهدف الذي تسعى إدارة أوباما إلى تحقيقه، وهو جعل الـ «سي آي ايه» تعيد تركيز جهودها على الأنشطة الاستخباراتية بدلاً من انخراطها في أنشطة شبه عسكرية، مثل عمليات التصفيات التي تنفذها بواسطة طائرات من دون طيار.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن ما يحصل في سوريا لن يشبه ما يحصل في باكستان واليمن، حيث تستخدم وكالة الاستخبارات الأميركية أسطولا من الطائرات من دون طيار لاستهداف المتشددين.
إلى ذلك، كرر المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية الجنرال المتقاعد ديفيد بتراوس، في مقابلة مع شبكة «سي ان ان»، أن على واشنطن أن تسعى لضم بعض مقاتلي «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، إلى التحالف الذي تقوده ضد «الجهاديين» في هذا البلد.
وقال بتراوس «لا ينبغي علينا تحت أي ظرف من الظروف أن نحاول استخدام أو استمالة جبهة النصرة التابعة للقاعدة في سوريا بصفتها تنظيما معاديا للدولة الإسلامية، لكن بعض مقاتلي (هذه الجماعة) انضموا إليها بدوافع انتهازية أكثر مما هي دوافع عقائدية، ورأوا فيها تنظيما قويا ولم يجدوا بديلا يتمتع بالصدقية، بينما ما زال يجب إعادة تنظيم المعارضة المعتدلة بشكل مناسب».
وتابع بتراوس «يمكن للولايات المتحدة بالتالي أن تجتذب المقاتلين الذي يرغبون بترك جبهة النصرة والالتحاق بصفوف المعارضة المعتدلة ضد النصرة والدولة الإسلامية و(الرئيس بشار) الأسد».
واعتبر أن «استخدام مقاتلي جبهة النصرة يتطلب إعداد مجموعات معارضة أقوى وأكثر اعتدالا، مدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الذي يسعى إلى دحر تنظيم الدولة الإسلامية، وفي الوقت نفسه تكثيف الضغط العسكري على كل الجماعات المتطرفة».
وكانت وزارة الخارجية الأميركية نفت ما تم تداوله من أنباء تفيد اعتزامها التعاون مع «النصرة» في محاربة «داعش» الإرهابي، مؤكدة أنها «لم تفكر في التعاون مع جبهة النصرة، لكونها منظمة مصنفة على أنها إرهابية».
وردا على تقرير صحيفة «ديلي بيست»، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر «لقد شاهدت التقارير، واستغرب لذلك، لأن الجنرال بتراوس في الحقيقة أعلن أنه لم يقل هذا». وأضاف «أعتقد أن هذا (التقرير) مبني على حوارات منقولة (عبر طرف ثالث) مبنية على الظن. نحن لا نفكر في التعاون مع النصرة، فهي منظمة إرهابية خارجية».
ورفض تونر «فكرة قيام الولايات المتحدة بالتعاون مع أفراد ينتمون إلى المنظمة التي تعتبر أحد فروع القاعدة في سوريا، بدلاً من التعاون مع المنظمة بشكل عام مجددا تأكيده على عدم وجود مثل هذه الفكرة».