دام برس :

لم تكد ريح النووي الايراني التسووية تعصف بالمشهد الدولي لتتحول الى اعصار من الجدل والتحليل حول هذه الامة الصاعدة من رماد الحصار وتتبوأ المقعد السابع الى جانب الـ5 + 1 قنغدو شريكاً وازناً عالمياً بعد ان كانت في نظر اميركا والغرب «شركاً مارقاً»، ولم تكن نووية الاتفاق التاريخي حصرية النفع لايران وحدها دون شركاء المصير في المحور الممتد من سور الصين الى شواطىء المتوسط.. بل نال هذا الحلف كل على حدا نصيباً من فيئة الظليل كون الاتفاق بحد ذاته ثمرة جهد مشترك ودماء ودموع وحروب شكلت مرتكزاً لمنعة ايران كما شكلت ايران السند والظهير خاصة جبهة المقاومة والممانعة المتجسدة في المقاومة الاسلامية وسوريا..

وفي هذا المجال افادت معلومات: ان مرحلة تقطيع الاتفاق والانتظار عن سابق ترصد وتصميم التي عاشتها الجبهات السورية وطبعاً ضمنها الانكفاءات التكتية لبعض القطاعات العسكرية خاصة في تدمر وادلب لعدم الوقوع في فخ الاستنزاف او الضياع في متاهات الصحراء، تشكل ما يشبه استراحة المحارب لتحصين الثابت من المواقع المفصلية واستدراج القوى الظلامية الى حيث ترغب القيادة السورية وقيادة المقاومة مع استخدام مكثف لسلاح الطيران الذي أدخل على منظومته طائرات حديثة واسلحة مطواعة وفاعلة بدليل دقة الاهداف وسرعة الحركة والمناورة والتغطية الواسعة لعدة جبهات في آن واحد، لتبدأ بعد النووي الايراني والذي سبقه هذيان لدى البعض وتخيلات متناسين ان المحور الذي وضعت ايران معه في مصاف الدول العظمى قادر على ابتداع التكتيكات التي أوهم فيها الآخرين ان عجزاً ما وانهيارات وبداية تحلل الدولة والنظام حاصلة، حتى ان البعض حدد المواقيت ورسم مستقبل سوريا من الغرف المبردة او السيارات المكيفة بانياً قصوراً من الشماتة تبين أنها مجرد احلام على رمل الظنون، لتبدأ مرحلة جديدة في سوريا كما في العراق عنوانها الهجمة المعاكسة بعد أن اخذت ايران قسطاً من التساجل الطويل مع المجتمع الدولي اختتم بالنهاية السعيدة واخذ محور المقاومة والممانعة «الفرصة الخدعة» لاولياء أمر الجماعات الارهابية الذين رسموا الآمال العراض بأن اضافة هجوم واحد من الجنوب او الشمال ادى الى التراجعات المقصودة للجيش السوري سيحقق النصر المؤزر لتلك الجماعات كما سيحقق فوزاً سياسياً على طاولة التفاوض مع الايرانيين حول ملفات المنطقة مع الأخذ بعين الاعتبار تأثيرات ذلك على مفاوضات النووي، غير ان الايام التي تلت التوقيع شهدت تغيرات ميدانية لافتة في مجمل المحافظات وعلى كل الجبهات.

وتفيد المعلومات: سيزداد ضغط الجيش السوري والمقاومة وتشهد على ذلك ضراوة المعارك في الزبداني المعزولة كلياً عن مضايا وسرغايا وبلودان والآيلة الى السقوط وسيسهل اندحار الجماعات الارهابية وتلاشي قوة المسلحين في محيطها الذين جهدوا في الساعات الأخيرة لفك الحصار عن مجموعات ارهابية في احياء وسط الزبداني وعند اطرافها الغربية والشمالية وحتى نهاية الشهر الحالي ستكون الزبداني في قبضة الجيش العربي السوري والمقاومة لتستكمل اعمال تنظيف الارهابيين في الجبال الشمالية الغربية من القلمون ويتم انتزاع «الخرّاج» من على الكتف الغربي للعاصمة دمشق...

واشارت المعلومات الى ان انجاز تحرير الزبداني سيجعل من طرفي الحدود القلمون وجبل الشيخ الهدف المقاوم وسيمسك الجيش السوري والمقاومة خط الحدود مع الجولان بعد تحرير القنيطرة ونزع الورقة الضاغطة من يد اسرائىل التي تعبث بالجغرافيا والديموغرافيا معاً من خلال مسح الغبار عن مشاريع موؤودة منذ زمن بعيد وذلك عبر استئصال الارهابيين من بيت جن ومزرعتها وجباتا الخشب وسحب الشريط المزعوم من جيب اسرائىل وسيساهم صمود حضر وخان ارنبه ومدينة البعث في قطع شأفة الارهابيين من تلك الزاوية المفتوحة على ثلاث دول فلسطين الاردن ولبنان وتستخدمها اسرائيل لمواجهة الجيش السوري والمقاومة في وقت لم تستطع استجرار الدروز لا للتسليم بدورها الحمائي او الاستسلام للجماعات الارهابية تحت عنوان فتح الطريق باتجاه دمشق لحصار العاصمة وبالتوازي، اكدت المعلومات ان معركة تحرير درعا من الارهابيين باتت اقرب الى التحقق بعد توجيه ضربة قاصمة للهجوم الأخير على درعا البلد والذي أعد له في الاردن وشاركت فيه معظم الفصائل المسلحة لاختراق دفاعات الجيش السوري في درعا البلد والصنمين في محاولة للامساك بطريق درعا ـ دمشق وشكلت تلك الواقعة تقويضاً شبه كامل للجهوزية البشرية التي بات من الصعب اعادة توليفها نظراً للخسائر الكبيرة في صفوف المهاجمين لا سيما في صفوف القناصين ووحدات الاقتحام اضافة لتدمير السيارات والمحمولات العسكرية بنسبة 70% والقضاء على الرؤوس الكبيرة في غرفة العمليات الذي جاء نتاج سبر استخباري سوري دقيق افضى الى القضاء على الجهاز التخطيطي والعملياتي للمسلحين.

باختصار شددت المعلومات على ان خطة الجيش العربي السوري والمقاومة بدأت بالهجمة المعاكسة التحريرية وستطال الارياف في حمص ودرعا والقنيطرة والشمال بالتوازي مع النشاط الكردي وتأمين كامل الحدود الشرقية ومن ثم التفرغ لبعض المحافظات مثل حلب وادلب والرقة ودير الزور والتي ستأتي نتائجها بأقل الخسائر لان الضغوط ستزداد على تركيا وبعض دول الخليج لوقف امدادالمسلحين بالعتاد والسلاح والمال وهذا بحد ذاته 70% من المعركة وهذا مر بات شبه معد سلفاً في اروقة الدول الكبرى، والكلام الروسي عن مواجهة الارهاب هو كلام اميركي ومدخل لخلاص بعض الدول العربية والاجنبية من الورطة في هذا الملف لصاحبه قبل الغير...

صحيفة "الديار" اللبنانية