دام برس :

هاجمت “جبهة النصرة” يوم الجمعة الماضي، مقراً لـ «الفرقة 30» التي تلقى أعضاؤها تدريبات عسكرية في إطار ما يسمى “البرنامج الأميركي للمعارضة المعتدلة”، تلته اشتباكات في شمال سوريا تسببت بمقتل 11 شخصاً.

الهجوم الذي شنته “النصرة”، تبعته بسلسلة هجمات “سلمية” افضت أولاً إلى إعتقال 8 قيادات في جماعة “سوريا الجديدة” العاملة ضمن “الفرقة 30″ بينهم قيادي كبير، واليوم إعتقال مجموعة أخرى من القادة، ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى الشروع بإستخدام القوة ضد “الجبهة” حيث تجلى ذلك في غارات بدأتها قبل ايام على معاقل الجماعة التي تعتبر ذراعاً رسمية لتنظيم “القاعدة” وذلك في معقلها بمنطقة إدلب غربي سوريا.

إلا ان نشاط “الجبهة” في ملاحقة “ميليشيات أمريكا” في سوريا كان في منطقة حلب شمالي سوريا، حيث باشرت “النصرة” حرباً دون ان تعلنها على هذه الجماعات التي نشطت وترعرعت تحت أنظارها لا بل إستغلتها في معارك اخرى كانت “النصرة” ركيزةً فيها.

“إنتفاضة جبهة النصرة” على ميليشيات أمريكا لا تغدو أكثر من زوبعة في فنجان، هكذا تراها مصادر متابعة في حديثٍ لـ “الحدث نيوز”، لا بل تذهب إلى إعتبار “النصرة” أداةً شرعية للادارة الأمريكية عبر توفير ذريعة لها من أجل التدخل عسكرياً في مجريات القتال في الداخل السوري بحجة “الفرقة 30″ بعد ان دخلت هذا المضمار من بوابة “ضرب تنظيم داعش”، وهي باتت اليوم تسعى لتحويل تدلخها إلى “شرعي” عبر ما تقول انه “حماية لجماعات المعارضة المعتدلة في سوريا”.

غايات الإدرة الأمريكية ظهرت من خلال التحذيرات التي توجهت بها إلى السلطات العسكرية السورية، منبهةً من الوقوف في وجهها. هذا يأتي في ظل تسريبات تتحدث عن عملٍ دؤوب من أجل إقامة ما تسمى “منطقة آمنة” شمال سوريا، والحجة ايضاً، ترى فيها مصادر “الحدث نيوز” انها تمرّ عبر “جبهة النصرة” بعد الإنتهاء من “ذريعة تنظيم داعش”.

المشروع القديم الجديد الهادف لإنشاء مناطق عازلة في سوريا، يبدو انه إستعيد مجدداً من بوابة ذرائع شقي تنظيم “القاعدة” حيث تسعى الولايات المتحدة لإستغلال ذلك على أكمل وجه من خلال فتح أبواب جديدة تستعيد فيها الميليشيات المسلحة ما خسرته على جبهات أخرى. الاستهداف اليوم موجهة نحجو شمال سوريا تزامناً مع آخر يُعمل على إقامته في منطقة الجنوب برعاية إسرائيلية كاملة.

تحذير السلطات السورية يندرج في قائمة منع اي نشاط عسكري سوري شمالاً بعد ان يتم ترتيب “المنطقة الامنة” التي ومن المتوقع ان تصبح تحت السيطرة التركية المباشرة في الميدان، اما السماء فيكون للادارة الامريكية التي ستنشر مقاتلاتها، فيما ستتولى “الفرقة 30″ وأخواتها العمل العسكري البري الموجة في طبيعة الحال نحو الجيش السوري بذريعة “تنظيم داعش مجدداً”، حتى تتحول لاحقاً هذه المنطقة إلى مشاع مستباح للغرب من أجل النيل من مقام الدولة السورية.

بالعودة إلى الميدان، فإن “النصرة” هاجمت يوم الجمعة مقرّ “الفرقة 30″ ما اسفر عن مقتل خمسة عناصر من «جبهة النصرة» ومقاتلون موالون لها وستة مقاتلين من فصائل مقاتلة مؤيدة للفرقة كانوا يدافعون عن المقر، فيما نجحت “النصرة بالاستيلاء على أسلحة”.

وكان 54 عنصراً من «الفرقة 30» من الذين تلقوا تدريبات عسكرية في تركيا في إطار البرنامج الأميركي لتدريب ما تسميها واشنطن “المعارضة المعتدلة”، اجتازوا قبل أكثر من أسبوعين الحدود إلى داخل سورية مزودين ثلاثين عربة رباعية الدفع وأسلحة وذخيرة أميركية، وفق المرصد.

وخطفت «جبهة النصرة» ثمانية عناصر من الفرقة 30 بينهم قائد الفرقة العقيد نديم الحسن يوم الأربعاء الماضي وفق ما ذكر «المرصد السوري المعارض» والفرقة نفسها في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان هؤلاء عائدين من اجتماع في مدينة أعزاز إلى مقرهم في قرية المالكية القريبة، عندما أوقفهم حاجز لـ «جبهة النصرة» وخطفهم.

وطالبت «الفرقة 30» في بيانها: «الإخوة في جبهة النصرة بإطلاق» المخطوفين «بأقصى سرعة حقناً لدماء المسلمين، وحرصاً على وحدة الصف وعدم إضعاف الجبهات بنزاعات جانبية بين إخوة الصف الواحد».

وتتألف «الفرقة 30» التي أنشئت حديثاً فقط من عناصر مدربين، وبينهم كثر من التركمان ومنهم نديم الحسن.

ونفت الناطقة باسم البنتاغون إليسا سميث أن يكون أي من المخطوفين من المقاتلين الذين شاركوا في برنامج وزارة الدفاع. وقالت: «لن نكشف أسماء المجموعات المشاركة في برنامج التدريب والتجهيز السوري، ولكن يمكنني أن أؤكد أن ليس هناك عناصر من القوة السورية الجديدة مخطوفين أو محتجزين».

الحدث نيوز