Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 20:05:26
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
يسار السفارة

دام برس :

الداعمون لمسلحي «جبهة النصرة» و»جيش الإسلام» وتنظيم «داعش»، هم من يصادف ــــ مجرد مصادفة ــــ انهم يعملون حصراً في:

ــــ مؤسسات مملوكة من السعودية وقطر.

ــــ مؤسسات مدعومة من الحكومات البريطانية والفرنسية والأميركية.

ــــ مؤسسة ممولة من دول الخليج.

القحط او التصحر الثقافي للقوى التكفيرية فرض البحث عن شريك ولو لفترة من الزمن. وصادف ــــ مجرد مصادفة ــــ أن من يتطوع لملء الوعاء الايديولوجي والثقافي هم هؤلاء، الذين يحلو لهم تلبّس موقع المتفوق قيمياً وأخلاقياً، فيطلقون العنان لمخيلتهم وهم يمدحون هذا ويذمّون ذاك.

ماذا يقول هؤلاء؟

في سوريا، يقولون إنهم إلى جانب من يقاتلون النظام السوري وحزب الله، أي إنهم إلى جانب القوى الميدانية الفاعلة. وهم لا يريدون لأحد ان يسألهم عن هوية هذه القوى المسلحة وأهدافها، بل يغمضون أعينهم، ويتخيّلون أنهم يدعمون كتائب الداعية برهان غليون، وألوية الصقر ميشال كيلو، ولواء الناصر جورج صبرا، ومجموعات الولي الصالح أحمد الجربا.

هم عملياً، وفعلياً، كما تقاريرهم ومعلوماتهم ومواقفهم، في موقع الحليف لمسلحي «النصرة» و«داعش» و«جيش الإسلام»!

في لبنان، يقولون أن حزب الله هو أصل البلاء، وأنه حركة طائفية ومذهبية تريد التحكم في البلاد والعباد، ويرون في مواجهة الحزب أولوية تتقدم على كل شيء. ويصادف ــــ مجرد مصادفة ــــ أنهم يقفون إلى جانب قوى 14 آذار لمواجهة عملاء العدو الفارسي. وهكذا هي تقاريرهم ومعلوماتهم ومواقفهم. هم، فعلياً، ضد حزب الله وضد كل من يتحالف معه!

في العراق، يقول هؤلاء أنهم إلى جانب «ثورة العشائر» و«الانتفاضة البعثية»، وأنهم يواجهون الحكم المذهبي المجرم الذي فرضته أميركا ومعها العدو الفارسي. هكذا هي تقاريرهم ومعلوماتهم ومواقفهم، فهم ضد ايران ومن معها في العراق وضد مرتزقة حزب الله. ويصادف ــــ مجرد مصادفة ــــ أنهم يقفون في الخندق نفسه مع «داعش» وبقايا النظام المخلوع!

في البحرين، يقول هؤلاء أنهم يدعمون الحراك الشعبي، لكن يصادف ــــ مجرد مصادفة ــــ أنهم وجدوا أن هذا الحراك طائفي ومذهبي، وأن الغالبية الشعبية تسعى إلى انقلاب طائفي بدعم واضح من العدو الفارسي ومن مرتزقة حزب الله. لذلك، لا يمكنهم أن يكونوا إلى جانب هذا الحراك. وهكذا هي تقاريرهم ومعلوماتهم ومواقفهم، تقول إنهم صاروا إلى جانب الملك الحاكم ومن يرعاه في الخليج والغرب!

في اليمن، هم مع «الحراك الشعبي» الذي قام ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح. ولا يشرحون لنا في تقاريرهم، ولا في معلوماتهم، ولا في مواقفهم، سبب ما حصل، وكيف صار «صبي» صالح، عبد ربه منصور، ممثل الشرعية الوحيد. ويصادف ــــ مجرد مصادفة ــــ أنهم يعدون «أنصار الله» (الحوثيين كما يسمونهم) رعاعاً همجاً، متشيعين يعملون لخدمة العدو الفارسي، ويتلقون دعم مرتزقة حزب الله، وهكذا هي تقاريرهم ومعلوماتهم ومواقفهم، تجعلهم يدعمون العدوان الوحشي السعودي على اليمن، وبسبب أولوية التصدي للعدو الفارسي لا يشعرون بحاجة إلى نقد نظام آل سعود!

