دام برس :
بالتزامن مع اتشاح عدة مناطق في الشمال السوري بالسواد ونعيق غربان الشؤم في سمائها، يحتشد مقاتلو القضية المقدسة من جنود الجيش العربي السوري وحلفاؤهم بصمت، استعداداً للبدء بعملية عسكرية معاكسة تتخذ طابعاً هجومياً.
فيما تعمد وسائل الإعلام المعادية، لا سيما الخليجية منها لتعويم قوة الجماعات المسلحة وأبرزها ميليشيا ما تُسمى بـ "جيش الفتح" والتي تشكل "جبهة النصرة" الجزء الأكبر والأقوى منها، حيث تعمد تلك الوسائل إلى تكثيف الأخبار والتقارير التي تتحدث عن معارك جديدة يتم التحضير لها هل ستكون تلك المعارك في الساحل أم في حلب ، في حمص أم في حماة؟
بعض الصحف لعبت على الوتر المذهبي، وركزّت بشكل مقصود على معركة الساحل، لقاءات وحوارات مع متزعمين لجماعات مسلحة أطلقوا من خلالها وعيداً وتهديداً، في إطار الحرب النفسية المعلنة على القطر، فيما لجأت صحف أخرى لمناقشة المكان القادم الذي ستشهده المعركة التالية.
بعضها تساءل فيما إذا كانت حمص محطة الاشتعال التالية، لا سيما بعد سيطرة داعش على مدينة تدمر، إذ إن احتلال ذلك التنظيم لحمص سيكون بمثابة السيطرة على قلب سوريا بحسب ما ذهبت إليه الصحف الخليجية، كذلك ناقشت تلك الصحف ما إذا كانت مدينة حلب هي الجولة المقبلة، لأنها الأهم بالنسبة للجماعات الإرهابية وداعمتهم تركيا، إذ أن طموح السيطرة على كامل الشمال السوري من شأنه أن يعزز خطة إقامة المناطق الآمنة وإعلان ما تُسمى بالحكومة المؤقتة فيها، بحسب ما أعلنه مؤخراً رئيس ما يُسمى بالائتلاف المعارض خالد خوجة.
الأكيد في كل ما سبق هو محاولة الصحف الخليجية المعادية خلق حالة من التخبط والحيرة لدى الرأي العام السوري وقيادته،من خلال صعوبة التكهن بمكان المعركة التالية، وهذا يصب في مساعدة تلك الصحف للجماعات المسلحة في حربهم النفسية من خلال بث الحيرة في نفوس السوريين.
على المقلب الآخر رشحت معلومات إعلامية حول وجود تنسيق سوري ـ عراقي برعاية إيرانية لمكافحة الإرهاب، تلك المعلومات أفادت بأن المرحلة القادمة ستظهر نتائج إيجابية على الأرض، من خلال البدء بعمليات عسكرية تتخذ طابعاً هجومياً دون تحديد المدن أو المناطق التي ستستهدفها، قد تكون تلك العملية في حلب وادلب، وقد تكون في الجنوب السوري، يعزز ذلك ما أعلنه حزب الله عن نيته في توسيع مشاركته القتالية على الساحة السورية، وهنا لن نتعامل مع التصريحات التي نُسبت لقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني حول التحضير لمفاجأة بالتنسيق مع القيادة السورية ستظهر في الأسابيع القليلة القادمة، على أنها معلومات مؤكدة لأنه لم يأت أي تأكيد أو نفي لصحة تلك التصريحات، لكن الأكيد أنها لم تُسرب عن عبث.
عربي برس - علي مخلوف