يبدو أن تنظيم «داعش» قرر السيطرة على كامل المناطق السورية الحدودية مع العراق، حيث يواصل عناصره مهاجمة الحسكة، وسط مقاومة القوات السورية، مدعومة بغارات من الطيران الحربي السوري.
إلا أن اللافت، أنه وعلى الرغم من مرور أسبوع على الهجوم، الذي تخلله 12 تفجيراً انتحارياً، لم يتحرك المقاتلون الأكراد، أو طائرات التحالف الدولي، لمساندة القوات السورية التي تواجه جحافل التكفيريين وتمنعهم من دخول المدينة التي يتقاسمها النظام والأكراد.
في هذا الوقت، واصلت صحيفة «جمهورييت» التركية المعارضة فضح أنقرة. وأكدت أن الحكومة ساعدت في إدخال «الجهاديين» إلى سوريا، بعد أسبوع على نشرها صوراً تظهر إدخال أسلحة وصواريخ إلى التفكيريين.
وكتبت الصحيفة أن «أجهزة الاستخبارات التركية استأجرت حافلتين، استخدمتا في التاسع من كانون الثاني العام 2014، لإدخال عشرات المسلحين الإسلاميين إلى سوريا بطريقة غير شرعية من معبر ريحانلي الحدودي». ونشرت صوراً لمركبتين اعترضتهما قوات الأمن التركية في أعقاب العملية، حيث تم العثور على أسلحة وذخائر. ونقلت عن سائق مركبة أن الاستخبارات التركية أبلغته أنهم ينقلون لاجئين سوريين.
وطالبت وزارة الخارجية السورية، في رسالتين إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بالتحرك لمنع الحكومة التركية «من الاستمرار في أعمالها التي ترقى إلى مستوى العدوان، وإلزامها بوقف انتهاك سيادة سوريا، ومحاولات تفتيتها والنيل من وحدتها الوطنية وسلامة أراضيها، وكذلك إلزام الحكومة التركية بضبط حدودها ووقف احتضان وتدريب وتمويل ودعم التنظيمات الإرهابية».
وأغارت الطائرات الحربية السورية على مقاتلين من «داعش» يحاولون اقتحام مدينة الحسكة، في هجوم متواصل منذ أسبوع تخلله تفجير 12 انتحارياً.
ولا تزال القوات السورية تصد هجوم التكفيريين، من دون أي مساندة من المقاتلين الأكراد، بالرغم من أن الأكراد يتقاسمون المدينة مع القوات السورية.
وذكرت نشرة إخبارية تابعة لـ «داعش» أن مقاتليه على بعد كيلومتر من المدينة، وأن موقعاً واحداً تابعاً للجيش يفصلهم عن المدخل الجنوبي للحسكة، لكن مصدراً عسكرياً سورياً أكد أنه تم صد هجوم التنظيم، ووصف الوضع بأنه ممتاز.
وقال مدير ما يسمى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «الجيش السوري يواصل استقدام تعزيزات إلى المدينة». وقال ناشطون إن «عائلات نزحت من الأحياء الجنوبية والشرقية للحسكة التي يسيطر عليها النظام في اتجاه أحياء المدينة الغربية والشمالية التي يسيطر عليها الأكراد، خوفاً من دخول التنظيم إلى المدينة، أو من تعرض مناطقهم لقصف بقذائف الهاون».
وعلى جبهة محافظة حلب، تتواصل المعارك بين «داعش» ومجموعات إسلامية، بينها «جبهة النصرة»، في محيط بلدة مارع. وكان «الدولة الإسلامية» استولى الأسبوع الماضي على بلدة صوران القريبة من مارع والواقعة على طريق إمداد رئيسي للمسلحين من تركيا إلى حلب.
ونقلت وكالة الأنباء السورية -»سانا» عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة قضت على عدد من إرهابيي تنظيم داعش في قريتي سلام غرب والسلطانية شرق مدينة حمص».