في مصر، هم مع الشرعية الشعبية التي قامت حصراً عندما وصل «الإخوان المسلمون» إلى الحكم. بعدها لا يرون أي شرعية شعبية لاحد آخر. يعارضون حكم عبد الفتاح السيسي، فقط لأنه أطاح «حكم الاخوان»، ويصادف ــــ مجرد مصادفة ــــ إنهم يقفون في صف واحد مع التكفيريين الذين يفجرون ويقتلون ويذبحون، وهكذا هي تقاريرهم ومعلوماتهم ومواقفهم، لا تجد سوى في السيسي خطراً على أبناء مصر!

في ليبيا، رأى هؤلاء، بحسب تقاريرهم ومعلوماتهم ومواقفهم، أن الفوضى سببها مخالفة الوصفة الأميركية ــــ الأوروبية ــــ الخليجية لإدارة ليبيا. وكل من يعارضهم، فهو بالتأكيد، عميل لنظام السيسي، أو لروسيا أو للعدو الفارسي، أو هو من أعضاء الخلايا النائمة لأنصار النظام المخلوع.. لكن، يصادف ــــ مجرد مصادفة ــــ أن هؤلاء، لا يسمعون عن القتل والخطف والذبح هناك. لأنهم يهتمون فقط بنوعية الأسلحة القاتلة، وهكذا هي تقاريرهم ومعلوماتهم ومواقفهم تقول أن مرتزقة حزب الله بدأوا يعملون أيضاً في ليبيا!

وبعد...

بعض هؤلاء يسمي نفسه يساراً. إنّهم «يسار السفارة». يكنّون عداءً حصريّاً لإيران وحزب الله ومن يحالفهما. هذا «اليسار» يرى أنّه في «حلف الضرورة» مع القتلة والجزّارين، لكنّه طبعاً على يقين من أن ساعة الدولة العلمانية، المدنية.. آتية لا ريب فيها.

علماً، وللأمانة، فإن أكثرية هؤلاء «اليساريين» صار لهم موقف نقدي من الحتمية التاريخية، وباتوا أقرب إلى الليبرالية، وينبذون كل تحليل للمجتمع يقوم على «الطبقات»، ويتهكمون على مقولات «الامبريالية» وغيرها، ويمقتون الشيوعية، ولا يترددون في التعبير عن فوقية في النظر إلى مواقف أكثرية الناس. هؤلاء «اليساريون» يفكرون في أن زمن الأحلام انتهى بعدما اكتشفوا أن المجتمعات جاهلة ومتخلفة وليس ممكناً تغييرها إلا من خارجها...

يبقى سؤال بسيط: ما الذي يوتّر هؤلاء على الدوام؟ لماذا يبدون مستفَزّين طوال الوقت؟ ما الذي يدفعهم إلى الصراخ والشتم ولعن «الجماهير المضللة»؟! ليفعلوا ما طاب لهم بهدوء: لا أحد يقف حائلاً بينهم وبين العروش السلفية القديمة منها والجديدة. ليتهم يأخذون نفساً عميقاً، ويركّزون جهودهم وطاقاتهم على إقناع أهل بيتهم وحيّهم وحارتهم بأنهم على صواب. وعندما ينجحون في تحقيق الأمان النفسي، ويجدون في الشارع من يرد عليهم السلام، لا يبقى لهم سوى أن يفتحوا مدارس خاصة لتلقيح أولادهم ضد وباء حزب الله!

الأخبار - ابراهيم الأمين

الوسوم (Tags)

حزب الله   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz