Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
كرة النار السورية تتدحرج نحو تركيا وإسرائيل

دام برس :

حفلت الأيام الأخيرة بالعديد من المؤشرات المهمة على الصعيد الميداني السوري، نتيجة التطورات التي حصلت على أكثر من ساحة، لا سيما في مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، وبلدة حضر الواقعة في الجولان السوري المحرر.

منذ بداية الأزمة السورية، كان دورا تركيا وإسرائيل فيها واضحين، لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن تترك تداعياتها أزمة كبيرة فيهما، خصوصاً أنهما تحدثا بشكل دائم عن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد خلال فترة قصيرة، إلا أن إمتداد الحرب على مدار أكثر من أربع سنوات وضع جميع اللاعبين الفاعلين فيها أمام تطورات جديدة، أبرزها نمو الجماعات الإرهابية المتطرفة على نحو واسع.

في هذا السياق، تتحدث مصادر مطلعة على سير المعارك في الأرض السورية، عبر "النشرة"، عن أنه في الوقت الذي قرأ فيه البعض دخول الحكومة السورية في أزمة حقيقية، نتيجة الإنتكاسات التي تعرضت لها على أكثر من جبهة، من تدمر إلى إدلب وجسر الشغور بشكل أساسي، أصبح من الواضح أنها نجحت في تحويلها إلى فرصة لوضع النقاط على الحروف، ودفع جهات إقليمية ودولية إلى مراجعة حساباتها بشكل جدي، على ضفتي الخصوم والحلفاء دون إستثناء، مع تأكيدها، بحسب ما ينقل مصدر سوري متابع، لـ"النشرة"، أن الإنسحابات التي حصلت تكتيكية بحتة لا علاقة لها بالجغرافيا، بل بالحفاظ على موارد الدولة البشرية واللوجستية، حيث أن المعركة مستمرة على كامل الأراضي السورية.

تشير هذه المصادر إلى أن ما حصل يعود إلى إستراتيجية "حافة الهاوية"، التي يمتاز الجانب السوري في إدارتها منذ سنوات طويلة، بحيث إختار عدم الدخول في مواجهات حدودية الهدف منها إستنزاف قواته العسكرية في معارك لن تؤدي إلى نتائج مهمة، مقابل تعزيز تواجده في المدن الرئيسية التي تشكل خسارتها إنتكاسة فعلية له، الأمر الذي يسمح له من الناحية العملية بالإستفادة من مرحلة "الوقت الضائع" للعودة بقوة أكبر من جديد، خصوصاً أن المناطق التي خرجت عن سيطرتها وقعت تحت سلطة تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، ما يعني عدم إمكانية الإستفادة منها في إطار مشروع سياسي.

على هذا الصعيد، كان من الواضح أن الجيش السوري، بالتعاون مع الفصائل الأخرى المتعاونة معه، نجح في منع تقدم "داعش" نحو محافظة حمص، بالرغم من الهجمات التي قام بها، كما نجح في صد الهجوم على مطار الثعلة العسكري في ريف السويداء، مع ما يحمله من أهمية خاصة بالنسبة إلى موقف طائفة الموحدين الدروز، وفي وقف تقدم "النصرة" بعد بلدة جسر الشغور، بالإضافة إلى إفشال الهجوم على بلدة حضر، حيث لعبت الحكومة الإسرائيلية دوراً بارزاً فيه.

في مقابل النجاح في صد الهجمات على أكثر من جبهة، ما يعني إفشال تقدم الجماعات المسلحة نحو المناطق التي تعتبر خطاً أحمراً، تلفت المصادر إلى المعلومات التي تحدثت عن تبدل في أسلوب تعامل الحلفاء مع القيادة السورية، حيث توضح أنهم باتوا يعتقدون أن عليهم مضاعفة الدعم الذي يقدمونه لمنع خسارة المزيد من المناطق، خصوصاً أنهم يعتبرون معركة الدفاع عن سوريا مسألة وجودية لهم، ما دفعهم إلى الحديث عن إنتقال عناصر من قوات "الحشد الشعبي" إلى الساحة السورية، وإلى الضغط الإيراني لرفع مستوى التنسيق بين بغداد ودمشق، الذي سيترجم في الأسبوع المقبل من خلال توقيع معاهدة تعاون مشتركة في مكافحة الإرهاب، بعد أن كانت الضغوط الغربية تمنع الحكومة العراقية من التنسيق مع الحكومة السورية، في حين يواجه البلدان عدواً مشتركاً يتخذ من أراضيهما مقراً له.

في هذا الوقت، كان من اللافت الإنتكاسة التي تعرض لها حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، على صعيد الإنتخابات التشريعية، ومن ثم التقدم الذي أحرزته قوات "حماية الشعب الكردي" في بلدة تل أبيض الحدودية، الأمر الذي أثار إمتعاض أنقرة، التي لم تُخفِ غضبها الشديد، لا سيما أنها تلقّت ضربتين خلال فترةٍ قصيرة، الأولى تمثّلت في نجاح "حزب الشعوب الديمقراطي" الكردي بالدخول بقوة إلى البرلمان، والثانية في سيطرة الأكراد أيضاً على مناطق حدودية واسعة، وقطعهم طرق الإمداد بين الأراضي التركية وعناصر "داعش"، مع العلم أنّ لدى أنقرة مخاوف تاريخية من الحلم الكردي في بناء دولة مستقلة، ما يعني دخولها في أزمة فعلية على حدودها مع سوريا، ستدفعها من دون أدنى شك إلى البحث عن حلول سريعة.

إلى جانب ذلك، تدعو المصادر المطلعة إلى مراقبة التطورات في الجانب المحتل من الجولان، وتعتبر أن ما حصل في مجدل شمس، أول من أمس، أمر بالغ الدلالات، حيث أقدم شبان من البلدة على قتل عنصرين من "النصرة" كانت تنقلهما سيارات الإسعاف الإسرائيلية إلى المستشفيات، خلال خوض الجبهة معارك هدفها السيطرة على حضر السورية، بعد أن عملت حكومة بنيامين نتانياهو الاسرائيلية على تصوير نفسها كـ"منقذ" لأبناء البلدة من الجناح السوري لتنظيم "القاعدة".

وتعتبر هذه المصادر أن ما حصل سيدفع القيادات الإسرائيلية إلى مراجعة حساباتها جيداً، إمّا أن تستمر في دعم "النصرة"، مع ما يعنيه ذلك من إحتمال تكرار مشاهد الهجوم على سيارات الإسعاف التي تنقل جرحاها، أو أن تتراجع عن ذلك بهدف الحفاظ على إستقرار الجانب المحتل من هضبة الجولان، لكنها على الأكيد خسرت إلى حد بعيد ورقة الإدّعاء بحماية الأقلية الدرزية في سوريا.

في المحصلة، ستدخل الأحداث السورية مرحلة جديدة من الصراع، لكن دون أن يعني ذلك إقتراب موعد نهايتها، في ظل تمركز الآلاف من عناصر الجماعات الإرهابية المتطرفة هناك، وسيكون شكل الحكومة التركية المقبلة أول مظاهرها.

النشرة

الوسوم (Tags)

تركيا   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz